مراقبون: المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره إزاء الوضع في جنوب السودان

مجلس حقوق الإنسان يقرر تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات داخل البلاد

مراقبون: المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره إزاء الوضع في جنوب السودان
TT

مراقبون: المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره إزاء الوضع في جنوب السودان

مراقبون: المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره إزاء الوضع في جنوب السودان

حذر رئيس لجنة مراقبة دولية أمس من أن المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره إزاء الفشل المتكرر للمتحاربين في جنوب السودان في تطبيق اتفاق السلام الموقع قبل سبعة أشهر.
وتستمر المعارك في جنوب السودان رغم الاتفاق الموقع في 26 أغسطس (آب) 2015، الذي كان يفترض أن ينهي حربا أهلية مدمرة مستمرة منذ عامين، وفق ما قال فستوس موغاي، رئيس لجنة مراقبة وتقييم الاتفاق، التي أسستها المنظمة الإقليمية لشرق أفريقيا (إيغاد).
وأضاف موضحا: «اسمحوا لي أن أكون صريحا وأقول لكم إن صبر المجتمع الدولي، كما صبري، على وشك أن ينفد»، وتابع موضحا: «لا نزال نشعر بالقلق إزاء التأخير الحالي وانتهاكات وقف إطلاق النار، وتدهور الوضع الاقتصادي»، الذي يتجلى في تفشي التضخم وانهيار صناعة النفط التي تعول عليها الحكومة.
وتم تعيين زعيم المتمردين رياك مشار نائبا للرئيس في 12 فبراير (شباط) الماضي من قبل خصمه الرئيس سلفا كير، ما بدا أنه تقدم رمزي في تنفيذ اتفاق السلام، لكن عملية تشكيل حكومة وحدة وانتقال لا تزال عالقة.
وأضاف موغاي أن التفويض المعطى لتشكيل الحكومة الانتقالية، التي كان يجب أن تبدأ منذ أشهر، يمر بسرعة، محذرا من أن البلاد «لا يمكن أن تتحمل مزيدا من التأخير».
وعلى صعيد متصل قرر مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أول من أمس تشكيل لجنة من ثلاثة أعضاء للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان، وأدخل تعديلا في اللحظة الأخيرة على قرار يدعم بشكل كبير هذه الخطوة.
وكان المجلس يدرس منح التفويض لخبير واحد بناء على اقتراح طرحته الولايات المتحدة وألبانيا، ولكن بعد إجراء تعديل شفهي وافق المجلس بالإجماع على تشكيل اللجنة الثلاثية بتفويض لمدة عام قابل للتجديد، بينما قالت دولة جنوب السودان إنها ستتعاون مع اللجنة المكلفة بالنظر في جرائم اغتصاب جماعي، وتدمير قرى وهجمات على المدنيين، وقد تمثل جرائم حرب.
ويشمل الصراع الآن ميليشيات متعددة تحركها مصالح محلية، وهي غير راغبة في أخذ اتفاق السلام بالاعتبار، وهو ما يعني بالنسبة إلى موغاي أن «تشكيل حكومة جديدة لن يكون حلا سحريا» للوضع.
علاوة على ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة أمس إن رئيس الدولة أقال وزير خارجيته برنابا ماريال بنجامين، رغم أنه يعد أحد حلفائه الأكثر إخلاصا وقدما، مشيرا إلى أن «عناصر كثيرة ساهمت» في هذا القرار.
ويأتي إبعاد بنجامين بعد أيام من وصفه الوزير السابق لوكا بيونق دينغ، الذي ينتقد الحكومة ويتحدر من المنطقة الحدودية في أبيي، بأنه «غريب»، علما بأن منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان تعد غنية بالنفط.
وأثارت تصريحات بنجامين ردود فعل قوية في جنوب السودان، التي تعتبر أبيي جزءا من التراب الوطني.



بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
TT

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)
وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب، كان إلى وقت قريب مجرد صحافي في التلفزيون الحكومي، في حين أسندت حقيبة الدفاع إلى قائد الجيش السابق.

وزير الدفاع الجديد يتسلم مهامه اليوم من سلفه (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

الوزير الأول الجديد، ريمتالبا جان إيمانويل ويدراوغ، يبلغ من العمر 40 عاماً، اشتهر خلال العامين الأخيرين بأنه من أبرز الوجوه الإعلامية والسياسية المدافعة عن الانقلاب العسكري في بوركينا فاسو، والتحالف مع روسيا، والقطيعة مع المستعمر السابق؛ فرنسا.

وأدى ويدراوغ اليمين الدستورية، الاثنين، بعد أن شكّل حكومة من 24 وزيراً، حملت بعض التغييرات بالمقارنة مع الحكومة السابقة؛ إذ دخلها وزيران جديدان، ورحل ثلاثة آخرون.

الجيش أولاً

التعديل الأبرز في هذه الحكومة الجديدة تمثّل في خروج وزير الدفاع السابق قاسم كوليبالي، وتعيين اللواء سيليستين سيمبوري خليفة له، وهو القادم من قيادة الأركان العامة للجيش.

ويرى مراقبون أن تعيين اللواء سيمبوري في منصب وزير الدفاع وقدماء المحاربين يحمل رسالة واضحة على أن الجيش هو مَن يقود الحرب على الإرهاب، في بلد عاش لسنوات طويلة حالةً من الصراع بين أجنحة المؤسسة العسكرية، خصوصاً حين كان الحرس الجمهوري يتصرّف بصفته فصيلاً مُسلّحاً هو الأقوى في البلاد.

الوزير الأول الجديد وهو يتسلم مهامه أمس (الوزارة الأولى بوركينا فاسو)

رئيس الدولة النقيب إبراهيم تراوري، منذ أن قاد انقلاباً عسكرياً قبل عامين، بدأ إعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة، هدفها المعلن هو تحسين القدرات لمواجهة خطر الإرهاب، ولكن الهدف الخفي ترميم المؤسسة العسكرية، وطي صفحة صراع الأجنحة فيها.

النصر قريب

وفي أول تصريح يدلي به وزير الدفاع الجديد، الثلاثاء، قال إن مهمته الأولى والوحيدة هي «تكثيف الحرب على الإرهاب»، وأضاف اللواء خلال حفل استلام مهمته الجديدة: «بالتعاون مع أصدقائنا في مجموعة دول الساحل (مالي والنيجر)، سنوّجه الضربات اللازمة للإرهاب، حتى يعود السلام الذي عرفناه من قبل، ويمضي بلدنا قدماً نحو التنمية لتحقيق سعادة شعبنا».

اللواء الذي كان يقود الأركان العامة للجيش، تحدّث عن انتصارات تحققت مؤخراً في مواجهة الجماعات الإرهابية، وقال إنها مؤشر واضح على «قرب هزيمة الإرهاب»، ثم أضاف: «أعتقد أننا نقترب من نهاية النفق، وهناك بصيص أمل يلوح في الأفق، وأنا واثق بأنها مسألة وقت فقط».

وتعهّد الوزير الجديد بالعمل على «إصلاحات عميقة داخل الجيش، لمواجهة التحديات الأمنية التي تعيشها البلاد منذ نحو عقد من الزمن»، وفق تعبيره.

تحديات كبيرة

بوركينا فاسو تواجه هجمات إرهابية متصاعدة منذ 2015، ولكن وتيرتها تصاعدت خلال السنوات الأخيرة حتى سيطرت جماعات مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة» على نحو 40 في المائة من مساحة البلاد، لتدخل بوركينا فاسو منذ مطلع 2022، حالة من عدم الاستقرار السياسي، وسط سلسلة من الانقلابات العسكرية.

وفيما يبدو أن الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي يزداد تعقيداً، يواصل الحكام الجدد في بوركينا فاسو حربهم ضد الإرهاب، بالاعتماد على شراكة أمنية وعسكرية مع روسيا؛ اللاعب الجديد القوي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.

الوزير الأول الجديد في أول تصريح له، الاثنين، قال إن جميع سكان بوركينا فاسو «يرغبون في رؤية البلاد هادئة مرة أخرى، لمزاولة أنشطتهم بسلام؛ إنهم يريدون العيش في دولة ذات سيادة كاملة، يستعيد فيها الجيش السيطرة على جميع أراضيها».

ولكنّه في الوقت ذاته، تحدّث عن تحديات أخرى «ترتبط بالصحة والتعليم والاكتفاء الذاتي الغذائي والبنية التحتية»، وأضاف: «لذلك فإنني أتولّى منصبي في هذا السياق الصعب؛ إذ يتعيّن علينا أن نشنّ الحرب بينما ندير أدوات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتناغمة».