وزير الخارجية الكويتي مفتتحا فعاليات القمة العربية: الأمور الطارئة تستوعبها حكمة قادة الخليج

العربي أكد أن المقعد السوري سيكون شاغرا.. وجنوب السودان وتشاد قدما طلبين للانضمام إلى الجامعة

جانب من المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية الكويتي مع الأمين العام جامعة الدول العربية (كونا)
جانب من المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية الكويتي مع الأمين العام جامعة الدول العربية (كونا)
TT

وزير الخارجية الكويتي مفتتحا فعاليات القمة العربية: الأمور الطارئة تستوعبها حكمة قادة الخليج

جانب من المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية الكويتي مع الأمين العام جامعة الدول العربية (كونا)
جانب من المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية الكويتي مع الأمين العام جامعة الدول العربية (كونا)

افتتح وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد، أمس، المركز الإعلامي المخصص لمتابعة أعمال القمة العربية الخامسة والعشرين التي تستضيفها الكويت الأسبوع المقبل.
وقال الشيخ صباح الخالد «نعلن في هذه اللحظة وعلى بركة الله بدء فعاليات القمة الـ25 التي تنعقد في ظل ظروف غاية في الدقة إقليميا وعربيا ودوليا، يتشابك فيها الهم الوطني لدولنا مع العديد من المخاطر والتحديات الإقليمية والدولية المحيطة». وأكد الوزير الكويتي في مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي حرص بلاده على تهيئة الأجواء لإنجاح القمة حتى لا تتعثر مسيرة العمل العربي المشترك خاصة في ظل الاضطرابات التي تشهدها الآفاق المحاذية للدول العربية جنوب قارتي أوروبا وأفريقيا ودول آسيا الوسطى.
وحول مبادرة كويتية لاحتواء الأزمة الخليجية بعد قرار السعودية والبحرين والإمارات سحب سفرائها من قطر، أشار الشيخ صباح الخالد إلى أن «الكويت اليوم ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما تستضيف على أرضها القمة العربية، والعمل الخليجي أحد روافد العمل العربي، والأمور الطارئة تستوعبها حكمة قادة دول الخليج، ولا يمكن التفريط في المسيرة الممتدة 33 عاما، ولهذا فسيتم التركيز على العمل العربي والاتجاه بخطى ثابتة نحو المستقبل».
ورحب الوزير الكويتي بزيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية، معتبرا الزيارة مناسبة لمناقشة القضية الفلسطينية وعملية السلام التي تضعها الإدارة الأميركية ضمن أولوياتها الحالية، وهي فرصة لأن يحضر أوباما باعتبار الولايات المتحدة أكبر حليف للمنطقة وتجري مناقشة العلاقات الاستراتيجية مع أميركا. كما ستستضيف الكويت الشهر المقبل الحوار الاستراتيجي الخليجي الأميركي. وبين الشيخ صباح الخالد أن قمة الكويت ستكون مناسبة لجمع القادة واستعراض التحديات التي تواجهها المنطقة، والتشديد على أن قمة الكويت «تعقد تحت شعار (قمة للتضامن من أجل مستقبل أفضل)، ونحن نثق في أن حكمة القادة ستؤدي إلى طريق يجنبنا التعثر، كما أن جميع الدول العربية حريصة على مسيرة العمل العربي رغم اختلافات وتباين بعض الموافق، وهناك أهمية لتضافر الجهود وتصويب المسيرة، ونأمل أن تكون قمة الكويت مناسبة لاستعراض القضايا والنظر للمستقبل وتجنب التعثر».
ورأى وزير الخارجية الكويتي أنه «على الرغم من المخاض التي يعيشه العالم العربي على مدى السنوات الثلاث الأخيرة فإن العمل العربي يتجه إلى مزيد من التعاون خاصة أن هناك أجواء متفائلة في المنطقة، حيث تم إقرار الدستورين المصري والتونسي، وانتهت فعاليات الحوار في اليمن، وأعلن تشكيل الحكومة اللبنانية، وشارك أصدقاؤنا في العالم في مساعدة الشعب السوري خلال قمة المانحين لمعالجة الوضع الإنساني في سوريا».
وحول تدشين المركز الإعلامي قال إنه «يعد تتويجا لجهود طويلة تواصلت عبر عام كامل»، مؤكدا أنه منذ أن بادر أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالإعلان عن ترحيب دولة الكويت باستضافة القمة تضافرت جهود الأجهزة المعنية بدولة الكويت والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأجهزتها المختلفة للوصول إلى هذه اللحظة».
وعلى الصعيد ذاته، أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك إتمام جميع الاستعدادات للقمة العربية، مبينا تأكيد 13 رئيسا وملكا مشاركتهم على رأس وفود بلادهم.
ومن جانبه، أعلن أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أن المقعد السوري خلال القمة العربية في الكويت سيكون شاغرا، حيث سبق اتخاذ قرار بهذا الشأن خلال القمة العربية السابقة في العاصمة القطرية الدوحة في مارس (آذار) الماضي، كما أن هناك قرارا سابقا بتعليق مشاركة سوريا في جامعة الدول العربية. كما بين العربي أن «جنوب السودان وتشاد قدما طلبين للانضمام إلى جامعة الدول العربية، حيث حضر وزير خارجية جنوب السودان اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأسبوع الماضي، حيث إن هناك مكتب تمثيل لجامعة الدول العربية في العاصمة جوبا، إلى جانب أن السودان عضو في الجامعة منذ استقلاله، وهذا الحوار مع جنوب السودان مستمر وربما يتطور إلى حد الموافقة على مشاركته في الجامعة أو لا يتطور، كما أن تشاد الآن جعلت اللغة العربية اللغة الرسمية الأولى، وحينما نجتمع مع المسؤولين التشاديين فإنهم يتحدثون معنا باللغة العربية».
وسبق للنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن أعلن أمس بدء فعاليات القمة العربية الـ25 المقرر استضافتها في الكويت يومي 25 و26 مارس الحالي. وقال الشيخ صباح الخالد خلال افتتاحه المركز الإعلامي الخاص بالقمة «نعلن في هذه اللحظة وعلى بركة الله بدء فعاليات القمة الـ25 التي تنعقد في ظل ظروف غاية في الدقة إقليميا وعربيا ودوليا يتشابك فيها الهم الوطني لدولنا مع العديد من المخاطر والتحديات الإقليمية والدولية المحيطة». وأضاف أن تدشين المركز يعد تتويجا لجهود طويلة تواصلت عبر عام كامل، مؤكدا أنه منذ أن بادر أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالإعلان عن ترحيب دولة الكويت باستضافة هذه الدورة في ختام أعمال الدورة السابقة بالدوحة تضافرت جهود الأجهزة المعنية بدولة الكويت والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بأجهزتها المختلفة للوصول إلى هذه اللحظة.
وتمنى الشيخ صباح الخالد أن تتكاتف جهود الجميع من أجل إنجاح أعمال هذه القمة التي تعقد للمرة الأولى على أرض الكويت وتحقيق الأهداف المرجوة منها من خلال ترسيخ العمل العربي المشترك وتعزيز مضامينه النبيلة. كما أعرب عن الأمل في أن تكون القمة انطلاقة متميزة تراعي المتغيرات الإقليمية والدولية وتثبت الصلة الوثيقة والروابط العديدة بين الدول العربية جمعاء.
وأشاد وزير الخارجية بجهود الأمانة العامة وجميع أجهزة الجامعة من أجل نجاح أعمال القمة، كما شكر منتسبي وزارة الإعلام على ما بذلوه من جهود حثيثة ومتواصلة لتجهيز هذا المركز الإعلامي المتميز بتوجيهات من وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود الصباح.



تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
TT

تشديد يمني رئاسي على توحيد الجهود لحسم المعركة ضد الحوثيين

عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)
عناصر موالون للجماعة الحوثية خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (أ.ف.ب)

شدد عضوا مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح وسلطان العرادة على توحيد الجهود في مواجهة الانقلاب الحوثي وتسريع خطوات استعادة الدولة وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء، مع ضرورة إنهاء الخلافات البينية وإغلاق الملفات العالقة، وذلك قبيل انطلاق جولة مفاوضات جديدة بين الحكومة والحوثيين بشأن الأسرى والمحتجزين برعاية دولية.

وفي لقاء جمع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، مع رئيس مجلس النواب سلطان البركاني وعدد من أعضاء المجلس، عرض صالح رؤية المقاومة الوطنية ومقاربتها للمعركة ضد الجماعة الحوثية، موضحاً أنها إطار وطني جامع لا يقوم على أي اعتبارات حزبية أو مناطقية، وأن معيار الانضمام إليها هو الإيمان بأولوية قتال الميليشيات واستعادة مؤسسات الدولة.

واستعرض صالح خلال اللقاء عدداً من مشاريع وبرامج المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، مؤكداً أنها موجّهة لخدمة المواطنين في كل المناطق دون تمييز. كما شدد على أن الانقسامات بين القوى المناهضة للحوثيين تُضعف الجبهات وتمنح الميليشيا مساحات للتقدم، محذراً من انعكاساتها السلبية على معنويات المقاتلين.

طارق صالح خلال لقائه قيادات برلمانية في المخا (إعلام رسمي)

وأشار صالح إلى أن توحيد مسرح العمليات العسكرية يمثّل حجر الزاوية في أي تحرك لاستعادة صنعاء، مجدداً تأكيده أن استعادة الجمهورية مرهونة بهزيمة الحوثيين. كما دعا مجلس النواب إلى مضاعفة الجهود بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ويعزّز الثقة الإقليمية والدولية بالقوى الشرعية.

هزيمة الانقلاب

في لقاء آخر جمع طارق صالح بعدد من أمناء عموم وممثلي الأحزاب السياسية، أكد عضو مجلس القيادة أن المرحلة الراهنة تتطلّب حشد الجهود وتوحيد المعركة شمالاً لهزيمة الانقلاب وتحرير العاصمة المختطفة صنعاء.

وأشار صالح إلى أن التباينات بين القوى الوطنية أمر طبيعي، لكنها لا تلغي وجود هدف جامع هو «قتال الحوثي واستعادة الدولة»، مؤكداً أن المجلس الانتقالي الجنوبي شريك في هذه المعركة منذ الحرب الأولى في صعدة، وأن تضحيات أبناء الجنوب في جبال مرّان تشكّل شاهداً حياً على دورهم الوطني.

لقاء طارق صالح مع ممثلي الأحزاب السياسية (إعلام رسمي)

وشدد صالح على ضرورة تهيئة البيئة المناسبة للمعركة القادمة، لافتاً إلى أن «دول التحالف لدعم الشرعية قدّمت الكثير من الدعم، وإذا أردنا دعماً إضافياً فعلينا أن نوحّد جهودنا نحو صنعاء». وأعاد تأكيد أن المقاومة الوطنية لن تنشغل عن هدفها في مواجهة الحوثي، ولن تعود إلى «تحرير المحرر»، في إشارة إلى عدم الدخول في صراعات جانبية.

كما عبّر عن تقديره للأحزاب والمكونات السياسية، وعدّ حضورهم دليلاً على «وعي متقدم بأهمية اللحظة الوطنية وضرورة التكاتف في مواجهة المشروع الإيراني».

استعادة الدولة

أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، سلطان العرادة، خلال لقائه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، ووكلاء محافظة مأرب، وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية، أن ما تمر به البلاد اليوم هو «نتيجة طبيعية لانقلاب ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني»، مشدداً على أن كل الإشكالات ستتلاشى بمجرد استعادة مؤسسات الدولة.

وقال العرادة إن القوات المسلحة والأمن يشكّلان «عماد الاستقرار والتحرير»، وإن مجلس القيادة يقدّر تضحيات منتسبي المؤسستَين ويتابع قضاياهم بشكل دائم. ودعا إلى تجاوز المشكلات الآنية والخلافات الجانبية وإرث الماضي، مؤكداً أن القضية الوطنية الكبرى هي استعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

سلطان العرادة خلال اجتماعه بقيادات عسكرية في مأرب (إعلام رسمي)

وأضاف مخاطباً القيادات العسكرية: «الناس يعلّقون عليكم آمالاً كبيرة... فاحملوا الراية لتحرير البلاد»، مشدداً على استعداد الجميع للتضحية في سبيل إنهاء الانقلاب واستعادة المجد للشعب اليمني. كما شدد على أن اليمن «لن يستعيد مكانته إلا بالتخلص من الميليشيا الحوثية الإيرانية»، معبّراً عن امتنانه لتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.

وفي سياق آخر أعلنت السلطات اليمنية في محافظة مأرب عن تسليم 26 جثماناً من قتلى الحوثيين الذين قُتلوا في جبهات مأرب والجوف، بعد التعرف عليهم من قبل الجماعة.

وأوضح العميد يحيى كزمان أن العملية تمت «بوصفها مبادرة من طرف واحد لدواعٍ إنسانية»، وبإشراف من لجنة الصليب الأحمر الدولية، وبتنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة والجهات المعنية.

وأكد كزمان، وهو عضو الفريق الحكومي المفاوض، أن الحكومة تسعى من خلال هذه الخطوة إلى إظهار حسن النية قبل جولة المفاوضات المرتقبة، وتهيئة الأجواء للانتقال إلى قاعدة «الكل مقابل الكل» في ملف المحتجزين والمختطفين والمخفيين قسراً.

وأوضح أن المبادرة جاءت بناءً على توجيهات عليا ضمن جهود تهدف إلى إغلاق هذا الملف الإنساني الذي يفاقم معاناة آلاف الأسر اليمنية.


الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
TT

الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، بتبني الجمعية العامة بأغلبية ساحقة خمسة قرارات لصالح الشعب الفلسطيني، من بينها تجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

وقالت الوزارة، في بيان، إن هذه القرارات «تعكس تضامناً واسعاً من جميع أنحاء العالم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتمثل إقراراً بمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاحتياجات السياسية والإنسانية، بما فيها حق لاجئي فلسطين».

وأضافت أن هذا التضامن يؤكد دعم العالم لوكالة «الأونروا» سياسياً ومالياً، ولحماية حقوق اللاجئين وممتلكاتهم وإدانة الاستيطان الإسرائيلي.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذا التصويت «تعبير إضافي عن رفض المجتمع الدولي للضم والاستيطان والتهجير القسري والعقاب الجماعي والتدمير الواسع للبنية التحتية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والإبادة في قطاع غزة».


حديث ترمب عن تعديل المرحلة الثانية... هل يُفعل «البند 17» بـ«اتفاق غزة»؟

يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

حديث ترمب عن تعديل المرحلة الثانية... هل يُفعل «البند 17» بـ«اتفاق غزة»؟

يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

حديث عابر للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «تعديل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة» دون أن يوضح تفاصيل ذلك التعديل، أثار تساؤلات بشأن تنفيذ ذلك.

هذا الحديث الغامض من ترمب، يفسره خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بأنه سيكون تغييراً في تنفيذ بنود الاتفاق، فبدلاً من الذهاب لانسحاب إسرائيلي من القطاع الذي يسيطر فيه على نسبة 55 في المائة، ونزع سلاح «حماس»، سيتم الذهاب إلى «البند 17» المعني بتطبيق منفرد لخطة السلام دون النظر لترتيباتها، وتوقعوا أن «المرحلة الثانية لن يتم الوصول إليها بسهولة في ظل عدم إنهاء ملفات عديدة أهمها تشكيل مجلس السلام ولجنة إدارة غزة ونشر قوات الاستقرار».

و«البند 17» في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ينص على أنه «في حال أخّرت (حماس) أو رفضت هذا المقترح، فإنّ العناصر المذكورة أعلاه، بما في ذلك عملية المساعدات الموسّعة، ستنفّذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي يسلّمها الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية».

و«وثيقة السلام» التي وُقعت في أكتوبر الماضي بين «حماس» وإسرائيل تناولت فقط النقاط المتعلقة بما يسمى «المرحلة الأولى»، وتشمل الهدنة الأولية وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، وشروط تبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، فيما لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي بشأن «المرحلة الثانية» المتعلقة بإدارة غزة بعد الحرب.

وأعلن ترمب في تصريحات نقلت، الخميس، أن المرحلة الثانية من خطته للسلام في غزة «ستخضع للتعديل قريباً جداً»، وسط تصاعد القلق من تعثرها وعدم إحرازها تقدماً ملموساً في التنفيذ، دون توضيح ماهية تلك التعديلات.

المحلل في الشأن الإسرائيلي بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن التعديل الذي يمكن أن يرتكز عليه ترمب للحيلولة دون انهيار الاتفاق كما يعتقد هو اللجوء لـ«البند 17» الذي يرسخ لتقسيم غزة، لغزة قديمة وجديدة، وهذا ما كان يطرحه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف الشهر الماضي في عدد من لقاءاته.

وأشار إلى أن هذا التعديل هو المتاح خاصة أن الاتفاق أقر في مجلس الأمن الشهر الماضي، ويمكن أن يعاد تفعيل ذلك البند تحت ذرائع عدم استجابة «حماس» لنزع السلاح أو ما شابه، متوقعاً أن يقود هذا الوضع لحالة لا سلم ولا حرب حال تم ذلك التعديل.

رد فعل فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية بخان يونس (أ.ف.ب)

ويرجح المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أنه في ظل عدم توضيح ماهية تعديلات ترمب بشأن المرحلة الثانية، فإن «هناك مخاوف من ترسيخ تقسيم غزة يمكن أن نراها في التعديل مع رغبة إسرائيلية في استمرار بقائها في القطاع، تطبيقاً لما يتداول بأن هذا غزة جديدة وأخرى قديمة».

ووسط ذلك الغموض بشأن التعديل، أفاد موقع «أكسيوس» بأن ترمب يعتزم إعلان انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، والكشف عن هيكل الحكم الجديد في القطاع قبل 25 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ونقل الموقع، الخميس، عن مسؤولَين أميركيين قولهما إن «تشكيل القوة الدولية وهيكل الحكم الجديد لغزة في مراحله الأخيرة»، متوقعين أن يعقد الرئيس الأميركي اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قبل نهاية ديسمبر الجاري لمناقشة هذه الخطوات.

غير أن الرقب يرى أن المرحلة الثانية أمامها عقبات تتمثل في «عدم تشكيل مجلس السلام وحكومة التكنوقراط، وعدم تشكيل الشرطة التي ستتولى مهامها وقوة الاستقرار، وأن أي تحركات لن ترى النور قبل يناير (كانون الثاني) المقبل».

ولا يرى عكاشة في المستقبل القريب سوى اتساع احتلال إسرائيل للمناطق التي تقع تحت سيطرتها في القطاع لتصل إلى 60 في المائة مع استمرار تعثر تنفيذ الاتفاق دون تصعيد كبير على نحو ما يحدث في جنوب لبنان من جانب إسرائيل.

فلسطينيون يسيرون أمام الخيام الممتدة على طول الشوارع وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا (أ.ف.ب)

وقبل أيام، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن هناك خطة إسرائيلية لإعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في مناطق جديدة خاضعة لإسرائيل شرق الخط الأصفر، وتفريغ المناطق الخاضعة لسيطرة «حماس» من المدنيين بالكامل، وملاحقة عناصر حركة «حماس» في هذه المناطق تدريجياً. كما نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية، عن دبلوماسيين غربيين أن الخطة الأميركية بشأن غزة تنطوي على خطر تقسيم القطاع إلى جزأين للأبد، ما يؤسّس لوجود قوات الاحتلال بشكل دائم في القطاع المنكوب.

وقبل نحو أسبوع، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء ببرشلونة مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ورفض مصر أي إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة أو تقويض فرص حل الدولتين على الأرض.

وأعاد عبد العاطي، التأكيد على ذلك في تصريحات، الأربعاء، قائلاً إنه «لا مجال للحديث عن تقسيم غزة، فغزة هي وحدة إقليمية متكاملة، وجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية القادمة، جنباً إلى جنب مع الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهذه هي قرارات الشرعية الدولية وبالتأكيد يتعين الالتزام بذلك»، مؤكداً أنه إلى الآن يجرى التشاور بشأن لجنة إدارة قطاع غزة مع الأطراف المعنية، حتى تتولى هذه اللجنة الإدارية من التكنوقراط مهام العمل على الأرض. وأشار عكاشة إلى أن الجهود المصرية ستتواصل لمنع حدوث تقسيم في قطاع غزة أو حدوث تعديل يؤثر على الاتفاق، لافتاً إلى أن السيناريوهات مفتوحة بشأن التطورات المرتبطة بخطة ترمب.