البرياني.. أعظم أطباق الأرز على الإطلاق

من أصول عسكرية إلى نخبة المطاعم الحديثة

البرياني.. أعظم أطباق الأرز على الإطلاق
TT

البرياني.. أعظم أطباق الأرز على الإطلاق

البرياني.. أعظم أطباق الأرز على الإطلاق

هناك الكثير من أطباق الأرز المعروفة والمشهورة في معظم مطابخ العالم منذ قديم الزمان، مثل أطباق الأرز الياباني اللزج، والأرز البنغالي المبخر، وأطباق الأرز الإسباني والبرتغالية بالدجاج والأرانب، وطبق الشيترانا الهندي الجنوبي، وطبق الأرز الصيني والماليزي بالفخار والنقانق والخضار. وهناك أيضا الكثير من أطباق الأرز العربية وهي من الأطباق المرغوبة في دول الخليج العربي والتي تستخدم في العزائم والاحتفالات الخاصة والعامة، والأرز بالدجاج البناني، والأرز بمختلف أنواع الخضار والأرز بالبشاميل والمقلوبة الفلسطينية المعروفة التي تخلط بين طبقات الأرز والخضار واللحم، وهو أقرب الأطباق إلى طبق أرز البرياني المعروف الذي يعتبر أهمها وأشهرها على الإطلاق.
لا تقل شهرة أطباق البرياني عن شهرة أطباق الكاري الهندية وهي بدورها تنتشر في البلدان ذاتها التي تشتهر بصناعة الكاري وخصوصا الهند بمختلف أقاليم بنغلاديش وباكستان. وحتى ناحية المحتوى لا تختلف كثيرا عن الكاري إلا في إضافة الأرز إلى خليط البهارات واللحم أو الخضار، ففي تعريفه كطبق، يقال دائما إنه طبق من الأرز والبهارات المخلوط مع الخضار واللحم.
وحول أصول الطبق الطيب تقول بعض المعلوماتية المتوفرة إن اسم البرياني نفسه هو اسم إيراني الأصل، إذ إن اللغة الفارسية كانت اللغة الرسمية السائدة والمستخدمة في مناطق الهند والترك وسلسلات المغول في وسط آسيا منذ قديم الزمان.
وفيما يقول البعض الآخر إن الاسم برياني –biryani مأخوذ من اسم الأرز في اللغة الفارسية برنج – birinj، يقول البعض الآخر إن الاسم يتدرج من كلمة بريان - biryani التي تعني الشوي أو القلي أو التحميص، ولا يزال بعض السكان الأتراك والمسلمين في مقدونيا يطبخون طبقا من الأرز والبهارات باللحم ويطلق عليه اسم بريان كما تشير الموسوعة الحرة.
ولا يزال الجدال مستمرا حتى الآن حول أصول الطبق، لكن بشكل عام يعتقد الخبراء بأنها تعود إلى شمال الهند وبالتحديد إلى مدينة دلهي التي عرفت بالمطبخ المغولي الشهير ومدينة لكناو التي اشتهرت بالمطبخ العوادي.
وهذا ما تقوله الكاتبة البريطانية ليز كولينغهام في كتابها «حكاية من الطباخين والفاتحين»، حيث تشير إلى أن الطبق نتيجة التزاوج بين أطباق الأرز الهندية التقليدية المحلية وطبق البيلاف - Pilaf (وهو طبق محضر من الأرز والمرق والتوابل واللحم أو الخضار) الإيراني في مطابخ المغول الملكية. وبمعنى آخر أن البرياني جاء من إيران عن طريق أفغانستان إلى الهند.
ولكن يجادل بعض الخبراء على عكس ذلك ويقولون إن كلمة برياني كانت تستخدم قديما في الهند مدعوما بكتاب أكبر نامة المغولي الذي لم يميز بين طبق البرياني وطبق البولاو - pulao المشابه (وهو طبق محضر من الأرز والمرق والتوابل واللحم أو الخضار)، وأن الطبق كانت موجودا في الهند قبل مجيء مؤسس سلالة مغول الهند التيمورية ظهير الدين محمد بابر نهاية القرن الخامس عشر إلى الهند.
ويقول بعض المؤرخين إن الطبق جاء مع التيموريين إلى الهند. ولكن البعض الآخر يعيد أصول الطبق الولايات الهندية الجنوبية التي تعرف تقليديا بأطباقها المتنوعة من الأرز وخصوصا ولايات أنديرا براديشو وولاية كيرالا وكرنتاكا وتلنغانا وتاميل نادو.
فحسب الكاتبة المعروفة والمختصة في الأطباق الهندية براتيبا كران، أن أصول الطبق تعود إلى المناطق الجنوبية كما جاء في كتابها «برياني» الذي نشرته عام 2010. وأن طبق الأرز هذا نوع واحد من أنواع طبق الأرز الشهير والمعروف باسم «بيلاف»- pilaf، وأن التجار العرب هم من جلب الطبق إلى المناطق الساحلية من ولاية كيرالا الجنوبية في الهند.
وتقول براتيبا إن طبق البولاو كان طبقا عسكريا تستخدمه الجيوش في ثكناتهم أي أيام السلام وخلال الحروب. إذ كان الجنود بسبب عدم خبرتهم في الطبخ يخلطون ما توفر من اللحم مع الأرز دفعة واحدة. ومع الوقت وتنوع أنواعه تحول الطبق إلى طبق البرياني ولم يعد هناك أي اختلاف في الجوهر.
على الرغم من أن معظم الناس هذه الأيام يستخدمون أرز الباسماتي لتحضير البرياني لأنه من أكثر أنواع الأرز المرغوبة حول العالم، فإن أهل شمال الهند يستخدمون عادة وبشكل تقليدي الأرز الأسمر الطويل للبرياني، أما أهل الجنوب الهندي، فيستخدمون الأرز السيريلانكي المعروف باسم سامبا أو زيرا سامبا. وبالطبع يمكن استخدام ما لذ وطاب من التوابل والبهارات والمواد لتحضير البرياني، إلا أن هناك لائحة من البهارات والمواد التقليدية الخاصة بالبرياني كالسمنة الهندية المعروفة بالـ «غيه»، الثوم، الزنجبيل، الهال، جوز الطيب، الزعفران، الفلفل الأسود المطحون، القرنفل، القرفة، ورق الغار، الكزيرة، أوراق النعناع، والبصل. وطبعا كل هذا إلى جانب لحم الغنم أو الدجاج أو الخضار. ويقدم إلى جانب طبق البرياني عادة السلطة على أنواعها وسلطة اللبن مع البصل والنعناع كما هو الحال في جنوب الهند ومع سلطة اللبن المعروفة بالرايتا - Raita، التي تستخدم كثيرا في بنغلاديش وباكستان وعادة ما تضم اللبن والخيار والنعناع. وأحيانا ما يقدم الطبق إلى جانب طبق الكورمة – Korma الذي تعود أصوله إلى جنوب شرق آسيا ويضم اللحم أو الخضار المقلية بصلصة اللبن والكريم ومعجون المكسرات. ويلجأ البعض إلى مربى الباذنجان والبعض الآخر إلى إضافة البيض المسلوق إلى الطبق نفسه.

وصفة البرياني بالدجاج

المقادير (يفضل الطازج منها):
2 - كوبان من الأرز الباسماتي
0.5 - نصف كيلو دجاج بالعظم.
1 - ملعقة كبيرة من الزنجبيل المدقوق.
2 - ملعقة كبيرة من الثوم المدقوق (خمس فصوص).
2 - قرنان من الفلفل الأخضر (يفضل الحار منه).
2 - ملعقتان كبيرتان من الزيت (حسب الرغبة - زيت زيتون أو زيت جوز الهند أو زيت نباتي وغيره).
2 - ملعقتان كبيرتان من السمنة.
4 - حبات أو مسامير قرنفل.
1 - قطعة قرفة وسط.
2 - ورقتان غار.
1 - حبة ينسون نجمي أو ما يعرف بـ الليسوم الحقيقي.
3 - حبات هال.
2 - بصلتان مفرومتان.
1 - كوب من ورق الكزبرة والنعناع المفرم.
2 - حبتان من البندورة المفرومة بشكل ناعم.
0.5 - نصف كوب من اللبن.
1 - ملعقة صغيرة من الكركم.
1 - ملعقة صغيرة من الملح (حسب الذوق).
1 - ملعقة صغيرة من الفلفل الأسود المطحون.
0.5 - نصف ملعقة صغيرة من الكزبرة المطحونة.

طريق التحضير:
- يتم تخليل أو تتبيل أو نقع قطع الدجاج مع ملعقة ليمون (وملعقة صغيرة من الخل حسب الذوق) مع ملعقة صغيرة من الكركم المطحون والملح والفلفل الأحمر الحار والمطحون.
- يغسل الأرز ويترك في الماء قبل استخدامه.
- يتم تحضير معجون الثوم والزنجبيل والفلفل الأخضر (يمكن تقطيع الفلفل إلى قطعة صغيرة إذا لم تدق أو تطحن).
- اغلِ الزيت والسمن في قدر على نار معتدلة.
- عندما يغلي الزيت، أضف اليانسون النجمي والقرفة والهال والقرنفل وورق الغار.
- عندما تسمع همهمة البهارات، أضف البصل المفروم وأقلِ الخليط لمدة خمس دقائق حتى يذبل البصل تماما.
- بعد ذلك أضف الثوم والزنجبيل والفلفل الاخضر واخلط وابقِ على تقليب الخليط.
- أضف أوراق الكزبرة والنعناع المفرومة إلى الخليط وتابع التقليب.
- هنا تأتي إضافة قطع الدجاج ومتابعة الخلط أو القلي على نار معتدلة.
- بعد خمس دقائق على تقليب الدجاج مع الخليط تضاف البندورة وبعدها اللبن وبعض الكركم المطحون والملح.
- بعد ذلك يجب إضافة أربعة أكواب من الماء (يفضل أن يكون مرق دجاج أو لحما أو خضارا حسب الذوق)، ويحرك الخليط جيدا قبل إضافة الملح والفلفل الأسود المطحون والكزبرة المطحونة.
- وأخيرا تتم إضافة الأرز وتحريكه مع الخليط، ثم اغلِ الخليط لمدة دقيقتين قبل تغطية القدر وتركه على نار هادئة لمدة عشر دقائق.



بيير هيرميه لـ«الشرق الأوسط»: العرب يتمتعون بالروح الكريمة للضيافة

الشيف الفرنسي بيير هيرميه (الشرق الأوسط)
الشيف الفرنسي بيير هيرميه (الشرق الأوسط)
TT

بيير هيرميه لـ«الشرق الأوسط»: العرب يتمتعون بالروح الكريمة للضيافة

الشيف الفرنسي بيير هيرميه (الشرق الأوسط)
الشيف الفرنسي بيير هيرميه (الشرق الأوسط)

بيير هيرميه Pierre Herme، اسم فرنسي لامع في عالم تصنيع الحلوى، يتمتع بكثير من الألقاب - على رأسها «مايسترو الماكارون»، و«ملك وبيكاسو الحلوى» - وهذه الألقاب تصبُّ جميعها في خانة التقدير لواحد من أهم الطهاة الفرنسيين المتخصصين في صناعة الحلوى وتحديداً «الماكارون» التي يقارنها البعض بحقيبة يد من تصميم دار «لوي فيتون» التي تعدّ بمثابة حلم يتوق إليه كثيرون.

بيير هيرميه، حائز لقب «أفضل طاهي حلويات في العالم» عام 2016، ويمتلك خبرةً احترافيةً جعلت منه فناناً مبدعاً في إعداد «الماكارون» الفرنسيّة بأشكالٍ وأحجامٍ غير مسبوقة ومذاقاتٍ مبتكرة.

تنتشر محلات بيير هيرميه في باريس، وغالباً ما تكون زيارتها على جدول السياح وزوار المدينة؛ لأن هيرميه بمثابة معلم من نوع خاص، وهو ينتمي إلى الجيل الرابع في عائلته المعروفة بتصنيع الحلوى.

«المجلس» الفرع الجديد لبيير هيرميه في أبوظبي (الشرق الأوسط)

سافر كثيراً، واكتسب كثيراً من رحلاته حول العالم، ليحط رحاله اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ويفتتح فرعاً جديداً لعلامة «بيير هيرميه» في جزيرة المارية، وتحديداً في فندق «روزوود»، جالباً معه إبداعاته الأسطورية في إعداد الماكارون، وجمع في فرعه الجديد الذي أطلق عليه اسم «المجلس» ألق النكهات الباريسية الراقية مع الثقافة العربية الأصيلة وكرم الضيافة.

وفي مقابلة أجرتها «الشرق الأوسط» مع الطاهي بيير هيرميه استهل كلامه بوصف الحلوى الجيدة بأنها تأسر الحواس بدءاً بالعين، وتجذبك إليها، ولكن الاختبار الحقيقي يكمن في العواطف التي تثيرها. وتابع أن الحلوى الرائعة لا ينبغي أن تطغى على الحلاوة، بل على نكهة التوازن بطريقة تجلب ما أسماها «متعة التذوق». إنها تتعلق بالمتعة الخالصة لتناول شيء يجعلك تشعر بالتميز.

وعند سؤاله عمّن قد يكون اليوم لو لم يكن منحدراً من عائلة شهيرة بتصنيع المعجنات والحلوى أباً عن جد، أجاب: «لقد كنت دائماً مفتوناً بالعمارة، وذلك بفضل عمي، الذي كان مهندساً معمارياً. وحتى اليوم، أنا معجب بالطريقة التي ينشئ بها المهندسون المعماريون مساحات يعيش ويعمل فيها الناس. بالنسبة لي هذا شيء مدهش! أحب أن أعتقد بأنني أصمم (هندسة التذوق)؛ الطريقة التي تجتمع بها التركيبات وطبقات التذوق المختلفة». وعن الذي تعلمه من غاستون لينوتر، يقول إنه تعلم كل شيء! «لقد علمني غاستون لينوتر ما تعنيه الجودة حقاً، ومدى أهمية الاهتمام بالتفاصيل، وكيف يلعب التنظيم دوراً رئيسياً في تحقيق نتائج متسقة» برأيه، فالأمر لا يتعلق فقط باختيار أفضل المكونات، بل يتعلق بالأدوات المناسبة والقياسات والعمليات الصحيحة. وهذا هو ما يسعى إليه كل يوم من أجل تحقيق المستوى نفسه من التميز في المعجنات التي يصنعها كلها، في مختلف أنحاء العالم.

الماكارون الأشهر من تصميم بيير هيرميه (الشرق الأوسط)

حصل هيرميه على كثير من الأوسمة، ولكن ما اللقب الأقرب لقلبه؟ ملك الماكارون أم بيكاسو المعجنات؟ «أفضّل أن أكون معروفاً باسم بيير هيرميه، صانع المعجنات (يضحك). هذه الألقاب أطلقها عليَّ الآخرون، وليست مني. بالنسبة لي، فإن المهم هو التركيز على خلق أفضل تجربة ممكنة للأشخاص الذين يزورون متاجري. وقد تم منحي لقب (بيكاسو المعجنات) في مقال عام 1994... إنه شيء مفرح، ولكن بالنسبة لي، يظل التركيز منصباً على إبداعاتي». ويرى هيرميه أن التحدي الأكبر في إعداد الحلويات يكمن في الاهتمام بالتفاصيل. فيقول: «كل شيء يكمن في التفاصيل: القياسات الدقيقة، والتوقيت الدقيق. عندما أصنع الحلويات، يتم توثيق كل جزء من الوصفة حتى أصغر التفاصيل. الهدف ليس فقط أن تصنع أفضل كعكة مرة واحدة، بل أن تجعلها مثالية كل يوم. لا يمكنك تناول التقنية، ولكنك تحتاج إلى التقنية لتقديم التجربة نفسها مراراً وتكراراً. إن خلق التميز الذي يمكن تكراره هو التحدي الحقيقي». المعروف عن هيرميه أنه اختار طوكيو لإقامة أول متجر خاص به فيها... ولكن لماذا؟ «كانت طوكيو فرصة حدثت على نحو غير متوقع. بدأ متجراً بارزاً في فندق (نيو أوتاني)، وبعد النجاح، سألنا الفندق ما إذا كان بإمكاننا البقاء بشكل دائم. لم يكن ذلك خياراً استراتيجياً، بل كان تطوراً طبيعياً. أنا أزور اليابان منذ سنة 1987، حيث أقدم العروض التوضيحية، وأتعرف على الثقافة. لذا، عندما سنحت الفرصة، شعرت بأنها على صواب».

مجموعة من ماكارون بيير هيرميه (الشرق الأوسط)

اليوم، افتتح بيير هيرميه فرعه في أبوظبي، والسبب هو أنه أراد توسيع علامته التجارية في الشرق الأوسط، وبرزت أبوظبي مقصداً حيوياً نابضاً بالحياة مع اهتمام كبير بالحلويات. «لاحظنا أن كثيراً من زبائننا في باريس كانوا من أبوظبي. عندما التقينا فريق فندق (روزوود - أبو ظبي)، بمَن في ذلك ريموس باليمارو، المدير الإداري، شعرت بأن العلاقة على ما يرام. لا يمكنك بناء شيء ما فقط من خلال التقنيات والوصفات، بل من خلال العلاقات مع الناس التي تجعل الأمر ينجح. كان لديَّ شعور جيد حول (روزوود - أبو ظبي)، وهو فندق رائع». وشرح بأن الفندق المذكور يجسّد الالتزام نفسه بالفخامة والرقي الذي تلتزم به متاجر بيير هيرميه بباريس. يقع الفندق في جزيرة المارية، ويحتفل بالاهتمام بالتفاصيل، والخدمة الشخصية لخلق تلك اللحظات الخاصة؛ حيث صُمم كل إبداع بعناية لتقديم تجربة استثنائية لجعل كل تجمع جديراً بالذكرى.

ورداً على سؤال «الشرق الأوسط» عن رأيه في مشهد الحلويات بمنطقة الشرق الأوسط، أجاب هيرميه أن هناك تفضيلاً قوياً لمذاق الحلوى والسكر في هذه المنطقة، لذلك من الطبيعي تقديم حلوياته هناك، ويكمن التحدي في تحقيق التوازن بين هذه الحلاوة وعمق النكهة والقوام، ولكن مع توقيعه الذي يجذب السكان المحليين، على حد تعبيره.

يقع «المجلس» في بهو فندق «روزوود» بجزيرة المارية في أبوظبي (الشرق الأوسط)

وكان من البديهي سؤال بيير هيرميه عن سر الماكارون التي يحضّرها، والتي يشتهر بها عالمياً، فكان الجواب: «عندما جربت الماكارون لأول مرة في سبعينات القرن الماضي، لم أستمتع بها؛ لأنها كانت حلوة للغاية وتفتقر إلى النكهة. عندما بدأت بصنع وصفاتي الخاصة، ركّزت على تحسين الحشوة لجعل المذاق أكثر وضوحاً. ولهذا السبب يتم تزيين الماكارون بسخاء».

وتابع: «لدينا الماكارون التي تركز على نكهة واحدة ذات عمق شديد، تُسمى (Infiniment) أو مزيج من النكهات، مثل (Ispahan)، وهو مزيج دقيق من الورد، والتوت البري. إلى جانب شهرة بيير هيرميه طاهياً متخصصاً بالحلوى، ذاع صيته أيضاً كونه صاحب أكثر الكتب مبيعاً، فسألناه عمّا إذا كان ينوي نشر كتاب جديد مستوحى من الشرق الأوسط، فأجاب بأنه لا يملك خطة فورية لذلك. ضحك وتابع: «ولكن مَن يدري؟ وقد ركز كتابي الأخير، الذي صدر العام الماضي، على المعجنات النباتية، التي تعدّ اتجاهاً متنامياً ومجالاً رائعاً للاستكشاف. أنا دائماً منفتح على الأفكار الجديدة، لذلك ربما سيكون هناك كتاب مستوحى من نكهات وثقافات الشرق الأوسط».

وعندما سألناه عن نوع التجربة التي يأمل في أن يحظى بها الضيوف عند زيارتهم موقعه الجديد في «روزوود - أبو ظبي»، قال إنه يريد أن يشعر الضيوف بالراحة والترحيب، والأهم من ذلك كله، بالروح الكريمة للضيافة العربية. «لقد قمنا بصياغة قائمة طعام تقدم شيئاً للجميع؛ لتلبية مجموعة واسعة من الأذواق».

وأضاف: «يتمثل هدفنا في خلق بيئة يتمتع فيها الزوار بالطعام والخدمة إلى حد كبير؛ مما يجعلهم حريصين على العودة». وفي نهاية المقابلة تكلم بيير هيرميه عن «المجلس» الذي وصفه بأنه «فريد من نوعه؛ لأنه مصمم لتكملة عمارة (روزوود - أبوظبي). التصميم يتناسب تماماً مع البيئة المحيطة، وهو يختلف تماماً عن محلات هيرميه التجارية الأخرى. إنه مكان مفتوح وجذاب، حيث يمكن للزوار أن يجتمعوا ويتقاسموا الإبداعات الحلوة والمالحة. كما أن التصميم متميز أيضاً، وهو يعكس التصميم المعاصر للمجلس الذي يحتفل بالتراث الغني للصحراء. إنه مزيج جميل بين التقاليد والترف الحديث، ويتوافق تماماً مع علامة (روزوود) التجارية».

يشار إلى أن قائمة الطعام غنية وشاملة، وكفيلة بإشباع رغبة الذوّاقة في تناول الحلويات اللذيذة، وكذلك وجبات الفطور والغداء والعشاء.