تتواصل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وغيرها من الأطراف الدولية لإقناع المتمردين الحوثيين بالحضور إلى دولة الكويت والمشاركة في المفاوضات، التي كان مقررا أن تنطلق أول من أمس. وفي هذا السياق، كشفت مصادر سياسية يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» عن أبرز النقاط التي يسعى الحوثيون إلى تحقيقها قبل تنفيذ القرارات الأممية. وقالت هذه المصادر الرفيعة، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن النقطة الأولى هي أن الحوثيين تراجعوا عن المشاركة، بعد موافقتهم على أجندة المفاوضات مسبقا؛ وذلك «لأنهم لا يريدون إعطاء انطباع بأنهم جاءوا مستسلمين». أما النقطة الثانية فهي «أن لديهم وهما بأنهم قادرون على تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض واستعادة المناطق كافة التي خسروها وغيرها، في حال توقفت الغارات الجوية».
وذكرت المصادر اليمنية لـ«الشرق الأوسط» أن ما يحدث من تأخير وتلكؤ عن المشاركة في المفاوضات بدولة الكويت، تقف وراءه إيران، خاصة مع اقتراب القمة الأميركية – الخليجية. ومضت المصادر في القول إن «إيران تريد أن ترسل رسائل بأنها قادرة على التأجيل والتأخير، خاصة أن العرب تحركوا، مؤخرا بشكل مكثف، في إطار منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية». وأضافت المصادر أن «تكتيكات إيران وبصماتها فيما يجري واضحة؛ لأن الحوثيين ليسوا على قدر من الذكاء أو الفطنة لابتكار هذه القصص والحجج السياسية».
وكشف ذات المصادر عن مخططات لدى الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح، فيما يتعلق بالمفاوضات المعلقة في الكويت، وقالت: إن الحوثيين «يسعون إلى عدم مناقشة بنود القرار 2216، إلا بعد أن يكونوا شركاء في حكومة يمنية»، مشيرة إلى أن «هذا ما كانوا يطرحونه إبان عمل المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر، وهم بذلك يريدون أن يتجاوزوا الشرعية إلى شكل من أشكال السيطرة وهذا لن يحدث إطلاقا؛ لأن المجتمع الدولي موحد والحكومة اليمنية موحدة، وينبغي أولا إنجاز البنود الرئيسية من القرار 2216، بكثير من المرونة وهذا يعني العودة عن الانقلاب».
وتؤكد المعلومات التي أدلت بها المصادر الخاصة لـ«الشرق الأوسط» صحة التسريبات التي تتحدث عن مطالبة الحوثيين بإدراج ما كان يسمى «اتفاق السلم والشراكة» ضمن أجندة المفاوضات.
وعلق الدكتور محمد عبد المجيد قباطي، وزير الإعلام اليمني، قائلا إن «هذا أمر غير مقبول وحجة لا أساس لها»، مؤكدا أن «مشاورات الكويت هي لتنفيذ القرار 2216، الذي لا يوجد فيه أي ذكر لاتفاق تم إنجازه تحت التهديد والوعيد والإكراه، وهو خارج نطاق المناقشة خارج الهيكل المرسوم للمشاورات»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «المشاورات هي في إطار النقاط الخمس التي أعلن عنها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قبل أكثر من أسبوعين، وأكدها في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي».
وأشار الوزير قباطي إلى أن «ما يجري من قبل هؤلاء الناس (الحوثيين) هو محاولة لخلق ذرائع، وهم يحاولون تحقيق نتائج على الأرض، خلال الهدنة، لم يستطيعوا تحقيقها خلال الحرب». ودعا قباطي المجتمع الدولي إلى أن «يكون له موقف واضح تجاه المنزلق الخطير الذي تمر قضية التسوية في اليمن، في الوقت الراهن»، مشيرا إلى أن المتمردين الحوثيين يحاولون لي ذراع المجتمع الدولي حول مسار واضح للمشاورات وهو تنفيذ القرار 2216، وفقا لبنود القرار التي تنص على وقف العنف (من جانب الانقلابيين) والدخول في ترتيبات واضحة لتسليم السلاح والانسحاب من المدن ومن مؤسسات الدولة. وذكر أن الشارع اليمني يتساءل «حول كيفية طرح موضوع الانسحاب من المدن، فيما الحوثيون إلى هذه اللحظة، يحاولون التوسع في المحافظات وتحديدا تعز».
من جانبه، كشف لـ«الشرق الأوسط» محمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثي - صالح إلى المفاوضات والمتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي، بأن مطالبهم تتركز في نقطتين رئيسيتين. وقال: «نحن الآن على تواصل مستمر مع سفراء المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة، ومن المحتمل أن يحصل تحسن في تجاوز نقاط الخلاف فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار بشكل أكبر، كذلك موضوع الأجندة»، مشيرا إلى أنهم يطالبون أيضا بـ«أن يكون الحوار حزمة واحدة وليس نقاطا مبعثرة»، على حد قوله. ونفى عبد السلام وجود أي خلافات في إطار وفد الحوثي – صالح إلى المفاوضات، وقال: «ليس صحيحا، ولو كان ذلك صحيحا لوجدتم أن أحد الوفدين حاضر في المفاوضات، فهل يعد اختلافا أن كلينا لم يحضر»، مشددا على «أن موقفنا موحد»، ودون أن يورد المزيد من التفاصيل.
وكان مقررا أن تنطلق جولة المفاوضات بين وفدي الحكومة الشرعية، من جهة، ووفد المتمردين (الحوثي – صالح)، أول من أمس في دولة الكويت، برعاية الأمم المتحدة، غير أن تخلف وفد المتمردين عن الحضور، أرجأ انعقاد المشاورات إلى أجل غير مسمى حتى اللحظة، وقد دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ المتمردين، في بيان صادر عنه، إلى عدم تفويت الفرصة. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر عليمة لـ«الشرق الأوسط» أن المتمردين الحوثيين يستمرون في التلكؤ والمراوغة عن الحضور إلى الكويت، رغم أن طائرة عمانية تنتظرهم في صنعاء، فيما تنتظرهم طائرة كويتية أخرى في مسقط بسلطنة عمان. وأشارت هذه المصادر إلى أن المتمردين أعدوا وفدا صحافيا يمنيا كبيرا في العاصمة اللبنانية بيروت، وأن هذا الوفد من المتوقع أن يتوجه إلى الكويت بمجرد مشاركة الحوثيين.
مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»: إيران وراء تخلف الحوثيين عن مفاوضات الكويت
متحدث باسمهم أقر بمطالب جديدة.. ووزير الإعلام قال إن «هذا غير مقبول»
مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»: إيران وراء تخلف الحوثيين عن مفاوضات الكويت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة