إسرائيل تصادق على بناء 421 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات

نتنياهو يحاول تخفيف وطأتها ويقول إنها أعمال ترميم في مناطق حدودية

إسرائيل تصادق على بناء 421 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات
TT

إسرائيل تصادق على بناء 421 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات

إسرائيل تصادق على بناء 421 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات

قبيل بحث مجلس الأمن الدولي في قرار يدين سياسة الاستيطان الإسرائيلية، (الاثنين المقبل)، كشف النقاب في إسرائيل، أمس، عن قرار اتخذه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، موشيه يعلون، الشهر الماضي، يصادق على بناء مئات الوحدات الإسكانية الجديدة في مستوطنات الضفة الغربية، بعضها مستوطنات معزولة.
وقد حاول نتنياهو، في بيان له، تخفيف وطأة هذا النبأ، جاء فيه: «خلافا لما نشر، لم يصادق رئيس الوزراء ووزير الدفاع، على بناء وحدات سكنية جديدة. فجميع تصاريح البناء تقريبا تتعلق بتحسين مبان قائمة. والتصاريح القليلة التي أصدرت لبناء وحدات سكنية جديدة، تتعلق ببلدة غاني موديعين المتاخمة للجدار الأمني، والتي ستكون داخل الأراضي الإسرائيلية في إطار أي تسوية مستقبلية».
ولكن مراجعة قرارات المصادقة، تقول إنها جاءت في إطار سياسة التهويد المتواصلة، أيضا في مستوطنات مقامة في قلب الضفة الغربية، مثل مستوطنة «هار براخا»، المبنية على أراضي نابلس، والتي يسكنها كثير من أعضاء حزب الليكود. فقد صادق نتنياهو ويعلون على بناء 54 وحدة إسكان جديدة على مساحة 6 دونمات فيها. وفي مستوطنة «ربابا»، صودق على بناء 17 وحدة، وفي «غاني موديعين» المعدة للجمهور المتدين، صودق على بناء 48 وحدة على مساحة 20 دونما. كما صودق على بناء 34 وحدة إسكان أخرى في مستوطنة «تكوع». وفي مستوطنة «نوكديم» صودق على توسيع المستوطنة على أراضي صحراء يهودا، وإخلاء 69 بناء متنقلا، وإقامة 70 وحدة إسكان جديدة. وفي مستوطنة «جبعات زئيف» صودق على بناء 76 وحدة.
وينضم هذا القرار إلى قرار صدر في الشهر الماضي، ببناء 24 وحدة في «كريات أربع» و98 وحدة في «نيريا».
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، لصحيفة «هآرتس»، إن القرار الإسرائيلي يظهر صحة الموقف الفلسطيني، والحاجة للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لتبني قرار يشجب الاستيطان. وأضاف عريقات، المتواجد في تركيا، في إطار جولة من المحادثات مع قادة عدد من الدول، أن «القرار الإسرائيلي يحتم الشجب ومحاسبة المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية أمام التنظيمات الدولية المناسبة». وحسب أقواله، فقد بدأت السلطة الفلسطينية بإجراء اتصالات مع دول عدة، منها الدول العربية، في موضوع التوجه إلى مجلس الأمن.
وقالت حركة «سلام الآن»، إن «حكومة إسرائيل تغرس أصابعها في أعين الفلسطينيين والعالم. ومرة أخرى تستثمر ملايين الشواقل في بناء بيوت في قلب المناطق (المحتلة). لقد ثبت لكل من يسارع إلى تتويج يعلون كرجل في معسكر السلام، أن وزير الدفاع ينفذ سياسة المستوطنين بحذافيرها».
وكان مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، قد صادق في يناير (كانون الثاني) الماضي، على بناء 153 وحدة جديدة في مستوطنات الضفة.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.