حادث اختطاف الطائرة المصرية.. «ساعي بريد بحجم أزمة»

الخاطف سلم رسالة من أربع صفحات لطليقته عبر المضيفة في مطار لارنكا

الطائرة المصرية المختطفة في مطار لارنكا بقبرص (أ.ف.ب)
الطائرة المصرية المختطفة في مطار لارنكا بقبرص (أ.ف.ب)
TT

حادث اختطاف الطائرة المصرية.. «ساعي بريد بحجم أزمة»

الطائرة المصرية المختطفة في مطار لارنكا بقبرص (أ.ف.ب)
الطائرة المصرية المختطفة في مطار لارنكا بقبرص (أ.ف.ب)

نجح المصري سيف الدين مصطفى، في تحويل رحلة طائرة إير باص تابعة لشركة مصر للطيران، إلى ساعي بريد بـ«حجم أزمة»، بعد أن أجبر الطائرة على مغادرة المجال الجوي المصري باتجاه مطار لارنكا القبرصي من أجل إيصال رسالة خطية إلى طليقته، الأمر الذي علق عليه الرئيس القبرصي نيكولاس أنستاسيادس قائلا: «المرأة هي السبب دائما».
وكانت وزارة الطيران المدني في مصر والشرطة المصرية، أعلنتا صباح أمس (الثلاثاء) اختطاف الرحلة 181 للطائرة إير باص 320 التابعة لشركة مصر للطيران وعلى متنها 81 راكبا، إضافة إلى طاقمها المؤلف من 7 أشخاص ورجل أمن، كانت في رحلة من الإسكندرية للقاهرة، وإجبارها على الهبوط في مطار لارنكا القبرصي.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية القبرصية إن الخاطف وهو مصري يعتقد أنه يعاني من خلل نفسي، سلم رسالة مكونة من أربع صفحات مكتوبة بخط يده إلى طليقته التي وصلت إلى مطار لارنكا وتسلمت الرسالة عبر مضيفة الطائرة.
وأوهم مصطفى، وهو متهم في عدة قضايا تزوير في بلاده، طاقم الطائرة وركابها أنه يحمل حزاما ناسفا، وأجبرهم على الانصياع لمطالبه. وأشارت المصادر القبرصية إلى أن الخاطف طلب اللجوء، وأكدت وسائل إعلام قبرصية أن طليقة خاطف الطائرة المصري تعيش في قبرص، وأن دوافع شخصية تقف وراء عملية الاختطاف، فيما تحدثت مصادر أن الخاطف يعاني من اضطراب نفسي، وأن جهاز الأمن في مطار الإسكندرية استدعى أحد أفراد أسرته.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك جمع الرئيس القبرصي أنستاسيادس برئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس الذي يزرو قبرص حاليا علق على الأزمة قائلا: «المرأة هي السبب دائما». منوها بأن تكون علاقة عاطفية بامرأة وهو السبب الرئيسي الذي دفع بالخاطف إلى هذه الخطوة.
وأضاف الرئيس أنستاسيادس في بداية الأمر أن دوافع الخاطف ما زالت غير واضحة، وأكد أن الأخير طلب مقابلة طليقته المقيمة في قبرص. بدوره أكد شولتس أنه تم الإفراج عن جميع ركاب الطائرة، التي كان على متنها ركاب أوروبيون وأميركيون.
وانتهى كابوس خطف الطائرة المصرية بسلام بعد أن أخذت القوات القبرصية الخاصة مكانها في مطار لارنكا، ووصلت طائرة حربية مصرية من طراز سي 130 وعلى متنها قوات مصرية خاصة. وعرض التلفزيون القبرصي صورا حيه لإنزال خاطف الطائرة ويديه مرفوعتان إلى أعلى.
وتم تحرير جميع الركاب والرهائن قبل إنزال الخاطف نحو الثانية والنصف ظهر أمس بتوقيت قبرص. ومن المقرر أن يتم تسليم الخاطف إلى السلطات المصرية، بالنظر إلى التعاون الوثيق والإيجابي بين القاهرة ونيقوسيا والعلاقات الوطيدة بين البلدين.
وأعلنت الإذاعة القبرصية أن خاطف الطائرة المصرية في مطار لارنكا خرج منها رافعا يديه. وأكدت الحكومة القبرصية توقيف الخاطف، وأفادت أنباء أن قوات قبرصية اعتقلت الخاطف وحررت الرهائن.
وكان الخاطف قد سمح بالفعل للركاب المصريين بمغادرة الطائرة مع وصولها للمطار القبرصي وأبقى على 8 ركاب أجانب.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة القبرصية نيكوس خريستودوليدس، في تغريدة على «تويتر»: «لقد تم توقيف الخاطف» من دون إعطاء تفاصيل إضافية. وقال كاسوليدس أيضا إن الخاطف طلب للتزود بالوقود وطائرة ورفض مواصلة الرحلة إلى إسطنبول.
وعرض التلفزيون القبرصي لقطات حية لتحرير 7 أشخاص من طائرة مصر للطيران، وبدا أحدهم يقفز من قمرة قيادة الطائرة عبر حبل يتدلى إلى الأرض.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.