جدل حول أول فيلم كارتون باكستاني

تسبب أول فيلم باكستاني للرسوم المتحركة، «برقع أفنجرز»، في الكثير من الضجة في وسائل الإعلام الباكستانية والدولية، نظرا لارتباط موضوع المسلسل بالحرب الدائرة على الإرهاب والتطرف التي شنتها الدولة على مدى السنوات العشر الماضية.
يدور مسلسل الكارتون «برقع أفنجرز» حول شخصية فتاة صغيرة تعمل معلمة في مدرسة خلال النهار ومغامرة أثناء الليل تسعى للانتقام من منفذي الحملات المعادية لتعليم الفتيات.
وخلال المسلسل الذي امتد على مدى 13 حلقة تحارب «برقع أفنجرز» ضد المتطرفين المحليين الذين يحاربون تعليم الفتيات في المدينة. بيد أن الفتاة المحجبة حافظت خلال المسلسل على سلميتها وتقاتل المتطرفين بأقلامها وكتبها.
أذيعت الحلقات الأولى من الكارتون على قناة الترفيه الخاصة الأولى في البلاد «جيو»، وقال أحد مدير القناة، إنها «جذبت عددا كبيرا من المشاهدين».
«برقع أفنجرز»، شخصية تدعى (جيا)، فتاة يتيمة تبناها معلم كبادي (فن القتال المحلي)، معلم الفنون القتالية. وصارت أول محاربة باكستانية مقنعة ترتدي البرقع لتحارب الأشخاص الذين يحاولون إحراق المدارس ليلا، ومعلمة حنونة رقيقة خلال النهار.
وخلال الحلقات القليلة الأولى التي أذيعت أحدث مسلسل الكارتون انطباعا قويا لا يتجاوز نسبة المتعلمين نحو 12 في المائة ولا تزال طالبان تواصل فيها حملتها التي قامت فيها بتفجير مدارس الفتيات شمال غرب باكستان.
مسلسل الكارتون هو من بنات أفكار مغني البوب الباكستاني آرون هارون، الذي سعى إلى تطوير لعبة «آي فون» تحمل نفس الاسم العام الماضي.
تم تطوير مقطع فيديو صغيرة للبرنامج لكن الشخصية الرئيسة في المسلسل تظهر بدور مختلف تماما أدت إلى إنتاج 13 حلقة من المسلسل الذي سيذاع على قناة «جيو» التلفزيونية بداية الشهر القادم.
انتشرت مقاطع فيديو مسلسل الرسوم المتحركة على وسائل الإعلام الاجتماعي قبل بداية العرض الرسمي الذي قامت به شركة «يونيكورن بلاك»، شركة الإنتاج المملوكة لآرون رشيد.
تم إنتاج المسلسل في فترة تجاوزت العام بقليل من قبل فريق إنتاج يتكون من 22 شخصا يعملون في مكتب صغير في إسلام آباد.
كما أذيعت أغنيات المسلسل التي شارك فيها بعض كبار الموسيقيين الباكستانيين مثل علي عصمت وجوش وعلي ظفار. وسوف تطرح قمصان رياضية ومنتجات أخرى للبيع بهدف تدشين «برقع أفنجرز» كبطلة باكستانية.
يقول آرون رشيد إن «موضوع المسلسل لا يركز على حياة المدرسة وفقط، بل في تعليم الفتيات قيم التسامح والمساواة والقضايا الاجتماعية في المجتمع الباكستاني».
لا يأتي مسلسل الكارتون على ذكر طالبان بوضوح، لكن كل حلقة من الحلقات تتحدث عن إحدى هجمات طالبان على طالبات المدارس شمال غربي البلاد، عندما بدأت جماعة طالبان في عام 2007 بهجمات على سوات قامت فيها بإحراق وتفجير مدارس البنات والبنين. وقد تمكنت العملية التي شنها الجيش الباكستاني عام 2008 و2009 من التصدي لحملتهم الوحشية لكنهم تمكنوا خلال عام 2012 من تنفيذ هجمة أصابت العالم بالصدمة.
لكن فتاة البرقع لم تكن تمثل ملالا يوسف زاي، الناشطة الباكستانية التي حاربت بشجاعة من أجل تعليم الفتيات في بلدها. في الوقت ذاته اعترضت بعض الشخصيات الليبرالية استخدام شخصية نسائية ترتدي البرقع كمثال على مقاومة التطرف الديني لأنهم يعتقدون أن الحجاب يمثل قمعا فعليا النساء في شمال غرب البلاد. لكن الفنانين الذين طوروا الشخصية كان لهم رأي مختلف. ويقول هارون إنه اختار البرقع كوسيلة للتعامل مع أي حجة بأن الدفاع عن تعليم الفتيات في الكرتون بأنه غير إسلامي.
وقال، إنها «تظهر بارتداء البرقع أنها امرأة مسلمة وبطلة. وأنها تمثل كل الأشياء الجميلة للإسلام والقيم الإسلامية الحقيقية - التي تتمثل في المساواة وحقوق النساء والتعليم والسلام - لا الطريقة التي يفسر بها المتطرفون الإسلام». ويشير آرون إلى أن المسلسل سيدور حول مدارس الفتيات وتعليم الأطفال قيم التسامح والمساواة والقضايا الاجتماعية في المجتمع الباكستاني. ومنذ تدشينه كان المسلسل موضوعا للنقاش في وسائل الإعلام الاجتماعي الباكستانية وتعليقات الصحف والبرامج التلفزيونية. وقد اختارت وسائل الإعلام العالمية القضية وفي طريقها إلى مقارنتها بشخصيات كرتونية عالمية مثل سوبرمان وسبيدرمان.