مطالبات من داخل ائتلاف العبادي باستقالته من حزب الدعوة «إذا أراد قيادة حكومة مستقلة»

قيادي في المجلس الأعلى: انقلب علينا قبل ساعتين من دخوله قبة البرلمان

مطالبات من داخل ائتلاف العبادي باستقالته من حزب الدعوة «إذا أراد قيادة حكومة مستقلة»
TT

مطالبات من داخل ائتلاف العبادي باستقالته من حزب الدعوة «إذا أراد قيادة حكومة مستقلة»

مطالبات من داخل ائتلاف العبادي باستقالته من حزب الدعوة «إذا أراد قيادة حكومة مستقلة»

لم يجف حبر تصويت البرلمان العراقي على التشكيلة الوزارية التي قدمها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس الماضي ونالت الموافقة على عرض السير الذاتية للوزراء المرشحين للدراسة حتى بدأ العبادي يواجه رفضا من قبل الكتل السياسية في وقت أعلن فيه مرشحه لحقيبة النفط انسحابه من الترشح.
وكشف القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي فادي الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل اللقاءات والاجتماعات التي تم عقدها بين قيادات التحالف الوطني، بالإضافة إلى اللقاءات التي أجراها زعيم المجلس عمار الحكيم مع كبار القيادات والزعامات العراقية بهدف إنضاج المبادرة التي تقدم بها المجلس الأعلى، وحظيت بموافقة كل قياداته بحضور العبادي. وقال الشمري إن «ما حدث يوم التصويت داخل البرلمان كان بمثابة انقلاب من قبل السيد العبادي على ما اتفقت بشأنه قيادات التحالف الوطني، وخصوصا اللجنة الثلاثية التي شكلت برئاسة السيد هادي العامري والتي جاءت نتيجة للقاءات ومباحثات مع قيادات الكتل السياسية بمن فيهم الرؤساء الثلاثة (فؤاد معصوم رئيس الجمهورية وسليم الجبوري رئيس البرلمان وحيدر العبادي رئيس الوزراء) الذين التقاهم السيد الحكيم كلا على انفراد ووافقوا على المبادرة الوسطية للمجلس الأعلى».
وأضاف الشمري أن «آخر لقاء جرى مع العبادي بشأن مبادرة المجلس الأعلى والتي تتضمن الإصلاح الشامل وليس مجرد تشكيلة وزارية كان قبل ساعتين من دخوله قبة البرلمان، لكننا فوجئنا بإخراجه الورقة الخاصة بالتشكيلة الوزارية من التكنوقراط بخلاف ما تم الاتفاق عليه بين القيادات السياسية سواء داخل التحالف الوطني من خلال لجنة العامري أو القوى السنية أو الكردية».
وردا على سؤال حول تصويت المجلس الأعلى داخل البرلمان على التشكيلة ومن ثم اتخاذه موقفا آخر، قال الشمري إن «المجلس الأعلى لم يناقض نفسه لأن التصويت داخل البرلمان لم يكن على الوزراء بل كان التصويت على عرض الأسماء للمداولة، كما أنه لم يطلب سحب الثقة من الوزراء الموجودين في كابينته». وأوضح الشمري أن «ما فعله العبادي لم يكن متفقا عليه سواء داخل التحالف الوطني أو مع القوى السياسية الأخرى مع أننا كنا في غاية المرونة معه وعلى كل المستويات بما في ذلك الطلب منه بالاستقالة من حزب الدعوة في حال أراد تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة لأنه من غير المعقول أن يشكل وهو رئيس المكتب السياسي لحزب الدعوة حكومة من مستقلين. كما أننا طرحنا عليه في حال بقائه رئيسا للوزراء أن نرشح له وزراء تكنوقراط لكنه فاجأنا بتشكيلة يريد فرضها على قوى سياسية لها تاريخ ولها جمهور وهي من جاءت به إلى المنصب». وأشار إلى أن «المجلس الأعلى لا يملك سوى 16 منصب مدير عام ووكيل وزارة واحد، بينما حزب الدعوة لديه 356 وكيل وزارة و2600 مدير عام بالإضافة إلى أن الدولة كلها له».
إلى ذلك، وللمرة الأولى من داخل ائتلاف دولة القانون الذي ينتمي إليه العبادي طالبت «كتلة كفاءات» رئيس الوزراء بالاستقالة من حزب الدعوة. وقال رئيس الكتلة هيثم الجبوري، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «التكنوقراط لا يعني صاحب الشهادة مع احترامي لأصحاب الشهادات، بل يعني سياسيا غير متحزب ويكون صاحب خبرة في تخصصه، ولديه شخصية وكاريزما وقدرة على القيادة واتخاذ القرار والانسجام مع السياسة العامة للدولة»، مشيرا إلى أن «رئيس الوزراء حيدر العبادي هو متحزب، فكيف لمتحزب أن يأتي بـ16 شخصية غير متحزبة؟».ودعا العبادي إلى «تجميد وجوده في حزب الدعوة أو الاستقالة منه والتحول إلى شخصية مستقلة لكي تثق الكتل السياسية بأن العبادي لديه نية صادقة بتحويل الحكومة من حزبية إلى تكنوقراط». ونوه الجبوري إلى أن «80 في المائة من مجلس النواب لن يصوت على مرشحي الكابينة الحكومية الجديدة»، موضحا أن «الحل هو إعادة تشكيل الحكومة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.