الأقصر تضيء معالمها الأثرية باللون الأزرق في «اليوم العالمي للتوحد»

وقفه تضامنية أمام معبد الكرنك.. ومعرض فني ومهرجان رياضي

إنارة معبد الأقصر الأثري بمناسبة اليوم العالمي للتوحد («الشرق الأوسط»)
إنارة معبد الأقصر الأثري بمناسبة اليوم العالمي للتوحد («الشرق الأوسط»)
TT

الأقصر تضيء معالمها الأثرية باللون الأزرق في «اليوم العالمي للتوحد»

إنارة معبد الأقصر الأثري بمناسبة اليوم العالمي للتوحد («الشرق الأوسط»)
إنارة معبد الأقصر الأثري بمناسبة اليوم العالمي للتوحد («الشرق الأوسط»)

أحيت مدينة الأقصر الأثرية، جنوب مصر، فعاليات «اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد» الذي يوافق 2 أبريل (نيسان) من كل عام، بإضاءة معالمها الأثرية الشهيرة باللون الأزرق أمس، وقال الإعلامي أحمد جمعة، أحد المشاركين في الفعاليات لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تمت إضاءة معبدَي الكرنك والأقصر والبر الغربي باللون الأزرق وفقا للاتفاقية الدولية التي وقعتها الجمعية المصرية للإعاقة والتوحد (التقدم).. حيث تتم إضاءة 200 مدينة في العالم باللون نفسه في وقت واحد مع غروب الشمس».
في حين قالت قيادات في الجمعية المصرية للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد بمصر، إن «احتفال الجمعية باليوم العالمي للتوحد تضمن وقفة تضامنية مع أبنائنا من ذوي التوحد أمام معبد الكرنك التاريخي بمشاركة شخصيات عامة وفنانين مصريين، إضافة إلى معرض فني للأبناء المبدعين من ذوي التوحد، ومهرجان رياضي بالقاهرة».
وأحيا العالم أمس (السبت) «اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد» تحت شعار «التوحد وجدول أعمال 2030.. الشمول وتنوع النظام العصبي». وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030، الذي اشتمل على 17 هدفا من أهداف التنمية المستدامة، وجاءت الإشارة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة واضحة جدا في الهدف 4 المتعلق بجودة التعليم. وشاركت العاصمة المصرية، القاهرة، في إحياء اليوم العالمي للتوحد من خلال إضاءة بعض المعالم السياحية، منها برج القاهرة، وأجزاء من النيل، ومستشفى 57357 لسرطان الأطفال، فضلا عن معابد الأقصر تحت رعاية الدكتورة غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتور محمد بدر، محافظ الأقصر، والدكتور أشرف مرعي، أمين عام المجلس القومي لشؤون الإعاقة، وذلك لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون هذا المرض، بما يكفل لهم حياة كريمة.
وأوضحت مها هلالي، رئيس الجمعية المصرية للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد، أن «احتفال الجمعية باليوم العالمي للتوحد بدأ منذ غروب شمس أمس (السبت) من الثامنة مساءً إلى العاشرة، بالتزامن مع إضاءة المعابد الأثرية باللون الأزرق»، لافتة إلى أن التوحد إعاقة «خفية» ليس لها أي ملامح فسيولوجية وليست مرضا، ويعاني الفرد المصاب به مشكلة في التواصل.. وتبدأ ملاحظته من سن 6 أشهر عند ملاحظة الأم عدم وجود أي تواصل بينها وبين طفلها أثناء عملية الرضاعة، ويظهر خلال السنوات الـثلاث الأولى من العمر، ويؤثر في إدراكهم للبيئة المحيطة بهم وكيفية التواصل مع الآخرين.
على الرغم من مرور 73 عاما على أول تشخيص لاضطراب التوحد على يد الطبيب الأميركي ليو كانر عام 1943، فإن هذا المرض ما زال الأكثر غموضا بين الاضطرابات العصبية والذهنية لدى الأطفال، ولا سيما مع عدم التوصل للأسباب الحقيقية أو لوسائل علاجه.
ويعرف اضطراب التوحد بحسب الدليل التشخيصي الإحصائي على أنه «حالة من القصور المزمن في النمو الارتقائي للطفل، يتميز بانحراف وتأخر في نمو الوظائف النفسانية الأساسية المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعية واللغوية، وتشمل الانتباه، والإدراك الحسي، والنمو الحركي».
وأضافت مها هلالي، أن «الإصابة، طبقا لمنظمة الصحة العالمية في 2013، تصل إلى واحد من كل 500 طفل»، لافتة إلى أن نسب الإصابة تشير إلى أن التوحد ينتشر بين الذكور عن الإناث بإجمالي 67 مليون شخص يعانون التوحد حول العالم.
محمد الحناوي، المدير التنفيذي للجمعية المصرية للأشخاص ذوى الإعاقة والتوحد، أكد من جانبه، أن فعاليات «يوم التوحد» شارك فيها عدد كبير من كبار المسؤولين المصريين والفنانين والشخصيات العامة، مضيفا: أن «نسبة المصابين بالمرض تصل إلى 15 في المائة من تعداد السكان في مصر»، مشيرا إلى أن الجمعية عمدت منذ 12 عاما تقريبا إلى توسيع دائرة الاحتفال باليوم العالمي للتوحد الذي يوافق 2 أبريل لتُطلق حملة توعية بكل ربوع مصر خلال شهر أبريل، بهدف الوصول إلى أكبر شرائح مُمكنة من المصريين وتوعيتهم حول اضطراب طيف التوحد.
وأوضح الحناوي، أن «فعاليات الجمعية ستتضمن، بخلاف إضاءة معابد الأقصر باللون الأزرق، تنظيم معرض فني للأبناء المبدعين من ذوي التوحد يومي 4 و5 أبريل بقاعة الهناجر في دار الأوبرا المصرية بوسط القاهرة، ومهرجان رياضي لذوي التوحد والإعاقات الأخرى بالقرية الأوليمبية بالمعادي (جنوب القاهرة)، إضافة إلى تنظيم المؤتمر العلمي (معا من أجل التوحد) بمحافظة بني سويف».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».