اللجنة «السعودية ـ المصرية» تناقش الصعوبات الاستثمارية وسبل تعزيز التبادل التجاري

خلال الاجتماعات التحضيرية لدورتها الخامسة غدًا في القاهرة

اللجنة «السعودية ـ المصرية» تناقش الصعوبات الاستثمارية وسبل تعزيز التبادل التجاري
TT

اللجنة «السعودية ـ المصرية» تناقش الصعوبات الاستثمارية وسبل تعزيز التبادل التجاري

اللجنة «السعودية ـ المصرية» تناقش الصعوبات الاستثمارية وسبل تعزيز التبادل التجاري

تبدأ اللجنة السعودية - المصرية المشتركة الاجتماعات التحضيرية لدورتها الخامسة، والمقرر عقدها في العاصمة المصرية القاهرة خلال يومي 6 و7 أبريل (نيسان) الحالي.
ويرأس الجانب السعودي، الدكتور توفيق الربيعة وزير التجارة والصناعة، فيما يرأس الجانب المصري المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، كما سيعقد بالتزامن مع اجتماعات اللجنة المنتدى التجاري والاستثماري السعودي المصري، واجتماع مجلس الأعمال السعودي المصري المشترك، ومعرض للصادرات السعودية.
وستناقش اللجنة عددًا من الموضوعات المهمة، أبرزها تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، والعمل على وضع التسهيلات التي تسهم في مضاعفة وزيادة معدلات التجارة والاستثمار في البلدين، كما ستناقش الصعوبات التي تواجه الاستثمارات السعودية في مصر، والموضوعات المختلفة في المجالات الصحية والثقافية والتعليمية والفنية، وسيتم تحديد مواعيد متابعة مجدولة تتواصل من خلالها فرق العمل المتخصصة لوضع التوصيات موضع التنفيذ.
يذكر أن حجم التبادل التجاري بين السعودية ومصر لعام 2015 بلغ 23.806 مليار ريال (نحو 6.35 مليار دولار)، فيما بلغت صادرات المملكة للعام نفسه 15.197 مليار ريال (نحو 4.05 مليار دولار)، والواردات 8.6 مليار ريال (نحو 2.29 مليار دولار)، ويميل الميزان التجاري لصالح السعودية بفارق 6.59 مليار ريال (نحو 1.76 مليار دولار).
وعلى صعيد متصل، رحبت داليا خورشيد، وزيرة الاستثمار المصرية بزيارة اللجنة، مثمنة مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الداعمة لمصر حكومةً وشعبًا.
وقالت خورشيد، في تصريح لها أمس، إن مواقف السعودية لدعم مصر تعد علامات مضيئة في تاريخ البلدين، وتعبر عن قوة وترابط العلاقة الخاصة بين القاهرة والرياض والتي تمثل تاريخًا من الأخوة والتعاون والنجاح.
وأوضحت أنها اجتمعت أول من أمس مع وفد الجمعية المصرية السعودية لرجال الأعمال ونخبة من المستثمرين السعوديين لبحث آليات حل المشكلات التي تواجه بعض المشروعات السعودية العاملة في مصر.
وأكدت الوزيرة حرصها على سماع شكاوى المستثمرين والتعرف على مقترحاتهم، وكذلك مناقشة كل الظروف والتطورات التي تشهدها مشروعاتهم، والتعرف على العقبات التي تواجه بعض المستثمرين السعوديين بمصر، من أجل الاتفاق على كيفية التعامل معها والتدخل السريع من جانب وزارة الاستثمار لدى الجهات المختصة لتذليلها وسرعة حلها.
وأشارت إلى اعتزام الوزارة خلال المرحلة المقبلة على التواصل المستمر مع المستثمرين المحليين والأجانب، وفي مقدمتهم أصحاب المشروعات السعودية العاملة بمصر، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد تفاعلا إيجابيا بين جميع الأطراف المتمثلة في وزارة الاستثمار وهيئة الاستثمار المصرية وجموع المستثمرين، وبالتعاون مع كل الوزارات المصرية المختلفة والجهات المعنية بالدولة، وذلك من أجل دفع عجلة الاستثمار والتنمية وتحقيق الصالح العام والنفع لكل أطراف منظومة الاستثمار.
كما أكدت ضرورة تشكيل فريق عمل لبحث مشكلات الشركات السعودية، وأصدرت توجيهات بسرعة التواصل والتنسيق مع الجهات المعنية لحل وتذليل العقبات التي تواجه المشروعات.
وقالت خورشيد: «نحن نعمل معكم يدًا بيد من أجل حل مشكلات بعض الاستثمارات السعودية في مصر وفق خطة عمل مشتركة»، مؤكدة «نحن نتواصل ونتكامل مع كل الوزارات والجهات الإدارية بالدولة لصالح المستثمر ولدفع وتنشيط حركة الاستثمار».



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.