«دبي باركس آند ريزورتس» يخطط لاستقطاب 6 ملايين سائح في عامه الأول

رئيس الشركة: نسعى لافتتاحه في أكتوبر بعد الانتهاء من بناء المدن الثلاث

رسم تخيلي للمنتجع الترفيهي الذي تستعد دبي لتدشينه في أكتوبر المقبل
رسم تخيلي للمنتجع الترفيهي الذي تستعد دبي لتدشينه في أكتوبر المقبل
TT

«دبي باركس آند ريزورتس» يخطط لاستقطاب 6 ملايين سائح في عامه الأول

رسم تخيلي للمنتجع الترفيهي الذي تستعد دبي لتدشينه في أكتوبر المقبل
رسم تخيلي للمنتجع الترفيهي الذي تستعد دبي لتدشينه في أكتوبر المقبل

كشف رائد النعيمي الرئيس التنفيذي لشركة «دبي باركس آند ريزورتس» أن الشركة تستعد لفتح منتجعها الترفيهي أمام الزوار أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، بعد الانتهاء من المدن الثلاث التي يحتضنها المنتجع، والذي تستعد فيه دبي ليكون الأول من نوعه في المنطقة. وأشار النعيمي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المدن الترفيهية الثلاث ضمن محفظتها تشمل متنزه «موشنجيت دبي» المستوحى من شخصيات هوليوود، من إنتاج شركات «دريم وركس أنيميشن» و«سوني بيكتشرز ستوديوز» و«ليونزجيت»، والثاني متنزه «بوليوود باركس دبي»، الوجهة الترفيهية الأولى من نوعها من وحي أفلام بوليوود، فضلاً عن «ليجولاند دبي»، المتنزه الترفيهي التفاعلي الفريد المستوحى من مكعبات الليجو الشهيرة.
ودبي باركس آند ريزورتس، شركة مساهمة عامة مدرجة أسهمها في سوق دبي المالية، ويبلغ رأسمالها نحو 10.5 مليار درهم (2.8 مليار دولار)، وتتطلع لفتح ثلاثة متنزهات ترفيهية دفعة واحدة بالإضافة لحديقة مائية ومنطقة ترفيهية، وتصل مساحة المشروع نحو 25 مليون قدم مربعة بالقرب من مشروع «نخلة جبل علي» بين مدينة دبي والعاصمة أبوظبي، ومن المتوقع أن يستقطب 6.7 مليون زيارة بحلول عام 2017 بعد مرور سنة كاملة من العمليات التشغيلية.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة إن متنزه «موشنجيت دبي» المستوحى من أفلام هوليوود: «سيكون الأكبر من نوعه في المنطقة، وسيضم 27 لعبة ووجهة ترفيهية، حيث سيشكل هذا المتنزه عند افتتاحه أكتوبر المقبل، مدينة ترفيهية بمساحة 1.9 مليون قدم مربعة»، ويستوحي «موشنجيت دبي» تجاربه من الأفلام السينمائية حيث يتعاون المتنزه المرتقب مع أقوى شركات واستوديوهات الإنتاج السينمائي لتقدم عناصر الترفيه والمغامرة مستمدة من 13 فيلما شهيرًا ضمن تجارب ترفيهية شاملة.
في حين متنزه «بوليوود باركس دبي» مستوحى من أفلام بوليوود، حيث يعد الأول من نوعه في العالم ليقدم تجربة بوليوود، ويتكون من خمس مناطق سينمائية متخصصة تضم 16 مرفقًا ترفيهيًا، وهي «مومباي تشوك»، و«بوليوود فيلم استوديوز»، و«قاعة الأبطال»، و«ريغال بلازا» وراستك رافين»، إضافة إلى مسرح «راج محل» الذي سيستضيف عددًا من العروض الحية، ويقع على مساحة تبلغ 1.7 مليون قدم مربعة.
فيما يعتبر متنزه «ليجولاند دبي» التفاعلي مستوحى من مكعبات الليجو، ويضم 6 أقسام مختلفة، وأكثر من 40 لعبة ووجهة ترفيهية تفاعلية وعروضًا مختلفة و15 ألف مجسم ليجو مركبة من 60 مليون قطعة ليجو، كما يضم حديقة الألعاب المائية «ليجولاند ووتر بارك» أول حديقة مائية مخصصة للعائلات والأطفال من 2 إلى 12 سنة. وتضم «دبي باركس آند ريزورتس» مجمع «ريفرلاند دبي»، والذي سيوفر 220 ألف قدم مربعة من المساحات المخصصة للتأجير.
وقال النعيمي «أعلنا مؤخرًا عن توقيع اتفاقية شراكة تقنية مع شركة اتصالات، والتي نهدف من خلالها إلى توفير بنية تحتية تقنية متقدمة تسعى للاستفادة من أحدث التقنيات الرقمية، وتشكل الاتفاقية جزءًا من خطط دبي باركس آند ريزورتس الاستراتيجية لتوفير أذكى الخدمات وأحدثها لزوار المنتجع».
وأكد أن عمليات الإنشاءات تجري على قدم وساق في «دبي باركس آند ريزورتس»، ويعمل حاليًا 13.500 عامل في الموقع وتتضافر جهود 41 متعهدا من أجل إنهاء العمل في الموعد المحدد، وتتواصل أعمال البناء بشكل جيد مع إتمام 100 في المائة من أعمال التصميم و88 في المائة من بناء الأعمال الهيكلية، وإنجاز 70 في المائة من البنية التحتية العامة للمشروع.
وتابع: تم تسليم محطة المحولات الكهربائية لهيئة كهرباء ومياه دبي في أواخر العام الماضي، وقد حققنا إنجازًا مهمًا في أكتوبر الماضي عندما تم تركيب أول أفعوانية في متنزه ليجولاند دبي، كما وصلت إلى دبي حتى الآن 16 لعبة كاملة من موردي تجهيزات المدن الترفيهية، بالإضافة إلى إتمام 89 في المائة من عملية تصنيع نظم الألعاب.
وأشار إلى أن الشركة أطلقت مبادرة كبرى للتوظيف، تستهدف بشكل أكبر المواطنين في الإمارات، وتسعى من خلالها إلى توفير أكثر من 1000 فرصة عمل للمواطنين، حيث يشكل هذا الرقم أكثر من ثلث الوظائف التي توفرها الشركة.



وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 
TT

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة)، قبل أن تصبح اليوم أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وحاصلة على 9 شهادات قياسية من «غينيس».

وسميت «الكنداسة» اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (Condenser) والتي تعني المكثف، هذه الآلة كانت تعمل بالفحم الحجري لتكثيف وتقطير مياه البحر لتنتج المياه العذبة.

وفي عام 1926، وبسبب معاناة الحجاج والمعتمرين من قلة المياه العذبة عند وصولهم إلى جدة، إذ كانت بالكاد تكفي السكان، أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجهم من الماء.

أما نقطة التحول فكانت في 1974، العام الذي أنشئت فيه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية (الهيئة السعودية للمياه حالياً). وتدير حالياً 33 محطة تحلية، من بينها 8 محطات على ساحل الخليج العربي و25 محطة على ساحل البحر الأحمر.

وتنتج هذه المحطات 5.6 مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، ما يعادل نحو 70 في المائة من إنتاج المياه المحلاة في المملكة، ما يجعلها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

وقد سجّلت في فبراير (شباط) الماضي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعة أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، وذلك لإنتاجها ما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً.

استثمارات ضخمة

أصبحت السعودية من كبرى الدول في العالم من حيث حجم الاستثمارات في تحلية المياه، إذ ضخت استثمارات كبيرة في بناء محطات التحلية، بحسب وكيل الرئيس للشراكات الاستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، خلال حديثه في مؤتمر الأطراف (كوب 16) المقام حالياً في الرياض.

وأوضح آل الشيخ أن العاصمة الرياض على سبيل المثال تحصل على المياه المحلاة من بحر الخليج العربي عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وهو نظام نقل مياه متطور لنقل المياه المحلاة، مضيفاً أن هناك استثمارات في البنية التحتية قد تمت على مدار أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً لآخر الأرقام المعلنة، فقد رصدت البلاد ميزانية تجاوزت 80 مليار دولار لتنفيذ مئات المشاريع المائية خلال السنوات المقبلة.

تعميم التجربة

ولم تدخر السعودية الخبرات التي جمعتها منذ أن تحولت تحلية المياه من «الكنداسة» إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

فقد وقّعت في يوليو (تموز) 2024 اتفاقية مع البنك الدولي تهدف في أحد بنودها إلى تعميم تجربة المملكة الناجحة في قطاع المياه إلى الدول الأقل نمواً.

وتشمل أيضاً نقل المعرفة وتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وتقليل التكاليف التشغيلية للمرافق.

وتسعى البلاد إلى مساعدة الدول الأخرى في تحسين كفاءة قطاع المياه وتطوير حلول مستدامة، ما يحقق الهدف السادس لهيئة الأمم المتحدة: «المياه النظيفة والنظافة الصحية»، وفق البيان.

تقنيات الطاقة

وفيما يخص التقنيات المتطورة في تحلية المياه، تحدث آل الشيخ عن التوجهات المستقبلية لتحسين تقنيات التحلية، إذ انتقلت المملكة من استخدام تقنيات التحلية الحرارية إلى تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة بنسب تصل في توفير الطاقة لأكثر من 80 في المائة، وتهدف إلى أن تصبح 83 في المائة من مياه البحر المحلاة، وتعتمد على تقنية التناضح العكسي، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة.

وتُستخدم تقنية التناضح العكسي بشكل واسع في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك في العديد من التطبيقات الصناعية التي تحتاج إلى مياه نقية وخالية من الشوائب.

آل الشيخ متحدثاً للحضور خلال إحدى الجلسات على هامش مؤتمر (كوب 16) بالرياض (الشرق الأوسط)

وأشار آل الشيخ إلى أن المملكة قامت بتنفيذ تجارب مبتكرة، مثل المشروع التجريبي في مدينة حقل (شمال غربي السعودية)، من خلال إنشاء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة التقليدية.

و«قد أثبت المشروع أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في تشغيل محطات التحلية، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في تشغيل المحطات بنسبة تصل إلى 60 في المائة في بعض الفصول».

انخفاض تكلفة الإنتاج

وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أكد آل الشيخ أن تكلفة تحلية المياه قد انخفضت بشكل ملحوظ، إذ كانت تكاليف إنتاج متر مكعب واحد من الماء تتجاوز 4 ريالات (1.06 دولار) في الماضي، بينما الآن لا تتجاوز التكلفة 2.5 ريال (نحو 0.67 دولار)، مع توقعات بتحقيق انخفاض أكبر في المستقبل.

وخلال الجلسة الحوارية على هامش «كوب 16»، قال المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار جاه إن الدول التي تعاني من ندرة المياه يجب أن تسعى إلى إعادة استخدام كل قطرة مياه في البلاد عدة مرات.

وأشار إلى أن سنغافورة تعد نموذجاً في هذا المجال، حيث تعيد استخدام كل قطرة مياه 2.7 مرة. وفيما يتعلق بالسعودية، ذكر أن المملكة تستخدم المياه مرتين تقريباً، مع إمكانية تحسين هذه النسبة بشكل أكبر في المستقبل.

المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

وفيما يخص تكلفة تحلية المياه، قال إنها انخفضت بنسبة 80 في المائة تقريباً عالمياً، بفضل استخدام الطاقة الشمسية وتطور التقنيات المستخدمة في التحلية، مما يجعل هذه الطريقة أكثر جدوى في البلدان مثل السعودية التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار.

ولفت كومار جاه إلى زيارته الأخيرة منطقة أنتوفاغاستا في تشيلي، وهي الأشد جفافاً في العالم، إذ لا تسقط فيها الأمطار على الإطلاق.

ورغم ذلك، تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق الاقتصادية ازدهاراً في العالم، بفضل تبني تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مما يعكس إمكانية بناء المرونة المائية في المناطق الجافة مثل السعودية، بحسب كومار جاه.