مزوار لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات بان كي مون عن «الصحراء» مستفزة وليست مسؤولة

وزير الخارجية المغربي قال إن من يحاول المس بوحدة البلاد سيجد 35 مليون مواطن في وجهه

مزوار لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات بان كي مون عن «الصحراء» مستفزة وليست مسؤولة
TT

مزوار لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات بان كي مون عن «الصحراء» مستفزة وليست مسؤولة

مزوار لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات بان كي مون عن «الصحراء» مستفزة وليست مسؤولة

أكد لـ«الشرق الأوسط»، صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، أن التصريحات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والتي عبر خلالها عن تفهمه لغضب شعب الصحراء الغربية تجاه ما أسماه احتلال أراضيه، مستفزة وخرجت عن الحيادية ولم تكن مسؤولة، مضيفا أن مجلس الأمن حدد للأمانة العامة للأمم المتحدة، دورا واضحا، هو تسهيل عملية الحوار للوصول لحل سياسي متوافق عليه حول هذا النزاع، لكن بان كي مون، أراد من خلال تصريحاته أن يسير في اتجاه محاولة خلق واقع جديد في إطار تقسيم الدول.
وقال الوزير مزوار، إن رد الشعب المغربي كان قويا إزاء تلك التصريحات، وتعبيراته كانت قوية وأوصلت الرسالة كما يجب، في التمسك بالوحدة، وأن من يتجرأ على محاولة تقسيم المغرب، والمس بوحدته الترابية سيجد 35 مليون مغربي في مواجهته، وشدد على أن هناك إجماعا وطنيا مغربيا قويا حول وحدة المغرب، بما فيه سكان الجنوب، والدول الأعضاء في الأمم المتحدة تفهمت أن محاولة خلق واقع جديد في هذه القضية من جانب الأمين العام، هي محاولة لا مسؤولة؛ لأن المنطقة هادئة، والنزاع في مستوى ضعيف، ولا يوجد ما يبرر خلق واقع جديد، مثنيا على موقف دول مجلس التعاون في تعزيز موقف المغرب، وما عبروا عنه من تضامن مع وحدة بلاده واستقلالها، خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة.
وذكر في سياق آخر، أن المغرب ظل يطالب بأن تبنى علاقاته مع شقيقته الجزائر في إطار المسؤولية ومصلحة شعبي الدولتين، لكنه واجه التعنت من جانب جارته الجزائر، واتهمها بأنها تحاول خلق دويلة في الصحراء، باسم تحرر الشعوب، والمبادئ الكبرى التي عاشتها أفريقيا لسنوات وكان المغرب رائدا فيها، من أجل أن تتحكم فيها لخدمة مصالحها الإقليمية، ورأى أن ذلك منطق تجاوزه التاريخ وتخطته مصالح الشعوب.
وأوضح وزير خارجية المغرب، خلال لقائه مع الصحيفة في مقر إقامته بالعاصمة الرياض، أن المغرب متمسك بالوحدة لكن الجزائر تحاول خلق واقع جديد، وقال: «طالبناها بأن نترك هذه القضية جانبا، ونضع الثقة في المسار الأممي نحو الحل، ونبني علاقات جديدة بيننا، ونخدم مصلحة المنطقة، وتنمية شعوبها وازدهارها، لكن الجزائريين كانوا يقابلوننا بتعنت وكبرياء، ويعتبرون بلدهم ليست بحاجة لبناء المغرب العربي، ولا تحتاج لعلاقة إيجابية مع المغرب»، وأضاف: «إن الجزائر تقطع الطريق أمام أي وساطة للحل»، مؤكدًا أن بلاده على الرغم من ذلك، فإنها «تسير باتجاه البناء والعمل من أجل رفاهية شعبها، وسيبقى المغرب دائما متعبئا بقوة للحفاظ على وحدته».
ولفت الوزير مزوار إلى أن العلاقة مع فرنسا ضرورية ومتميزة وأكثر ندية، ولقاءات الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إيجابية ومستمرة، كما أن الاتصال الاقتصادي والسياسي بين الجانبين على أعلى مستوى، ويتعزز بين فترة وأخرى، مشددا في سياق آخر، على أن الربيع العربي شهد تجارب مأساوية، وبعض التجارب تحاول ولا زالت تعاني للوصول لإطار للخروج من مخلفات ذلك الربيع نحو الاستقرار وإيجاد التوازنات الضرورية داخل مجتمعاتها، وهناك دول أثبتت تجذر أنظمتها وانفتاحها ومواكبتها لحاجيات شعوبها، وهي تسير نحو الاستقرار، معتبرا أن تونس ومصر تسيران باتجاه البناء القوي الذي تدعمه بلاده وتصنفه بالضروري للمنطقة.
وقال: «إن المغرب تتقاسم مع السعودية مبادئ حسن الجوار مع المحيط الإقليمي، وستقف بجانب دول الخليج إذا تعرض استقرارها للمساس، كما أنها تراعي الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، مؤكدا على متانة العلاقة التي تربط بلاده مع مجلس التعاون، والتي تفوق - حسب قوله - العلاقات التقليدية الطبيعية، وتمتاز بأنها «تاريخية وراسخة ونوعية، لكنها تضع في الوقت ذاته، ضغوطات على الجانبين، بالسير لتحقيق نتائج أكثر إيجابية، ووضع إطار ما يسمى بالعلاقة الاستراتيجية التي حددت أبعادها التنسيقية والتنموية في العام 2011».
وشدد على أن الجانبين يتطلعان «للتعامل مع التحديات التي تعيشها المنطقة، والتي تتصل بالأمن والاستقرار والدفاع عن القضايا المرتبطة بثوابت الأمة والشعوب، وطموحاتنا كذلك فيما يخص العالم الجديد وتقلباته»، مبينا أن الجانبين يناقشان ملفات استراتيجية هامة، تختص بعدم استقرار ليبيا واليمن والعراق وسوريا، معربا عن أمله في أن تسير الشراكة «نحو آفاق أكثر توسعا وتنوعا من أجل الحفاظ على استقرار دولنا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، والمحافظة على وحدة أراضيها، والعمل على استقلالية قراراتها».
وذكر أن دول الخليج تلعب دورا في استقرار المنطقة، وكذلك المغرب يلعب دورا في استقرار منطقة ساحل جنوب الصحراء، وهو «ما يفرض السير وفق تنسيق أكثر وعمل مشترك أقوى»، معتبرا أن أمن دول الخليج العربي من أمن المغرب، لافتا إلى التنسيق المستمر في إطارات متعددة لمواجهة كل من يسعى ويطمح في زعزعة استقرار دول المنطقة.
ووصف مشاركة المغرب في التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، بأنها تظهر أن هناك تنسيقا أكثر على كل المستويات الأمنية والسياسية والعسكرية مع دول المنطقة، وكذلك الأمر بالنسبة للمشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وطالب بالحوار السياسي لتسوية الصراع هناك، وقال: «إن اليمن بلد شقيق وشعبه بحاجة للأمن، و(عاصفة الحزم) كانت لإعطاء إشارة قوية والحد من التجاوزات وإعادة الأمور لنصابها».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.