كيري: «داعش» خسر 40% من أراضيه في العراق.. ومع الإسراع لتحرير الموصل

وزير الخارجية الأميركي في بغداد ودعم أميركي جديد لخطة رئيس الوزراء الإصلاحية

كيري ممازحا المصورين لدى لقائه برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد أمس (رويترز)
كيري ممازحا المصورين لدى لقائه برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد أمس (رويترز)
TT

كيري: «داعش» خسر 40% من أراضيه في العراق.. ومع الإسراع لتحرير الموصل

كيري ممازحا المصورين لدى لقائه برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد أمس (رويترز)
كيري ممازحا المصورين لدى لقائه برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد أمس (رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد أمس أن تنظيم داعش الإرهابي خسر أكثر من 40 في المائة من مناطق نفوذه في العراق، وأن مسلحيه لم يعودوا يستطيعون تنفيذ هجمات بسبب تضييق الخناق عليهم. كيري الذي وصل العراق لمناقشة الحرب على الإرهاب ودعم إصلاحات رئيس الوزراء العراقي، قال: إنه يؤيد هدف العبادي في سرعة تحرير الموصل، وأن واشنطن ستواصل ضرباتها الجوية للتنظيم المتطرف لاستئصال قادته وموارد تمويله.
واعتبر مراقبون أن زيارة كيري جاءت في الوقت المناسب، لا سيما بعد تجديده دعم العبادي في إصلاحاته، والذي يواجه احتمالية سحب الثقة منه عبر البرلمان العراقي واستجوابه. فوصول وزير الخارجية الأميركي جاء قبل يومين فقط من نهاية ما أطلق عليه «المهلة» التي تنتهي غدًا الأحد، وهي عبارة عن عشرة أيام لتمرير التشكيلة الوزارية الجديدة ومهلة أخرى مدتها شهر للملف الشائك والمعقد وهو ملف التعيينات بالوكالة فيما يتعلق بالهيئات المستقلة ووكلاء الوزارات والمديرين العامين والقيادات الأمنية والعسكرية.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أوصلت طوال الفترة الماضية عدة رسائل إلى القيادات العراقية تقضي بدعم العبادي لما تبقى من فترة توليه الحكومة «تنتهي عام 2018» وذلك بسبب الحرب ضد تنظيم داعش والأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق الأمر الذي يجعل عملية تغيير رئيس الوزراء أمرا بالغ الصعوبة في هذه المرحلة. كيري الذي التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي وعدد من كبار المسؤولين العراقيين من بينهم نظيره العراقي إبراهيم الجعفري ركز في مباحثاته على دعم العراق في مواجهة «داعش» حاملا معه دعما ماليا بنحو 155 مليون دولار أميركي للنازحين.
وقالت الخارجية العراقية في بيان لها إن الجعفري أشاد خلال لقائه كيري بـ«الدعم المُقدَّم من قبل الولايات المتحدة الأميركيّة والمُجتمَع الدولي للعراق خُصُوصًا أنَّ العراق يمرُّ بظروف استثنائيّة تتمثل بالتحدِّيات الأمنيّة والاقتصاديّة». وأضاف أن «العراق لن ينسى الدول الصديقة التي تقف إلى جانبه في زمن المحنة»، داعيًا المجتمع الدولي، إلى «الوقوف بجدية بخصوص القصف الكيماوي الذي طال قرية تازة، وتوفير المزيد من المُساعدات بحجم يُضاهِي التحدِّيات الحقيقيَّة التي يمرّ بها العراق».
إلى ذلك أكد عضو الأمانة العامة لكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري أمير الكناني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «البرلمان كان قد ألزم نفسه بمهلة العشرة أيام للتصويت على التشكيلة الوزارية ومدة شهر للهيئات المستقلة وهو ما يعني أنه في حال لم يتمكن من تحقيق ذلك سيفقد مصداقيته أمام الشارع العراقي لا سيما أن العبادي قام بما يتوجب عليه القيام به حيال هذه الجزئية». وبشأن الخيارات المتاحة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي فض الاعتصامات بناء على قيام البرلمان بتحديد موعد العشرة أيام قال الكناني إن «الصدر ليست لديه سوى الوسائل السلمية للضغط في محاولة منه لدفع عجلة الإصلاح الحكومي إلى الأمام». وحول ما إذا كان العبادي لم يعد يتحمل أي مسؤولية بعد أن قدم التشكيلة الوزارية قال الكناني «العبادي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية لأن عملية الإصلاح هي ليست فقط تغيير الحكومة بل هناك قضايا كثيرة لم ينهض بها العبادي وهي التعيين بالوكالة والتي هي مخالفة قانونية تعود إلى زمن صدام حيث يوجد قانون لمجلس قيادة الثورة المنحل ولا يزال نافذا ويتعلق بملف التعيين بالوكالة وأمده ثلاثة أشهر حيث إن العبادي لم يتخذ الخطوات اللازمة بشأن ذلك فضلا عن إصلاح المنظومة القضائية والأمنية وهي من اختصاصاته».
وبشأن طبيعة الموقف الأميركي المساند للعبادي وانعكاسه على مواقف الكتل السياسية لا سيما التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي قال الكناني إن «ما تسرب إلينا أن الأميركان ليسوا راغبين في هذه المرحلة على تغيير العبادي بل في بقائه لعدة أسباب من أبرزها قضية الحرب ضد داعش ووجود قوات أميركية بشكل أو بآخر وخبراء وهناك قضايا كثيرة تجعل من الصعب تغيير رئيس الوزراء لكونهم يخشون التغيير غير المحسوب» مشيرا إلى أن «الأميركان يخشون أيضا قوة التيار الصدري في الشارع حيث لا يزال هو التيار الرافض للوجود الأميركي في العراق وبالتالي فإنه يهمها بقاء الكثير من زعامات الخط الأول في العراق لكونها تملك علاقات جيدة معهم».
وفيما يتعلق بالدور الإيراني في العراق قال الكناني إن «إيران حسنت أوضاعها مع الولايات المتحدة الأميركية بعد نجاح مفاوضاتها فيما يتعلق بالملف النووي وبالتالي أصبحت جزءا من ترتيب الأوراق في المنطقة وهو ما يعني عدم تقاطعها في مثل هذه الأمور مع الأميركان كثيرا» مضيفا أن «إيران لا تريد أن تخسر العراق لأنه لولا العراق لما تمكنت إيران من تخطي أزمتها الاقتصادية خلال فترة العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها». إلى ذلك طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأن تكون جلسة التصويت على الكابينة الوزارية علنية، فيما وصف عدم نقل الجلسة بـ«خيانة الشعب وكتم الحقائق». وقال الصدر في بيان له أمس الجمعة «لست أنا من يطالب بل الشعب أجمع يطالب الجهات المختصة بأن تكون جلسة البرلمان التي يصوت فيها على الكابينة الوزارية التي طرحها العبادي جلسة علنية وتنقل بالنقل المباشر على كل القنوات العراقية، ليعلم الشعب من يصوت ومن يحجم عن التصويت». وأضاف الصدر، أنه «من المفروض أنهم صوت الشعب وهو ما لا يجب حجبه عنهم بأي صورة من الصور وإلا اعتبر خيانة للشعب وكتمًا للحقائق».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.