أوباما يلوّح بعقوبات جديدة ضد روسيا

موسكو تواصل استكمال الإجراءات الرسمية لضم «القرم» بتوقيع مجلس الدوما

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في كلمة له، اليوم (الخميس)، إن واشنطن تتجه لفرض عقوبات جديدة على الأشخاص ذوي الصلة بالتطورات الأخيرة في شبه جزيرة القرم، في الوقت الذي تستعد فيه أوروبا بدورها لفرض عقوبات جديدة على روسيا خلال القمة الأوروبية، وأضاف أوباما في كلمته أن التهديد الروسي لشرق وجنوب أوكرانيا يهدد بإمكانية التصعيد.
وقال أوباما إن دعم بلاده لدول حلف شمال الأطلسي "ثابت"، في مواجهة الأخير روسيا، إذ ندد الحلف بقيام روسيا بضم القرم، واعتبر ذلك تعديا على السيادة الأوكرانية، وأضاف الرئيس الأميركي أن "على روسيا أن تعلم أن مزيدا من التصعيد لن يؤدي إلا إلى مزيد من عزلتها عن المجتمع الدولي".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، إنه يتوقع لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في أوروبا الأسبوع المقبل لمناقشة أزمة القرم.
تأتي هذه التهديدات الأميركية والأوروبية بالتزامن مع مصادقة مجلس النواب الروسي (الدوما) اليوم على معاهدة تقضي بضم شبه جزيرة القرم الى الاراضي الروسية، الخطوة التي يراها الغرب تحديا واضحا من روسيا الاتحادية ضد المجتمع الدولي. وصوت جميع اعضاء المجلس باستثناء واحد لصالح المعاهدة التي وقعها الثلاثاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة القرم. كما صادق الدوما على قانون جديد حول ضم القرم الى روسيا.
ولا يزال يتعين الحصول على موافقة مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ) على المعاهدة الجمعة، إلا ان الكرملين قال إنه يعتبر القرم جزءا من روسيا ابتداء من التوقيع على المعاهدة الثلاثاء.
ومن بين 446 نائبا، صوت 445 لصالح ضم القرم الى روسيا، مع اعتراض نائب واحد فقط هو ايليا بونوماريف من حزب "روسيا عادلة". وتغيب أربعة نواب عن الجلسة.
وعقب التصويت أصدر بونوماريف بيانا مفصلا أوضح فيه سبب اعتراضه ونشره على مدونته "لايف جورنال".
وقال "اليوم روسيا ارتكبت خطأ فادحا يمكن ان يكون مأساويا للشعبين الروسي والأوكراني الشقيقين وللوحدة السلافية ولنظام العلاقات الدولية بأكمله". وأضاف ان "الاجيال المستقبلية ستدفع ثمن الأخطاء التي ارتكبت الآن"، وأوضح انه لا يعارض فكرة ضم روسيا لشبه جزيرة القرم التي يتحدث غالبية سكانها الروسية، ولكن يعترض على ان العملية جرت بسرعة كبيرة.
وقال انه كان من الافضل أولا الاعتراف باستقلال القرم "وبعد ذلك الانتظار فترة حتى تهدأ الامور وإقناع الجميع ان هذا ليس عدوانا روسيا.. وبعد ذلك اتخاذ الخطوة التالية". وتابع "ان اعدادا كبيرة من المسؤولين الروس في المؤسسات ووزارة الخارجية وأجهزة الأمن يدركون خطر هذه الخطوة المتعجلة، ولكنهم خائفون من التعبير عن آرائهم".
وحزب "روسيا عادلة" هو واحد من ثلاثة أحزاب تسمى بالمعارضة في مجلس الدوما، ولكنه عادة ما يبدي موالاة قوية للكرملين. إلا ان هذا الحزب هو الوحيد الذي لديه نواب مثل بونوماريف تعاطفوا بشكل كبير مع حركة الاحتجاجات ضد بوتين.