موريتانيا: المعارضة تعلق اتصالاتها مع الحكومة بشأن الحوار السياسي

مطالب بتعديل الدستور بشكل يسمح للرئيس بفترة رئاسية ثالثة

موريتانيا: المعارضة تعلق اتصالاتها مع الحكومة بشأن الحوار السياسي
TT

موريتانيا: المعارضة تعلق اتصالاتها مع الحكومة بشأن الحوار السياسي

موريتانيا: المعارضة تعلق اتصالاتها مع الحكومة بشأن الحوار السياسي

قرر «المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة» المعارض في موريتانيا تعليق الاتصالات مع الحكومة حول الحوار السياسي المرتقب، ما لم يعتذر وزراء عن مطالبهم بتغيير الدستور أو يقالوا من مناصبهم.
ورفض قادة المنتدى في مؤتمر صحافي أمس بنواكشوط تصريحات الوزراء باعتبارها تمثل خرقا سافرا للدستور؛ إذ قال محفوظ ولد بتاح، القيادي في المنتدى، إن المنتدى قرر قطع اتصالاته مع الحكومة إلى أن يعتذر الوزراء عن تصريحاتهم، أو تتم إقالتهم من مناصبهم، معربا عن رفض المنتدى المساس بالدستور تحت أي ظرف.
وكان وزراء في الحكومة الموريتانية طالبوا من تحت قبة البرلمان بمنح الرئيس محمد ولد عبد العزيز الحق في فترتين رئاسيتين ثالثة ورابعة، وذلك بهدف استكمال برنامجه السياسي والاقتصادي، «الذي حقق الكثير من المنجزات للبلد وللشعب»، علما بأن فترة الرئيس الموريتاني الثانية تنتهي في 2019، ولا يسمح له الدستور بالترشح لفترة ثالثة.
وقال محمد الأمين ولد الشيخ، وزير العلاقات مع البرلمان الموريتاني الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن تصريحات وزيرين في الحكومة يطالبان فيها بتعديل الدستور الموريتاني، بما يسمح للرئيس بالترشح لفترة رئاسية ثالثة واقعية، ومن حقهم الطبيعي.
وكان وزيرا المالية والاقتصاد والعدل قد طالبا خلال جلسات للبرلمان بتغيير الدستور، بحيث يتمكن الرئيس محمد ولد عبد العزيز من الحصول على فترة رئاسية ثالثة عند انتهاء فترته الحالية في 2019.
وأوضح الوزير في تصريح صحافي نشر أول من أمس في نواكشوط، إن «وزيري العدل والمالية تحدثا عن أن الرئيس يستحق ثلاث أو أربع مأموريات»، مضيفا أن ما تحدث عنه الوزيران «يمثل قناعة شخصية لديهما، بل هو قناعة أيضًا ومطلب لدى فئات واسعة من الشعب الموريتاني».
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن «إرادة الشعب فوق الدستور»،
وأكد أن «طلب تغيير الدستور ليس من الممنوعات، وللوزراء الحق في أن يطالبوا بتغييره».
وتظاهر العشرات من شباب المعارضة في نواكشوط ضد أي تعديل للدستور يسمح بتجاوز عدد الفترات الرئاسية المسموح بها بنص الدستور لفترتين، بينما دعا النائب الإسلامي محمد غلام ولد الحاج الشيخ وزير العدل إلى تقديم استقالته بسبب ما سماها النائب «استحالة المساس بالدستور»، علما بأن مدة الفترة الرئاسية تبلغ خمس سنوات قابلة للتمديد مرة واحدة.
وكان الرئيس الموريتاني قد قال في مرة سابقة إنه لن يقوم بأي خطوة
لتغيير مواد الدستور المتعلقة بتحديد عدد الفترات الرئاسية، لكن
مراقبين يرون أن البرلمان والمطالب الشعبية يمكن أن تكون طريقة لتغيير الدستور عبر استفتاء شعبي أو تحت قبة البرلمان.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.