اكتشاف نفق يخترق إسرائيل بنحو 150 مترًا مُعد لتنقل العشرات

تل أبيب تستغله لاتهام حماس بالسيطرة على إسمنت إعادة البناء

اكتشاف نفق يخترق إسرائيل بنحو 150 مترًا مُعد لتنقل العشرات
TT

اكتشاف نفق يخترق إسرائيل بنحو 150 مترًا مُعد لتنقل العشرات

اكتشاف نفق يخترق إسرائيل بنحو 150 مترًا مُعد لتنقل العشرات

قللت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من قيمة الإعلان الإسرائيلي عن اكتشاف نفق ضخم على الحدود مع غزة ويخترق إسرائيل. ووصفت ذلك، بأنه «نقطة في بحر ما أعدته المقاومة»، وأشارت إلى أنها لا تسعى إلى أي حرب في الوقت الحالي.
وأصدرت «القسام» بيانًا قالت فيه: «بعد الانتقادات الكبيرة التي تعرض لها قادة العدو العسكريون والسياسيون، وفي خضم حالة الرعب التي يعيشها (غلاف غزة)، وبعد شهورٍ طويلةٍ دفع خلالها العدو بمقدراتٍ هندسيةٍ وتكنولوجيةٍ رهيبة، مصحوبة بآلاف الجنود والخبراء والمختصين، في سبيل تحقيق إنجاز يغطي على حالة الذعر التي يعيشها كيانه، وحالة الفشل المتراكم التي تعيشها المؤسسة السياسية والعسكرية، يعلن العدو عن اكتشاف نفق شرق مدينة رفح، بينما لم يتجرأ على نشر كل التفاصيل والمعلومات والحقائق أمام شعبه».
وأضافت «القسام» أنها «ستحتفظ لنفسها بحق نشر كل التفاصيل التي أخفاها الاحتلال الإسرائيلي في الوقت المناسب». وتابعت: «إن إعلان العدو عن اكتشاف نفق للمقاومة، بعد مناورةٍ إعلاميةٍ مكشوفةٍ، هو محاولة لتقليد ومحاكاة أساليب كتائب القسام».
وجاء بيان «القسام»، ردًا على إعلان الجيش الإسرائيلي أمس بشكل رسمي، اكتشافه نفقًا على حدود قطاع غزة بطول كيلومترين، ويمتد إلى داخل إسرائيل مسافة تقارب 150 مترًا بعمق 30 مترًا تحت الأرض.
وأعلن ضابط كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن اكتشاف النفق تم بجهود عملياتية واستخباراتية، مؤكدًا أنه تم الكشف عن فتحته في أرض بين السياج الحدودي وبين معسكرات للجيش الإسرائيلي، الذي عمل، لاحقًا، على هدم النفق حتى داخل أراضي القطاع، وذلك لأول مرة منذ الحرب على غزة صيف عام 2014.
‎وأكد اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش، هدم النفق قائلاً: «قمنا بتحييد النفق في الأراضي الإسرائيلية وجعلناه غير صالح لتسلل إرهابيي حماس منه».
وأظهرت لقطات بثها الجيش الإسرائيلي، آليات كبيرة وضخمة، وحفارات، تعمل على هدم نفق تحت الأرض، يبدو مسلحًا بالإسمنت، وفيه معدات نقل سريعة، ومعدًا لتنقل العشرات عبره بشكل سريع.
واكتشف النفق عمليًا قبل أيام، ومنعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية النشر، لولا أن القناة الإسرائيلية العاشرة ألمحت إلى اكتشاف خطط لاختطاف إسرائيليين وإحباطها، قبل أن يعلن وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان، أن حماس تخطط لاحتلال كيبوتسات إسرائيلية قرب غزة.
لكن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، تقدر أن النفق حفر على هذا الشكل من أجل استخدامه من قبل وحدات «الكوماندو» التابعة لكتائب القسام، لشن هجمات وخطف إسرائيليين في أي حرب لاحقة.
وقالت مصادر إسرائيلية، إنه في اليوم الذي اكتشف فيه النفق، وصل إلى المكان وزير الدفاع، موشيه يعالون، ورئيس الأركان، غادي أيزنكوت، وقائد المنطقة الجنوبية، للاطلاع على النفق ومدى خطورته، وكذلك التقنيات الحديثة التي بدأ الجيش باستخدامها لتحديد مواقع الأنفاق.
وعقب موشيه يعلون على نبأ اكتشاف النفق، واصفًا إياه بإنجاز عملياتي هام، ونتيجة جهود كبيرة بذلتها إسرائيل في هذا المضمار خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف يعلون: «ليس لدينا أي أوهام بالنسبة لنيات حركة حماس قبل عملية الجرف الصامد وبعدها. وقد بذلنا جهودًا جبارة تكنولوجية واستخباراتية، لاكتشاف الأنفاق. وقد أفلحنا في اكتشاف كثير منها، ونواصل العمل الدؤوب لإنجاز هذه المهمة».
وفي المقابل، حرصت حماس على بث رسالة غير رسمية، بأنها لا تسعى إلى حرب. وصرح قيادي كبير في الحركة، لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، بأن الكشف عن النفق الهجومي، لن يؤدي إلى تصعيد على جبهة قطاع غزة، باعتبار أن الطرفين لا يوجد لهما مصلحة في التصعيد.
وأضاف القيادي الحمساوي: «إن الطرفين معنيان بالاستقرار والهدوء، ولا يوجد لديهما مصلحة في التصعيد.. صحيح ثمة عمل دؤوب على تطوير القدرات العسكرية، ويوجد دائمًا توقعات لحرب جديدة، لكن أستطيع القول إن الاتجاه اليوم ليس نحو الحرب. ربما بعد عام أو 10 سنوات أو 20».
وتحدث المسؤول الحمساوي عن سيطرة لكلا الطرفين على أنفسهم، وعلى الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، على الرغم من اكتشاف النفق.
وجاء حديث المسؤول الحمساوي عن الهدوء، على الرغم من تصعيد على جبهة الرأي العام الإسرائيلي. فقد قال رئيس حزب «البيت اليهودي»، وزير التربية والتعليم، نفتالي بينت: «إن حفر النفق والكشف عنه داخل الأراضي الإسرائيلية يعتبر خرقًا للسيادة الإسرائيلية. وهذا مبرر لنا للقيام بعملية عسكرية. من واجب إسرائيل منح الأمن للإسرائيليين في الجنوب، ومنع نيات حماس بأي ثمن كان».
كما قال رئيس حزب «يش عتيد»، يئير لابيد، معقبًا على كشف النفق: «إن الجيش منع كارثة كبيرة، وأنا أريد أن أقول للعالم، إن للنفق هدفًا واحدًا وهو قتلنا، فعلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي أن يفهموا بأن تهديد الأنفاق هو تهديد حقيقي، مثل تهديد الصواريخ أو العمليات الانتحارية. وعلى العالم أن يدعم إسرائيل في أي رد عسكري على تهديد الأنفاق التي تعتبر غزوًا لأراضي إسرائيل».
وتنوي إسرائيل تقديم معلومات كاملة إلى الأمم المتحدة عن النفق المكتشف، فيما ستقوم الخارجية بتوزيع وثائق لممثلي السفارات الدولية، توضح أهمية وخطورة النفق، وكيفية استغلال حماس لمواد البناء التي يتم إدخالها إلى غزة من أجل بناء الأنفاق بدلاً من تحسين حياة الناس.
وفي عام 2014 قالت إسرائيل، إن سبب الهجوم على غزة هو تحييد أنفاق حماس، معلنة في نهاية حرب دامية استمرت 50 يومًا، أنها هدمت 33 نفقًا هجوميًا.



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.