عميلة «سي آي إيه» السابقة: في حال فوز كروز بالرئاسة قد نعلن عدم شرعية النظام الإيراني

لوبيز عضو فريق المرشح الجمهوري قالت لـ «الشرق الأوسط» إن خامنئي و«حزب الله» مسؤولان مباشرة عن هجمات سبتمبر

كلير لوبيز
كلير لوبيز
TT

عميلة «سي آي إيه» السابقة: في حال فوز كروز بالرئاسة قد نعلن عدم شرعية النظام الإيراني

كلير لوبيز
كلير لوبيز

تشغل كلير لوبيز، عميلة وكالة الاستخبارات الأميركية السابقة، منصب نائب رئيس الأبحاث والتحليلات في مركز سياسات الأمن في واشنطن. في عام 2011، شاركت في كتابة شهادة تفصيلية في قضية هافليش تؤيد وجهة نظر المدعين بأن إيران و«حزب الله» قدما دعما ماديا لعمليات 11 سبتمبر (أيلول). على هامش عمل لوبيز في مركز الأبحاث، هي أيضا عضو في الفريق الاستشاري للمرشح الرئاسي الجمهوري تيد كروز لشؤون الأمن القومي. في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» تحدثت لوبيز عن الأساس الاستدلالي للحكم الصادر ضد إيران والسياسات التي من المحتمل أن تتخذ في المستقبل نتيجة له.
* ما الأساس الذي قام عليه دفعك بأن آية الله خامنئي ورئيس الاستخبارات الإيرانية علي فلاحيان مسوؤلان شخصيا عن هجمات 11 سبتمبر؟
- أولا، هناك تسلسل صارم للسلطة في إيران لا يتم بموجبه القيام بأي عمل خارجي كبير من دون موافقة المرشد الأعلى عن طريق كبار قادته. تم توثيق الصلات التي جمعت بين عناصر «القاعدة» وإيران و«حزب الله» على نحو جيد في القضية عبر مجموعة معتمدة من الشهود والمواد. ومن غير المعقول القول إن كل تلك الأنشطة، وكل تلك التحالفات – من أفغانستان إلى السودان إلى لبنان إلى ألمانيا – تمت من دون معرفة خامنئي وموافقته. ولكن القاضي دانيالز أيضا أشار في «إثبات الوقائع والنتائج القانونية»، إلى خطاب يرجع إلى مايو (أيار) عام 2001 من علي أكبر ناطق نوري، حصل عليه المدعون وقدموه للمحكمة، أعلن فيه نوري بوضوح موافقة المرشد الأعلى على التعاون المؤسسي بين وزارة الاستخبارات و«حزب الله» و«القاعدة»، وأشار تحديدا إلى مغنية وبن لادن والظواهري.
* هل لديك علم بأي رد فعل من البيت الأبيض على الحكم؟
- لا. الأمر يشبه إلقاء حجر في بحيرة من دون أن يحدث أي أثر. أذكر أنه في عام 2011، كانت إدارة أوباما منخرطة في مفاوضاتها مع إيران بشأن برنامجها النووي، ولم يكن من الممكن التوفيق بين تلك المحاكمة والخطاب السياسي الذي تتبناه الإدارة.
* أنتِ الآن عضو في الفريق الاستشاري لشؤون الأمن القومي للمرشح الرئاسي الجمهوري تيد كروز. فهل ناقشتي القضية معه؟
- أعتقد أن السيناتور تيد كروز لديه استيعاب جيد للشؤون الدولية، وخاصة الشرق الأوسط، كما أن لديه رؤية واضحة للغاية فيما يتعلق بطبيعة النظام الإيراني وآيديولوجيته وسلوكه. وأتوقع سياسة مختلفة للغاية منه إذا أصبح رئيسا.
* بم ستنصحينه إذا طلب مشورتك بشأن كيفية تطبيق الدروس المستفادة من قضية هافليش على السياسة الخارجية الأميركية؟
- أن نعلن على الفور إيران كنظام غير شرعي، ونعلن أننا ندرك دورها في هجمات 11 سبتمبر، ونحملها المسؤولية ومعها «حزب الله» وفقا لحكم القاضي. وسوف أؤكد أن برنامج أسلحتها غير قانوني ويجب أن يخضع لتفتيش فوري وعلني ونزيه على يد فرق من وكالة الطاقة الذرية تضم أفرادا أميركيين، كما يجب أن تخضع المنشآت المشتبه بها لإجراءات أخرى.



رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية
TT

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

هل عادت رياح اليسار تهب من جديد على أميركا اللاتينية بعد موجة الانتصارات الأخيرة التي حصدتها القوى والأحزاب التقدمية في الانتخابات العامة والرئاسية؟
من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن تشيلي إلى هندوراس والبيرو، ومؤخراً كولومبيا، خمسة من أقوى الاقتصادات في أميركا اللاتينية أصبحت بيد هذه الأحزاب، فيما تتجه كل الأنظار إلى البرازيل حيث ترجح الاستطلاعات الأولى فوز الرئيس الأسبق لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإقفال الدائرة اليسارية في هذه المنطقة التي تتعاقب عليها منذ عقود شتى أنظمة الاستبداد العسكري والمدني، التي شهدت أبشع الديكتاتوريات اليسارية واليمينية.
بعض هذه الدول عاد إلى حكم اليسار، مثل الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا، بعد أن جنح إلى الاعتدال، ودول أخرى لم تكن تتصور أنها ستقع يوماً في قبضة القوى التقدمية، مثل تشيلي وكولومبيا، فيما دول مثل المكسيك وبيرو ترفع لواء اليسار لكن اقتصادها يحتكم إلى أرسخ القواعد الليبرالية.
هذه الموجة تعيد إلى الأذهان تلك التي شهدتها المنطقة مطلع هذا القرن مع صعود هوغو تشافيز في فنزويلا، وتحت الظل الأبدي الوارف لفيديل كاسترو، فيما أطلق عليه يومها «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». ومن المفارقة أن الدوافع التي كانت وراء ظهور هذه الموجة، نجدها غالباً في تمايزها عن تلك الموجة السابقة التي كان لارتفاع أسعار المواد الأولية والصادرات النفطية الدور الأساسي في صمودها. فيما محرك التغيير اليوم يتغذى من تدهور الوضع الاجتماعي الذي فجر احتجاجات عام 2019 وتفاقم مع ظهور جائحة «كوفيد». يضاف إلى ذلك أن تطرف القوى اليمينية، كما حصل في الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو، أضفى على الأحزاب اليسارية هالة من الاعتدال ساعدت على استقطاب قوى الوسط وتطمين المراكز الاقتصادية.
ومن أوجه التباين الأخرى بين الموجتين، أنه لم يعد أي من زعماء الموجة الأولى تقريباً على قيد الحياة، وأن القيادات الجديدة تتميز ببراغماتية ساعدت على توسيع دائرة التحالفات الانتخابية نحو قوى الوسط والاعتدال كما حصل مؤخراً في تشيلي وكولومبيا.
حتى لولا في البرازيل بحث عن حليفه الانتخابي في وسط المشهد السياسي واختار كمرشح لمنصب نائب الرئيس جيرالدو آلكمين، أحد زعماء اليمين المعتدل، الذي سبق أن هزمه في انتخابات عام 2006.
ولى زمن زعماء اليسار التاريخيين مثل الأخوين كاسترو في كوبا، وتشافيز في فنزويلا، وإيفو موراليس في بوليفيا، الذين اعتنقوا أصفى المبادئ الاشتراكية وحاولوا تطويعها مع مقتضيات الظروف المحلية، وجاء عهد قيادات جديدة تحرص على احترام الإطار الدستوري للأنظمة الديمقراطية، وتمتنع عن تجديد الولاية، وتلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
لكن مع ذلك لا يستقيم الحديث عن كيان واحد مشترك تنضوي تحته كل القوى التقدمية الحاكمة حالياً في أميركا اللاتينية، إذ إن أوجه التباين بين طروحاتها الاقتصادية والاجتماعية تزيد عن القواسم المشتركة بينها، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول طبيعة العلاقات التي ستقيمها هذه القوى التقدمية مع محيطها، وأيضاً مع بقية دول العالم.
وتشير الدلائل الأولى إلى ظهور توتر يتنامى بين رؤية القوى التقدمية الواقعية والمتعددة الأطراف للعلاقات الدولية، والمنظور الجيوستراتيجي للمحور البوليفاري. ومن المرجح أن يشتد في حال فوز لولا في البرازيل، نظراً لتمايز نهجه الدبلوماسي عن خط كوبا وفنزويلا، في الحكم كما في المعارضة.
ويلاحظ أن جميع القوى اليسارية الحاكمة اليوم في أميركا اللاتينية، وخلافاً لتلك التي حكمت خلال الموجة السابقة، تعتمد أسلوباً دفاعياً يهدف إلى صون، أو إحداث، تغييرات معتدلة من موقع السلطة وليس من خلال التعبئة الاجتماعية التي كانت أسلوب الأنظمة اليسارية السابقة، أو البوليفارية التي ما زالت إلى اليوم في الحكم. ولا شك في أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى اعتماد هذا الأسلوب الدفاعي، أن القوى اليسارية والتقدمية الحاكمة غير قادرة على ممارسة الهيمنة السياسية والآيديولوجية في بلدانها، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ برامج تغييرية، أو حتى في الحفاظ على تماسكها الداخلي.
ويتبدى من التحركات والمواقف الأولى التي اتخذتها هذه الحكومات من بعض الأزمات والملفات الإقليمية الشائكة، أن العلاقات مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ستكون مصدراً دائماً للتوتر. ومن الأمثلة على ذلك أن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، ونظيره التشيلي، اللذين كانا لأشهر قليلة خلت يؤيدان النظام الفنزويلي، اضطرا مؤخراً لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام نيكولاس مادورو، علماً بأن ملايين الفنزويليين لجأوا في السنوات الأخيرة إلى كولومبيا وتشيلي.
وفي انتظار نتائج الانتخابات البرازيلية المقبلة، وبعد تراجع أسهم المكسيكي مانويل لوبيز لوبرادور والتشيلي بوريتش لقيادة الجبهة التقدمية الجديدة في أميركا اللاتينية، برزت مؤخراً صورة الرئيس الكولومبي المنتخب الذي يتولى مهامه الأحد المقبل، والذي كان وضع برنامجه الانتخابي حول محاور رئيسية ثلاثة تمهد لهذا الدور، وهي: الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتغير المناخ، والدور المركزي لمنطقة الكاريبي والسكان المتحدرين من أصول أفريقية، والميثاق الإقليمي الجديد الذي لا يقوم على التسليم بريادة الولايات المتحدة في المنطقة لكن يعترف بدورها الأساسي فيها.