الرئيس الأميركي يحدد 3 خطوات لتأمين الأسلحة النووية

دعا في مقال رأي روسيا إلى الامتثال لالتزاماتها

الرئيس الأميركي يحدد 3 خطوات لتأمين الأسلحة النووية
TT

الرئيس الأميركي يحدد 3 خطوات لتأمين الأسلحة النووية

الرئيس الأميركي يحدد 3 خطوات لتأمين الأسلحة النووية

حدد الرئيس الأميركي باراك أوباما ثلاث خطوات مهمة في رؤيته للتوجه نحو عالم خال من الأسلحة النووية ومنع وقوع الأسلحة النووية والمواد المتعلقة بتصنيع الأسلحة النووية في أيدي الإرهابيين.
وقال أوباما في مقاله المنشور في صفحات الرأي بجريدة «واشنطن بوست» إن الركيزة الأساسية في اجتماع قمة الأمن النووي الرابعة هي منع الإرهابيين من الحصول على سلاح نووي واستخدامه، وأضاف: «سنقوم بمراجعة التقدم الذي أحرزناه، مثل تخلص 12 دولة من اليورانيوم عالي التخصيب والبلوتنيوم وتحديد التزامات جديدة ومواصلة تعزيز المعاهدات والمؤسسات الدولية التي تدعم الأمن النووي».
وأشار أوباما إلى التهديد المستمر من جماعات إرهابية، مثل «داعش»، مؤكدا أن بلاده ستناقش مع الشركاء والحلفاء الجهود لمكافحة الإرهاب، ومنع تلك الجماعات من الحصول على الأسلحة الأكثر خطورة.
وقال الرئيس الأميركي: «نحن نتخذ خطوات ملموسة نحو عالم خال من الأسلحة النووية، وتبقي كل من الولايات المتحدة وروسيا على المسار الصحيح للوفاء بالتزامات جديدة حتى عام 2018، وإبقاء عدد الرؤوس الحربية النووية الأميركية والروسية في ادني مستوياتها منذ الخمسينات من القرن الماضي، واستبعاد تطوير رؤوس حربية نووية جديدة».
أما الخطوة الثانية التي حددها أوباما فهي تعزيز النظام العالمي، بما في ذلك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وقال: «لقد نجحنا في توحيد المجتمع الدولي ضد انتشار الأسلحة النووية لا سيما في إيران، لأن إيران نووية قد تشكل تهديدا غير مقبول لأمننا القومي وأمن حلفائنا وشركائنا. ويمكن أن تتسبب في سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط». وأشاد أوباما بما حققته الدبلوماسية والمفاوضات المكثفة من دفع إيران للموافقة على اتفاق نووي يغلق كل المسارات لتصنيع سلاح نووي، وخضوع إيران لتفتيش دولي ومراقبة دائمة.
وأوضح أوباما أن الخطوة الثالثة هي وضع إطار جديد للتعاون النووي المدني بين البلدان للحصول على الطاقة النووية السلمية، مشيرا إلى بناء بنك للوقود الدولي في كازاخستان، بما يجعل الدول قادرة على الحصول على الطاقة النووية السلمية دون الحاجة إلى تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يواجه خطر التحويل (إلي أغراض عسكرية) أو السرقة. واستطرد أوباما: «أنا أول من يعترف أنه لا يزال أمامنا عمل لم يكتمل، ولا نزال ندعو روسيا للامتثال الكامل لالتزاماتها، ونعتقد أن لدينا ترسانة نووية ضخمة منذ الحرب الباردة».



رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية
TT

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

هل عادت رياح اليسار تهب من جديد على أميركا اللاتينية بعد موجة الانتصارات الأخيرة التي حصدتها القوى والأحزاب التقدمية في الانتخابات العامة والرئاسية؟
من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن تشيلي إلى هندوراس والبيرو، ومؤخراً كولومبيا، خمسة من أقوى الاقتصادات في أميركا اللاتينية أصبحت بيد هذه الأحزاب، فيما تتجه كل الأنظار إلى البرازيل حيث ترجح الاستطلاعات الأولى فوز الرئيس الأسبق لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإقفال الدائرة اليسارية في هذه المنطقة التي تتعاقب عليها منذ عقود شتى أنظمة الاستبداد العسكري والمدني، التي شهدت أبشع الديكتاتوريات اليسارية واليمينية.
بعض هذه الدول عاد إلى حكم اليسار، مثل الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا، بعد أن جنح إلى الاعتدال، ودول أخرى لم تكن تتصور أنها ستقع يوماً في قبضة القوى التقدمية، مثل تشيلي وكولومبيا، فيما دول مثل المكسيك وبيرو ترفع لواء اليسار لكن اقتصادها يحتكم إلى أرسخ القواعد الليبرالية.
هذه الموجة تعيد إلى الأذهان تلك التي شهدتها المنطقة مطلع هذا القرن مع صعود هوغو تشافيز في فنزويلا، وتحت الظل الأبدي الوارف لفيديل كاسترو، فيما أطلق عليه يومها «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». ومن المفارقة أن الدوافع التي كانت وراء ظهور هذه الموجة، نجدها غالباً في تمايزها عن تلك الموجة السابقة التي كان لارتفاع أسعار المواد الأولية والصادرات النفطية الدور الأساسي في صمودها. فيما محرك التغيير اليوم يتغذى من تدهور الوضع الاجتماعي الذي فجر احتجاجات عام 2019 وتفاقم مع ظهور جائحة «كوفيد». يضاف إلى ذلك أن تطرف القوى اليمينية، كما حصل في الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو، أضفى على الأحزاب اليسارية هالة من الاعتدال ساعدت على استقطاب قوى الوسط وتطمين المراكز الاقتصادية.
ومن أوجه التباين الأخرى بين الموجتين، أنه لم يعد أي من زعماء الموجة الأولى تقريباً على قيد الحياة، وأن القيادات الجديدة تتميز ببراغماتية ساعدت على توسيع دائرة التحالفات الانتخابية نحو قوى الوسط والاعتدال كما حصل مؤخراً في تشيلي وكولومبيا.
حتى لولا في البرازيل بحث عن حليفه الانتخابي في وسط المشهد السياسي واختار كمرشح لمنصب نائب الرئيس جيرالدو آلكمين، أحد زعماء اليمين المعتدل، الذي سبق أن هزمه في انتخابات عام 2006.
ولى زمن زعماء اليسار التاريخيين مثل الأخوين كاسترو في كوبا، وتشافيز في فنزويلا، وإيفو موراليس في بوليفيا، الذين اعتنقوا أصفى المبادئ الاشتراكية وحاولوا تطويعها مع مقتضيات الظروف المحلية، وجاء عهد قيادات جديدة تحرص على احترام الإطار الدستوري للأنظمة الديمقراطية، وتمتنع عن تجديد الولاية، وتلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
لكن مع ذلك لا يستقيم الحديث عن كيان واحد مشترك تنضوي تحته كل القوى التقدمية الحاكمة حالياً في أميركا اللاتينية، إذ إن أوجه التباين بين طروحاتها الاقتصادية والاجتماعية تزيد عن القواسم المشتركة بينها، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول طبيعة العلاقات التي ستقيمها هذه القوى التقدمية مع محيطها، وأيضاً مع بقية دول العالم.
وتشير الدلائل الأولى إلى ظهور توتر يتنامى بين رؤية القوى التقدمية الواقعية والمتعددة الأطراف للعلاقات الدولية، والمنظور الجيوستراتيجي للمحور البوليفاري. ومن المرجح أن يشتد في حال فوز لولا في البرازيل، نظراً لتمايز نهجه الدبلوماسي عن خط كوبا وفنزويلا، في الحكم كما في المعارضة.
ويلاحظ أن جميع القوى اليسارية الحاكمة اليوم في أميركا اللاتينية، وخلافاً لتلك التي حكمت خلال الموجة السابقة، تعتمد أسلوباً دفاعياً يهدف إلى صون، أو إحداث، تغييرات معتدلة من موقع السلطة وليس من خلال التعبئة الاجتماعية التي كانت أسلوب الأنظمة اليسارية السابقة، أو البوليفارية التي ما زالت إلى اليوم في الحكم. ولا شك في أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى اعتماد هذا الأسلوب الدفاعي، أن القوى اليسارية والتقدمية الحاكمة غير قادرة على ممارسة الهيمنة السياسية والآيديولوجية في بلدانها، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ برامج تغييرية، أو حتى في الحفاظ على تماسكها الداخلي.
ويتبدى من التحركات والمواقف الأولى التي اتخذتها هذه الحكومات من بعض الأزمات والملفات الإقليمية الشائكة، أن العلاقات مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ستكون مصدراً دائماً للتوتر. ومن الأمثلة على ذلك أن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، ونظيره التشيلي، اللذين كانا لأشهر قليلة خلت يؤيدان النظام الفنزويلي، اضطرا مؤخراً لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام نيكولاس مادورو، علماً بأن ملايين الفنزويليين لجأوا في السنوات الأخيرة إلى كولومبيا وتشيلي.
وفي انتظار نتائج الانتخابات البرازيلية المقبلة، وبعد تراجع أسهم المكسيكي مانويل لوبيز لوبرادور والتشيلي بوريتش لقيادة الجبهة التقدمية الجديدة في أميركا اللاتينية، برزت مؤخراً صورة الرئيس الكولومبي المنتخب الذي يتولى مهامه الأحد المقبل، والذي كان وضع برنامجه الانتخابي حول محاور رئيسية ثلاثة تمهد لهذا الدور، وهي: الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتغير المناخ، والدور المركزي لمنطقة الكاريبي والسكان المتحدرين من أصول أفريقية، والميثاق الإقليمي الجديد الذي لا يقوم على التسليم بريادة الولايات المتحدة في المنطقة لكن يعترف بدورها الأساسي فيها.