لبنان.. الفراغ الرئاسي سيد المشهد في زيارة هولاند

لبنان.. الفراغ الرئاسي سيد المشهد في زيارة هولاند
TT

لبنان.. الفراغ الرئاسي سيد المشهد في زيارة هولاند

لبنان.. الفراغ الرئاسي سيد المشهد في زيارة هولاند

هيمن الفراغ الرئاسي في لبنان بالمؤتمر الصحافي المشترك للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، حيث أعرب الرجلان عن أملهما في انتخاب رئيس للبنان في القريب العاجل.
وبعد وصوله إلى العاصمة اللبنانية بيروت اليوم (السبت)، توجه الرئيس الفرنسي إلى مقر رئيس مجلس النواب، حيث عقد مباحثات مع بري تركزت على الفراغ الرئاسي والملف الأمني واللاجئين السوريين.
وقال هولاند، عقب اللقاء إن فرنسا تقف إلى جانب لبنان «وتحرص على تعزيز الأمن فيه من خلال التعاون العسكري»، مشيرا إلى أن «لبنان يواجه التهديد الإرهابي وهو يستقبل أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ». وأكد أن «لبنان محاط بأزمات وحروب ويريد أن يعيش في الوحدة والأمن»، معربا عن أمله في العودة قريبا «لألتقي برئيس الجمهورية، لكن الأمر بيد اللبنانيين الذين عليهم حل هذه الأزمة وأنا أثق بأنهم سيتخطون هذه الصعوبات».
أما بري، فقد تطرق بدوره، إلى شغور المنصب الرئاسي منذ مايو (ايار) 2014، قائلاً: «هناك ضيق لا نستطيع أن نخفيه، فقد كنا نتمنى أن يكون هذا الاستقبال في القصر الجمهوري ليستقبل كبيرا أتى من فرنسا إلى لبنان».
وفي الملف الأمني، بحث الجانبان الهبة العسكرية للجيش والحدود البحرية وملفي اللاجئين، وفي الموضوعات الراهنة في المنطقة، «وركزنا على موضوع الإرهاب»، حسبما أضاف رئيس مجلس النواب اللبناني.
وكان في استقبال هولاند في مطار بيروت الدولي نائب رئيس الحكومة اللبنانية وزير الدفاع سمير مقبل، بسبب شغور المنصب الرئاسي الناجم، حسب بعض القوى السياسية، عن منع ما يسمى «حزب الله» الانتخاب لتكريس الفوضى بالبلاد.
يشار إلى أن هولاند سيعقد مباحثات مع رئيس الحكومة تمام سلام السبت، على أن يلتقي الأحد مسؤولين ويزور مخيما للاجئين السوريين في البقاع، قبل أن ينتقل إلى مصر، ومنها إلى الأردن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.