ثاني انسحاب للجيش العراقي خلال يومين من قرية النصر جنوب الموصل

قائد في الحشد العشائري اتهم قيادة عمليات نينوى بـ«الطائفية»

ثاني انسحاب للجيش العراقي خلال يومين من قرية النصر جنوب الموصل
TT

ثاني انسحاب للجيش العراقي خلال يومين من قرية النصر جنوب الموصل

ثاني انسحاب للجيش العراقي خلال يومين من قرية النصر جنوب الموصل

رغم تمكنه من دخول قرية النصر التابعة لناحية القيارة جنوب الموصل، مرة أخرى صباح أمس، فإن «اللواء 91» التابع للجيش العراقي انسحب بشكل فجائي من القرية بعد تلقيه أوامر من قيادة عمليات تحرير نينوى بوقف المعركة والانسحاب إلى الخطوط الخلفية من دون أي توضيح.
وقال أحد قادة الحشد العشائري في جنوب الموصل، لـ«الشرق الأوسط»، مفضلا عدم الكشف عن اسمه: «نطالب بقوات برية أميركية، لتحارب معنا نحن أبناء عشائر نينوى تنظيم داعش، ونحرر ما تبقى من الأراضي منه». وتابع: «الجيش العراقي غير قادر على خوض هذه المعارك، ولا نعلم ما تنفذه، فهو يدخل المناطق ويعود لينسحب منها مرة أخرى، فمثلا قرية النصر التي يحاول تحريرها الجيش العراقي منذ أكثر من أسبوع، تمكن اللواء 91 من الجيش من الدخول إليها وتحريرها، لكن سرعان ما انسحب منها بعد تلقيه أوامر من قيادة عمليات تحرير نينوى». وتابع: «لا نعلم ما إذا هذا الانسحاب لأسباب سياسية أم تكتيكية»، مشيرا إلى وجود خلل في قيادة العمليات وتعدد مصادر إصدار الأوامر فيها. وأضاف: «الكل يعطي الأوامر، ولا نعلم من القائد لتعدد القادة، لذا هي قيادة عمليات فاشلة». وكان الجيش العراقي انسحب من القرية أول من أمس أيضا، وأفادت مصادر عسكرية «الشرق الأوسط» بأنه ترك وراءه عجلات مدرعة وأسلحة.
وحسب القائد في الحشد العشائري فإن تحرير قرية النصر يعتبر من العمليات السهلة، لكن الفوضى الموجودة وفقدان التنظيم في الجيش العراقي حال دون تحريرها. وأضاف: «في قيادة العمليات أناس طائفيون، وقائد العمليات لم يأت إلى الخطوط الأمامية وهو موجود في الخطوط الخلفية في قضاء مخمور، بينما يعتقل (داعش) أهالينا في القيارة ويذبحهم وشردت الآلاف منهم من قراهم».
«الشرق الأوسط» حاولت الاتصال بقائد عمليات نينوى وبإعلام القيادة لكن دون جدوى، بينما تهرب ضباط الجيش العراقي من الإدلاء بأي تصريحات حول هذا الموضوع بحجة أنه حساس.
بدوره قال النقيب محمد أمين آغا، أحد ضباط قوات البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط׃: «هناك وجود لمسلحي تنظيم داعش في قرية النصر لكن أعدادهم قليلة، وفي الوقت ذاته تواصل طائرات التحالف الدولي غاراتها على مواقع التنظيم في القرية، وبحسب معلوماتنا فإن التنظيم جمع قواته في القرى الأخرى القريبة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.