في معرض ردها على تصريحات المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، التي قال فيها إن هذا الأخير يأسف لـ«سوء الفهم» الذي حدث بسبب استخدامه كلمة «احتلال» عند حديثه عن وضعية المغرب في الصحراء، قالت وزارة الخارجية المغربية إن التصريحات والتصرفات غير المقبولة للأمين العام للأمم المتحدة، لا يمكن اختزالها في مجرد «سوء تفاهم»، بل يتعلق الأمر بتصرفات غير مسبوقة من حيث خطورتها و«لا يمكن تبريرها ولا محوها». وجددت وزارة الخارجية استعداد الرباط للانخراط في حوار مسؤول وشامل وبناء، بخصوص الأزمة التي تسببت فيها تصريحات بان كي مون.
وبشأن التطورات الأخيرة للأزمة القائمة بين المغرب والأمانة العامة للأمم المتحدة، ذكر متحدث باسم وزارة الخارجية أنه «خلافا لما جاء على لسان المتحدث باسم الأمين العام، فإن الوضع الذي تسببت فيه التصريحات والتصرفات غير المقبولة للأمين العام، لا يمكن اختزالها في مجرد (سوء تفاهم)، بل يتعلق الأمر في الواقع بتصرفات غير مسبوقة من حيث خطورتها، وغير قابلة للتبرير ولا يمكن محوها».
وأضاف المتحدث أنه مع ذلك، فإن المغرب يجدد استعداده للانخراط في حوار مسؤول وشامل وبناء بخصوص الأزمة، التي تسببت فيها التصريحات «الخطيرة» والأفعال «غير المقبولة» للأمين العام للأمم المتحدة، مبرزا أن الرباط ستواصل أيضا، بشكل ملتزم وبناء، التفاعل مع أعضاء مجلس الأمن، وفقا للدعوة التي وجهها هذا الأخير للانخراط في حوار حول الملابسات التي أدت إلى الوضع الراهن.
يذكر أن ستيفان دو جاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال الاثنين الماضي، إن بان كي مون يأسف لـ«سوء الفهم» الذي حدث بسبب استخدامه كلمة «احتلال»، في وصفه لوضعية المغرب في الصحراء، الذي دفع الرباط إلى طرد العشرات من موظفي المنظمة الدولية.
وأوضح دو جاريك أن استخدام الأمين العام للكلمة «لم يكن مخططا له ولا متعمدا، بل جاء عفويا في رد فعل شخصي. ونحن نأسف لسوء الفهم والتبعات الناجمة، التي أثارها هذا التعبير الشخصي عن الاهتمام».
وأدلى كي مون بتصريحاته التي أثارت غضب المغرب خلال زيارته بداية مارس (آذار) الحالي لمخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، وتبعا لذلك، طلبت الرباط من الأمم المتحدة أن تسحب العشرات (84) من موظفيها المدنيين، وأن تغلق مكتب الاتصال العسكري الخاص ببعثة «مينورسو» في «الداخلة»، ثانية كبرى مدن الصحراء. وعدت الرباط أن قرارها لا رجعة فيه، لكن الحكومة تعهدت بالتعاون العسكري لضمان وقف إطلاق النار. وقال دو جاريك إن «كي مون لم يقل شيئا، ولم يفعل خلال تلك الرحلة شيئا يقصد به الإساءة، أو التعبير عن العداء نحو المملكة المغربية، التي هي عضو مبجل بالأمم المتحدة»، مشيرا إلى أن «موقف الأمم المتحدة لم يتغير، ولن ينحاز لأي طرف في قضية الصحراء».
في غضون ذلك، رفض بان كي مون خلال مؤتمر صحافي في تونس التصريح حول ذلك، وقال: «لقد أوضح المتحدث باسمي بالتفصيل ما أردت قوله.. لن أعيد تكرار ذلك. وكل كلمة أستطيع قولها الآن، سيتم تحليلها بشكل لا يفيد».
المغرب يرفض اختزال تصريحات بان كي مون حول الصحراء في مجرد «سوء تفاهم»
وزارة الخارجية جددت استعداد الرباط للانخراط في حوار مسؤول لحل الأزمة
المغرب يرفض اختزال تصريحات بان كي مون حول الصحراء في مجرد «سوء تفاهم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة