العبادي يقدم تشكيلاً وزاريًا جديدًا للبرلمان العراقي

في آخر يوم من المهلة التي حددها المجلس

العبادي يقدم تشكيلاً وزاريًا جديدًا للبرلمان العراقي
TT

العبادي يقدم تشكيلاً وزاريًا جديدًا للبرلمان العراقي

العبادي يقدم تشكيلاً وزاريًا جديدًا للبرلمان العراقي

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم (الخميس)، إنّه قدم تشكيلاً وزاريًا جديدًا للبرلمان في إطار مسعاه لتشكيل حكومة تكنوقراط بهدف محاربة الفساد المستشري في البلاد.
وأفاد بيان على موقع العبادي الإلكتروني أنّه «عرض قائمة بأسماء المرشحين للوزارات وسيرهم الذاتية الذين تم اختيارهم من قبل لجنة الخبراء المتخصصة على أسس المهنية والكفاءة والنزاهة والقدرة القيادية في ضوء وثيقة الإصلاحات الشاملة».
ولم يتضح على الفور عدد الوزراء الذين سيشملهم التعديل الوزاري. كما لم يتضح ما إذا كان المرشحون الجدد لهم صلات بأحزاب سياسية قوية تخشى أن يضعف التعديل الوزاري من شبكات المحسوبية التي أبقت على ثرواتهم ونفوذهم على مدى أكثر من عشرة أعوام.
ويبدو البرلمان الذي يتعين أن يصوت على أي تعديل وزاري والمتوقع أن ينعقد في وقت لاحق اليوم، منقسما بشأن التعديل. فيطالب بعض المشرعين بتغيير جميع الوزراء في حين يقبل البعض الآخر بتعديل جزئي.
ومن شأن إخفاق العبادي في الوفاء بما تعهد به منذ فترة طويلة بشأن اتخاذ إجراءات لمكافحة الفساد، إضعاف حكومته في الوقت الذي تستعد القوات العراقية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية من تنظيم داعش.
ويضغط رجل الدين مقتدى الصدر - الذي بدأ اعتصامًا قرب البرلمان يوم الأحد ويقود كتلة لها ثلاثة وزراء في الحكومة الحالية - على العبادي لتعيين مرشحين لا تربطهم صلات بأحزاب سياسية.
لدى وصوله إلى البرلمان، عقد العبادي اجتماعا مع رئيس البرلمان سليم الجبوري، وعدد من كبار المسؤولين، حسب مصدر نيابي.
وكان العبادي دعا بشكل متكرر إلى استبدال الوزراء الحزبيين، لتعيين وزراء تكنوقراط،، لكنه واجه معارضة شديدة من قبل الكتل الكبيرة المهيمنة على السلطة منذ 13 عاما وتحظى بامتيازات مالية كبيرة.
وكان مجلس النواب قد منح الاثنين، العبادي، مهلة ثلاثة أيام لإعلان تشكيلة وزارية جديدة من التكنوقراط.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.