الشريف: لا يوجد صراع عربي إسرائيلي بل إسرائيلي فلسطيني

دبلوماسي عراقي سابق يزور إسرائيل ويتمنى أن يصبح سفيرا لبلاده فيها

الشريف: لا يوجد صراع عربي إسرائيلي بل إسرائيلي فلسطيني
TT

الشريف: لا يوجد صراع عربي إسرائيلي بل إسرائيلي فلسطيني

الشريف: لا يوجد صراع عربي إسرائيلي بل إسرائيلي فلسطيني

وصل إلى إسرائيل الدبلوماسي السابق في الخارجية العراقية، حامد الشريف، وذلك في زيارة «دراسة وعمل»، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الحكوميين والباحثين الأكادميين، فضلا عن لقاء مع مجموعة من قادة المجتمع الإسرائيلي من أصول عراقيّة.
ومع أن الشريف حضر بصفته رئيسا لـ«مركز أبحاث الإسلام الليبرالي»، المختصّ، حسب أقواله، في العمل على تفسيرات وتأويلات عصريّة للقرآن الكريم، فإن زيارته إلى إسرائيل، أول من أمس الأحد، اعتبرت «حدثا سياسيا»، إذ لا توجد علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والعراق. فاهتمت بها وسائل الإعلام بشكل واسع. وقد أكد حسن كعبية، مساعد المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، أنه هو الذي أقنع الدبلوماسي العراقي بزيارة إسرائيل للتعرف عليها من الداخل. وأضاف، أنه تم ترتيب لقاءات للضيف مع عدد من أعضاء الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ورجالات دين مسلمين ومسيحيين ويهود ودروز، وزيارة المحكمة العليا وكذلك مؤسسة «ياد فشيم»، (متحف تخليد ضحايا المحرقة اليهوديّة).
وقال الشريف في حديث مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إنه يعتبر زيارته «خطوة أخرى في إزالة العقبات من طريق العلاقات العربية مع إسرائيل». وأضاف أنه لا يعتقد بأن هناك صراعا إسرائيليا عربيا بعد، فالصراع إسرائيلي فلسطيني، والعلاقات بين العرب وإسرائيل قد تساعد على تسوية الصراع. وأعرب الشّريف عن أمله في أن تقوم علاقات كاملة بين تل أبيب وبغداد في المستقبل، وإبرام معاهدة سلام بين الدولتين. وقال: إنه يتمنى عندها أن يصبح سفير العراق في إسرائيل.
والشّريف، كما جاء في رسالة تعميم من الخارجية، يبلغ من العمر 55 عامًا، وهو من مواليد العاصمة العراقيّة بغداد، وينتمي إلى الطائفة الشيعية. وقد شغل في العقد الأخير، مناصب دبلوماسيّة عدة في وزارة الخارجيّة العراقيّة، من بينها مسؤول السّفارة العراقيّة في الكويت بين 2005 و 2006. إضافة لإشغاله منصب الممثّل العراقي الأوّل للكويت، منذ الغزو مع بداية تسعينات القرن الماضي. كما شغل الشّريف أيضًا، منصب مستشار سياسي للخارجيّة العراقيّة في الأردن. وهو باحث حاصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة كراتشي. وله كتابات وبحوث في الشؤون الإسلامية وعلم تأويل القرآن الكريم. وشغل وظائف عدة، منها، مستشار مؤسس في وزارة الدفاع العراقية 2003. ومستشار في وزارة الخارجية العراقية 2004 - 2007. وعمل أيضًا، بصفة مستشار وخبير أقدم في شؤون الإرهاب والتطرف الديني، في إحدى مؤسسات الكنيسة الإنجليكانية في بريطانيا. ونشر الكثير من المقالات في مواضيع مختلفة، منها في الإصلاح الديني والسياسة. ويتقن الشريف اللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى إلمامه باللغتين الفارسية والأردية. وهو مؤسس منظمة «المسلمون الليبراليون»، في فبراير (شباط) 2015. وهي منظمة دولية تُعنى بالإسلام الليبرالي. وبعض من كتابات الشريف تتعلق بإسرائيل، منها مقال نشر في موقع «الحوار المتمدن» حول عنوان: «علاقة العراق مع إسرائيل.. سترى النور قريبًا».
جدير بالذكر أن كعبية قام أيضا، في السابق، بالتخطيط لزيارة عدد من الدبلوماسيين الأجانب من ذوي الأصول العربية، ممن حضروا إلى إسرائيل، واجتمعوا مع مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية. والمعروف أن بعضا من المسؤولين العراقيين زاروا تل أبيب عقب سقوط صدام حسين، منهم كنعان مكية البروفسور العراقي الشهير، ومثال الألوسي، أحد أبرز الساسة في بغداد.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.