مسؤول حكومي: 34 انتهاكًا لحقوق الإنسان في اليمن خلال شهر

الأصبحي: نرفض أي تسوية سياسية مقابل التجاوز عن جرائم القوى الانقلابية

مسؤول حكومي: 34 انتهاكًا لحقوق الإنسان في اليمن خلال شهر
TT

مسؤول حكومي: 34 انتهاكًا لحقوق الإنسان في اليمن خلال شهر

مسؤول حكومي: 34 انتهاكًا لحقوق الإنسان في اليمن خلال شهر

رفض وزير في الحكومة اليمنية، طرح أي تسوية سياسية، مقابل التجاوز عن جرائم القوى الانقلابية بكل أنواعها، مشددًا على أن كل جريمة لا بد أن تلحق بمرتكبها، وفقًا للأنظمة والقوانين الدولية.
وأوضح عز الدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان اليمني أن أي عدالة تريد أن تنقل البلاد إلى حالة سلم، لا بد لها من الإقرار بالأخطاء التي ارتكبت ولا بد من الإنصاف، مؤكدًا أن بلاده مع دعوة التعايش في البلاد بشرط ألا تكون أي خطوة سياسية على حساب الحق والمظلومين.
وعرض الوزير اليمني، توثيق قامت به عدة فرق ميدانية، وبلغ عدد الانتهاكات خلال شهر واحد، وهو فبراير (شباط) الماضي، 34 انتهاكًا لحقوق الإنسان في البلاد، لافتًا إلى أن صعدة تعاني من اضطهاد مزدوج، وأهلها يعانون من التهجير القصري، والقتل الممنهج، وكان آخرها تفجير سجن في صعدة من قبل القوى الانقلابية، التي قامت بتسليم 19 جثة لذويهم، مدعية بأنها ضربت من قبل قوات التحالف، وهو ادعاء باطل كون أن قوات التحالف الداعم للشرعية لم يقم بطلعات جوية وقت ذلك.
وأشار الأصبحي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الدكتور هادي اليامي رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، في مقر السفارة اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض، إلى أنه دون عمليات «عاصفة الحزم» وإعادة الأمل، لتدهور حال حقوق الإنسان في اليمن بشكل أكبر مما كانت عليه، مفيدًا بأن التحالف العربي أوقف حالة التدهور الإنساني، ومنع تمرير مشاريع تدخل المنطقة في نفق مظلم على المستوى الإقليمي مما يهدد السلام والأمن.
وعرضت الحكومة نحو 34 نوعًا وشكلاً للانتهاكات التي وقعت فقط في شهر فبراير الماضي، من خلال الراصدين الميدانيين، وقالت إن الاعتداءات خلفت نحو 181 قتيلاً، بسبب قصف الميليشيات المتعمد للمدنيين، وتم تسجيل نحو 275 حالة إصابة، ونحو 415 حالة اختطاف قصري أودعوا سجون القوى الانقلابية، كما تم تسجيل حالات اعتداء على محال التجارية وانتهاك الحقوق الاقتصادية.
وذكر وزير حقوق الإنسان اليمني أن نحو 20 في المائة من إجمالي ضحايا حقوق الإنسان في اليمن هم من النساء، ونحو 22 في المائة من الأطفال، ونحو 8 آلاف من «الشهداء» المدنيين حتى نهاية عام 2015.
وأوضح أن نحو 50 في المائة من سكان اليمن يعانون من العيش في أماكن خطيرة، بينهم 2000 طفل. كما تم رصد الزج بهم في مناطق الصراع، مفيدًا بأن اليمن يتصدر قائمة الأطفال الذين يقاتلون في الساحات على مستوى العالم.
وبين الأصبحي أن القوى الانقلابية دمرت أخيرًا نحو 2780 مبنى حكوميًا توزعت ما بين تدمير 848 مرفقًا تعليميًا، و279 مرفقًا صحيًا، و60 موقعًا أثريًا، و598 مسجدًا ودار عبادة، موضحًا أن عدد الإعلاميين الذي تم احتجازهم بلغ 199 إعلاميًا، و13 صحافيًا في صنعاء لا يزالون مختطفين.
وأكد عز الدين الأصبحي أن الحكومة اليمنية لا تزال مستمرة في مسار السلم، ودعم جهود المبعوث الأممي في إطار عقد المشاورات المقبلة المقرر لها أن تكون في الكويت.
وشدد على أن الأمم المتحدة لديها دور بارز فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، داعيًا كل المنظمات الإنسانية لأن تعمل بإنصاف فيما يتعلق بالعمل الميداني الإنساني، موضحًا أن بعض تلك المنظمات تتعرض إلى أكبر عمليات تظليل ميداني.
من جانب آخر، أقر الدكتور هادي اليامي رئيس اللجنة العربية لحقوق الإنسان، بوجود تقصير ملموس فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان في اليمن، لافتًا إلى وجود خطة عمل لزيارة كل المحافظات والمدن التي تحررت.
وشهد المؤتمر الصحافي تقديم عبد الخالق بشر، وهو من سكان صعدة شهادة عن المأساة التي تعاني منها المحافظة، مضيفًا أنها كانت تأوي كل أطياف المجتمع اليمني، بتعايش، إلى أن حرم الحوثيين هذا التعايش، لافتًا أن القوى الانقلابية الحوثية حرمت التواصل عبر الهواتف الجوالة، ومنعت المواطنين من الذهاب إلى العمل، مما سبب نزوح نصف سكان صعدة، وتعرض بعضهم للتعذيب في السجون.
من جهته، أكد معتز عثمان عضو لجنة حقوق الإنسان العربية، أن اللجنة شكلت فرقًا من غير الجنسيات التي لها علاقة بالنزاع، وعدد خمسة أنواع للانتهاكات التي لاحظها الفريق خلال زيارته، على رأسها القصف العشوائي المتعمد للميدانيين من قبل القوى الانقلابية في مختلف المناطق اليمنية، وتدمير البنى التحتية بقصد الانتقام، وسيطرة الميليشيات على المشتقات النفطية، وتجنيد الأطفال، واستخدام الأسرى دروعًا بشرية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.