حفلات التخرج تتربع على عرش المناسبات العراقية وتكاليفها الأغلى

طلاب يملأون شوارع بغداد فرحة ويخشون المستقبل المجهول

يبدأ موسم الحفلات مع بداية شهر أبريل من كل عام وقد تحول بعضها إلى مهرجانات فنية ({الشرق الأوسط})
يبدأ موسم الحفلات مع بداية شهر أبريل من كل عام وقد تحول بعضها إلى مهرجانات فنية ({الشرق الأوسط})
TT

حفلات التخرج تتربع على عرش المناسبات العراقية وتكاليفها الأغلى

يبدأ موسم الحفلات مع بداية شهر أبريل من كل عام وقد تحول بعضها إلى مهرجانات فنية ({الشرق الأوسط})
يبدأ موسم الحفلات مع بداية شهر أبريل من كل عام وقد تحول بعضها إلى مهرجانات فنية ({الشرق الأوسط})

بات من المألوف أن تزدحم العاصمة العراقية بغداد، بمواكب أعراس الطلبة، بسياراتهم المزينة بالأشرطة الملونة والبالونات والزهور، ترافقهم الموسيقى الشعبية التي تستخدم، عادة، في حفلات الزفاف.
في مثل هذا الوقت من السنة، تنطلق حفلات تخرج طلبة الجامعات والمعاهد؛ لكنها هذه المرة بدت أكثر غرابة، لما تحمله من فقرات فكاهية وإبداعية.
يجري الاستعداد لمعظم الحفلات قبل أشهر، والدافع هو التنافس بين طلبة الجامعات المختلفة، على الرغم من أنّ نفقاتها تكلف الطالب تأمين أكثر من مليون دينار.
وفي ذلك، يقول ياسر حسن، طالب المرحلة الرابعة في قسم هندسة مدنية في جامعة بغداد: «أجمل أيام الدراسة الجامعية هي أيام التخرج، وحفلاتها التي لا تنسى. بعد ذلك سيكون مصيرنا المنزل. والسبب أزمة العمل الخانقة وحالة التقشف التي يعانيها البلد. لذلك نحاول الاستمتاع بأجواء التخرج قدر الإمكان».
زميلته الطالبة رويدة حنا قالت: «أستعد لحفلة التخرج منذ أشهر، إذ اخترت مع زميلاتي أزياء السلطانة هيام ووصيفاتها في مسلسل حريم السلطان، ونحضّر أيضا لتمثيل مشهد من ذلك العمل». مضيفة «إنها مناسبة للخروج من المألوف، وإبراز مواهب الطلبة، وإمكاناتهم، وهي لا تضر أحدًا، بل على العكس، نلمس إعجاب الجمهور بها ورغبة الكثيرين في حضور فعالياتها».
أحد الخريجين رغب في ارتداء زي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتأدية التحية للجنود العراقيين آنذاك. فكانت لقطة مميزة أثارت إعجاب الجمهور. وتعدّ حفلات التخرج في الجامعات العراقية، من بين أهم المناسبات، خلال العام الدراسي. حيث يرتدي الخريجون الأزياء المختلفة وتُزيّن مباني الكليات. وغالبا ما يُحتفل بالمناسبة مرتين، الأولى صباحًا في الجامعة والثانية في نادٍ اجتماعي.
يبدأ موسم الحفلات مع بداية شهر أبريل (نيسان) من كل عام. وقد تحول بعضها إلى مهرجانات فنية ورحلات جماعية إلى المتنزهات أو الأماكن السياحية. في كلية الآداب، جامعة بغداد، اختارت طالباتها ارتداء أزياء منوعة، مثل الأزياء الكردية والتركمانية والتراثية والشعبية وغيرها، وشكّل تجمعهم لوحة مزدانة بالألوان وهم يلتقطون الصور التذكارية.
وعلى الرغم من الإجراءات الصارمة التي تتخذها بعض الجامعات العراقية بشأن تفاصيل هذه الحفلات، كمنع ارتداء بعض الأزياء أو منع تصوير الحفل، فإنّ الطلبة عادة ما يكسرون طوق الممنوعات ويبدأون في ابتكار «تقليعات» غريبة، لأجل إضافة الغرابة وجذب الانتباه إليهم.
ويرحب المدرس فؤاد ناظم، في كلية الجامعة العراقية، بتنظيم حفلات التخرج قائلًا، «إنها فرصة لإخراج مواهب الطلبة وفسحة للفرح والتجمع في آخر أيام الدراسة في حرم الجامعة، وهذه الأيام ليس من الممكن مسحها من الذاكرة».
ومن بين الفقرات الاحتفالية لحفلات التخرج، تنظيم مهرجان الأزياء التنكرية والشعبية المتقنة، وتقليد الأزياء العربية والكردية والهندية والغربية وأفلام الكاو بوي، وتقمص حركات وأشكال أهم الشخصيات الكارتونية والفنية والسينمائية الشهيرة، واختيار أجمل زفة عرس، بعضها يكون حقيقيا، ما بين طالب وطالبة يقرران تتويج قصة حبهما بالزواج والاحتفال به في يوم حفل التخرج، وقد ينتقيان جسرا من جسور بغداد، مصطحبَين فرقة موسيقية وعدسات التصوير.
اختار الطالب سهيل نادر، من قسم المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة، وزملاؤه، ارتداء زي الهنود الحمر مع الرسم على وجوههم بألوان مميزة. وعن سبب الاختيار قال: «في هذا اليوم أحببنا أن نمارس حريتنا بالكامل، وعمادة الجامعة لم تضع أي شروط على ملبسنا وطريقة احتفالنا، وهذا هو سر فرحتنا. لكنها فرحة تشوبها الأحزان والقلق، لأننا سنفارق جدران الجامعة التي عشنا فيها أربع سنوات، وسنمضي في محنة البحث عن وظيفة مناسبة لتأمين المستقبل المجهول».
بينما فضلت الطالبات ندى وسمر ونرجس وميسم، ارتداء الأزياء المصرية الشعبية، ممثلة في الطرحة والعباءة والجلابية الزاهية والخلخال، وغيرها من إكسسوارات التي تناسب الزي. وقدمن عرضًا قلدن فيه حركات المرأة الشعبية المصرية، الأمر الذي أضفى جوا من البهجة على الحفل، كما التقطن الصور مع زميلاتهن وزملائهن.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.