روسيا مع تشكيل وفد موحّد للمعارضة.. وجماعة «حميميم» تنشر «غسيلها القذر»

أعلنت دعمها لاقتراحات «مجموعة القاهرة» حول الجسم الانتقالي والمجلس العسكري

روسيا مع تشكيل وفد موحّد للمعارضة.. وجماعة «حميميم» تنشر «غسيلها القذر»
TT

روسيا مع تشكيل وفد موحّد للمعارضة.. وجماعة «حميميم» تنشر «غسيلها القذر»

روسيا مع تشكيل وفد موحّد للمعارضة.. وجماعة «حميميم» تنشر «غسيلها القذر»

قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو تؤيد الاقتراحات التي قدمتها «مجموعة القاهرة» السورية خلال المفاوضات في جنيف حول تشكيل «جسم انتقالي» من خمس هيئات، لافتًا في غضون ذلك إلى أن «هناك فكرة رئيسية تشدد موسكو عليها دومًا: يجب أن يقرر السوريون أنفسهم هذه المسائل فيما بينهم. وروسيا ليست طرفًا في النزاع ولا يمكنها فرض القرارات أو صياغتها عوضًا عن السوريين، وكل ما يرونه مناسبًا لهم سيحظى بدعمنا».
من جانبه، قال جهاد مقدسي، أحد وجوه «مجموعة القاهرة»، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الرؤية التي اقترحتها المجموعة حول هيئة الحكم الانتقالي ذات الصلاحيات الكاملة، تقوم على أن الهيئة يجب أن تكون مؤسسة وليست جسمًا واحدًا. وأوضح أن المؤسسة التي يتحدث عنها يفترض أن تضم خمس هيئات بينها المجلس الوطني العسكري، الذي سيكون تحت أمر حكومة المرحلة الانتقالية، وسيتولى دمج الفصائل المسلحة الموافقة على الحل السياسي وغير المصنفة إرهابية. كما سيتولى محاربة الإرهاب بين أطياف الشعب السوري. وأضاف مقدسي أن الجسم الذي تقترحه «مجموعة القاهرة» يشمل أيضًا المجلس الوطني الانتقالي الذي سيقوم بدور الرقابة والتشريع. وحكومة للمرحلة الانتقالية، مشتركة (بين النظام والمعارضة). وتشكيل مجلس مشترك أيضًا للقضاء الأعلى، وتشكيل هيئة عليا للإنصاف والعدالة ستتولى موضوع العدالة الانتقالية. وأكد مقدسي في ختام حديثه أنه طلب رسميًا من دي ميستورا نقل وجهة نظر «مجموعة القاهرة» واقتراحاتها هذه لوفد الحكومة السورية «لسماع رأيهم وكي لا يكون الأمر حوارًا مع الذات، بل تفاعل»، لافتًا إلى أنهم يرغبون بسماع موقف الطرف الآخر من هذا الطرح «حتى لا يبقى الأمر ضمن التمنيات، بل يدخل صلب موضوع عملية الانتقال السياسي».
في غضون ذلك، وبينما أعرب بوغدانوف عن دعم بلاده لفكرة تشكيل وفد موحّد للمعارضة من المجموعات المشاركة حاليًا في المفاوضات بجنيف، الأمر الذي «سيساهم - حسب رأيه - بإجراء المفاوضات بفعالية أكبر»، وفي الوقت الذي تعوّل موسكو بشكل واضح على جماعة «معارضة حميميم»، التي أشار أكثر من مصدر إلى أن تشكيلها جرى على عجل وبصورة عشوائية بالتعاون بين موسكو والنظام، كشف تعليق نشره نضال نعيسة، العضو في الجماعة على صفحته على «فيسبوك»، عن حقيقة تلك الجماعة والتناقضات داخلها التي لا يمكن أن ترقى عن مستوى «الخلافات السوقية الصبيانية». وتحت عنوان «الكوميديا السياسية الروسية: وفد معارضة الداخل (حميميم) من طق طق للسلام عليكم»، كتب نعيسة عن «نزاع بين المدعو إليان مسعد وميس كريدي على (زعامة) الوفد المتجه إلى جنيف»، ويصف الخلافات التي نشبت بينهما في موسكو.
في تعليقه اتهم نعيسة رئيس الوفد إليان مسعد بأنه «فاسد ومرتشٍ ومهرج، لا يوجد لديه أي إرث معارض ولا نضالي ولا سياسي ولا رصيد ثقافي، سوى أنه كان يتنقل في المناصب الحكومية برتبة عسكرية عالية ورائحته تزكم الأنوف». وانتقل بعد ذلك إلى شن هجوم على ميس كريدي والتشكيك برصيدها السياسي، واتهمها بأنها «مدعومة ومحتضنة من جهة صاحبة نفوذ في سوريا». ومن ثم وصف نعيسة بالتفصيل خلافًا حادًا ادعى أنه نشب بينها وبين إليان مسعد في مطار موسكو، لأن سيارة فاخرة أتت لنقله بصفته رئيس الوفد، بينما جرى نقل أعضاء الوفد الآخرين في حافلات جماعية. ولفت في اتهاماته إلى أن «كريدي تطمع بأن تكون هي رئيسة الوفد، لذلك شنت هجومًا قبل مغادرة سوريا في مطار حميميم على إليان مسعد». كذلك قال نعيسة إن المواقف الشبيهة بين هاتين الشخصيتين كثيرة، منها «خلاف أمام السفارة السويسرية في موسكو، حيث توقف السير بسبب مشاجرة وعلو الأصوات بينهما، وسط دهشة وذهول جميع الحاضرين، ورجال الأمن والشرطة، والمارة وعابري السبيل، وكان كل هذا يحظى بدعم وتأييد ظلها (أي ظل ميس كريدي) الملاصق لها محمود مرعي، الطامح الآخر لرئاسة الوفد أو على الأقل نيل شرف الحصول على الناطق باسمه»، حسب ما كتبه نضال نعيسة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.