تصادم نادر بين «الأسايش» الكردية وقوات النظام في القامشلي يقلق السكان

«داعش» يتقدم في دير الزور والاشتباكات تقترب من مطارها العسكري

تصادم نادر بين «الأسايش» الكردية وقوات النظام في القامشلي يقلق السكان
TT

تصادم نادر بين «الأسايش» الكردية وقوات النظام في القامشلي يقلق السكان

تصادم نادر بين «الأسايش» الكردية وقوات النظام في القامشلي يقلق السكان

اشتبكت قوات النظام السوري في مدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا أمس، مع قوات «الأسايش» الكردية، في أول تطور أمني من نوعه بين الطرفين منذ ما يقارب العام، أدى، بحسب وكالات الأنباء الكردية، إلى مقتل 8 مقاتلين من قوات النظام، واعتقال 12 من ميليشيات «الدفاع الوطني» التابعة لهم، في وقت أحرز فيه تنظيم «داعش» تقدمًا في مدينة دير الزور في شرق البلاد على حساب قوات النظام.
وخلطت معارك القامشلي أمس، الأوراق السياسية في المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والتي شهدت هدوءًا مع قوات «الأسايش» الموجودة في الأحياء الكردية، حيث أفادت وكالة أنباء «هاوار» الكردية أمس، بمقتل 8 من عناصر قوات النظام واعتقال 12 من ميليشيات الدفاع الوطني في مدينة القامشلي، مشيرة إلى أن الاشتباكات «تواصلت في المربع الأمني».
وقال ناشطون أكراد إن قوات النظام وحلفاءها في الدفاع الوطني، تصدت ظهرًا لدورية لقوات «الأسايش» في دوار السبع بحرات في منطقة المربع الأمني في المدينة، ما تسبب باندلاع معارك في المربع الأمني.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المدينة تشهد اشتباكات متفاوتة العنف، بين قوات الأمن الداخلي الكردي «الأسايش» من جهة، وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام من جهة أخرى، حيث تتركز الاشتباكات قرب منطقة الملعب البلدي ومنطقة سجن علايا، في حين «واصلت قوات (الأسايش) محاصرة المربع الأمني للنظام في القامشلي»، بالتزامن مع تحليق للطائرات الحربية في سماء منطقة الاشتباك.
وتناقل ناشطون صورًا من المدينة، تظهر مئات العائلات تنزح من المدينة على وقع الاشتباكات.
ويعد هذا الخرق، التطور الأبرز في المدينة، نظرًا إلى أن القوات الكردية تقاتل الخصوم أنفسهم الذين تقاتلهم قوات النظام في مدينة حلب وريفها، ونادرًا ما اندلعت اشتباكات بين الطرفين منذ أكثر من عام. ولم تتطور الاحتكاكات بين الطرفين إلى أكثر من مناوشات، سرعان ما كانت تهدأ، وذلك منذ انسحاب قوات النظام من معظم المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد، باستثناء مدينة القامشلي.
والقامشلي، الواقعة في شمال شرقي سوريا وتتبع محافظة الحسكة، تحافظ فيها قوات النظام على تواجدها العسكري والأمني، وهي المدينة الوحيدة الحدودية مع تركيا الخاضعة لسيطرة النظام في شمال شرقي سوريا.
بدوره، قال الباحث في الحسكة، سليمان اليوسف، في صفحته في «فيسبوك»، إن «شبح المعركة على القامشلي بدأ يقلق السكان»، وذلك على ضوء «تصادم بنادق الميليشيات التي تتقاسم المدينة».
وقال اليوسف إن «أسباب تفجر الوضع غير معروفة بالضبط»، لكنه أكد أنه «حتى الآن لا يبدو أن هناك قرارًا سياسيًا من أي طرف بالمواجهة الشاملة». واستطرد قائلاً: «مثل هذه المواجهة هي متوقعة، والمعركة المؤجلة على القامشلي قادمة لا محال»، على خلفية «تصادم الأجندات السياسية للأطراف المسلحة التي تتقاسم السلطة في المدينة».
بالتزامن، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري، بينما ألقت طائرات شحن عدة حاويات لمواد غذائية على مناطق سيطرة قوات النظام قرب اللواء 137، بأطراف مدينة دير الزور. واستهدفت طائرات حربية بعدة ضربات جوية مناطق في حي الصناعة بمدينة دير الزور، ترافق مع قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق في الحي.
وتجددت الاشتباكات أمس، لليوم الثاني على التوالي، على أطراف حي الطحطوح الخاضع لسيطرة النظام في مدينة دير الزور، بعد سيطرة التنظيم على عدة نقاط داخل حي الصناعة المجاور.
وأوضح الناشط أبو وسيم الديري عضو «شبكة دير الزور الإخبارية» المعارضة، أن اشتباكات عنيفة اندلعت داخل حي الصناعة، مساء الثلاثاء، استخدم خلالها الطرفان الأسلحة الثقيلة والخفيفة، في حين فجّر عنصر من التنظيم نفسه بسيارة مفخخة في تجمع للقوات النظامية بنقطة مرآب السيارات داخل الحي، مشيرًا، في تصريحات لـ«مكتب أخبار سوريا»، إلى أن الاشتباكات أسفرت عن سيطرة التنظيم على نقطتي المرآب والمسلخ وعدة أبنية في محيطهما.
وتشهد أطراف مدينة دير الزور معارك كر وفر منذ أكثر من 3 أشهر، بين القوات النظامية والتنظيم داخل مدينة دير الزور وفي محيطها، إثر محاولة كل من الطرفين السيطرة على مواقع الآخر.
من جانبها، أعلنت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم عن سيطرته على كامل حي الصناعة ووصوله إلى أطراف حي الطحطوح بعد معارك عنيفة، قتل خلالها 20 عنصرًا نظاميًا، في حين نفت صفحات موالية للنظام سيطرة التنظيم على الحي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن مصدر عسكري قوله: «إن سلاح الجو نفذ خلال الساعات الماضية غارات على تجمعات لإرهابيي (داعش) شرق مطار دير الزور العسكري». كما نقلت عن مصدر ميداني قوله إن وحدة من الجيش بالتعاون مع وحدات الهندسة «نفذت أمس كمينا محكما عبر استدراج مجموعة إرهابية من تنظيم (داعش) إلى أحد شوارع حي الصناعة بعد زرعه بعدد من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة وتفجيرها فيهم»، قائلا إن الكمين أسفر عن «مقتل 75 إرهابيا من تنظيم (داعش) على الأقل، من بينهم جنسيات أجنبية وتدمير ما بحوزتهم من أسلحة وعتاد حربي ومدفع هاون».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.