وزير الدفاع المصري: الإرهاب يشكل تهديدًا قويًا لكل بقاع العالم

انفجار بالعريش يستهدف مدرعة شرطة.. والجيش يضبط مخزن أسلحة

وزير الدفاع المصري: الإرهاب يشكل تهديدًا قويًا لكل بقاع العالم
TT

وزير الدفاع المصري: الإرهاب يشكل تهديدًا قويًا لكل بقاع العالم

وزير الدفاع المصري: الإرهاب يشكل تهديدًا قويًا لكل بقاع العالم

قال وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، في كلمته أمام مؤتمر وزراء دفاع «تجمع الساحل والصحراء» الأفريقي في شرم الشيخ أمس، إن «الإرهاب والتطرف بات يشكل تهديدا قويا امتد بتداعياته إلى كل بقاع العالم، وطال الأبرياء، ما يؤكد حتمية العمل المشترك الإقليمي والدولي».
وانطلقت أمس اجتماعات دول «تجمع الساحل والصحراء» برئاسة مصر، على مستوى وزراء الدفاع، بحضور ممثلي 27 دولة عربية وأفريقية، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والدول الأوروبية، بمدينة شرم الشيخ.
ومن المقرر أن يناقش وزراء دفاع دول التجمع «س - ص» توصيات اجتماعات الخبراء التي انعقدت على مدار اليومين الماضيين وناقشت أوراق عمل حول تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب وإزالة الألغام، وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب لدول التجمع في مصر، بالإضافة إلى عرض مقترح حول تشكيل قوة أفريقية مشتركة من الدول الأعضاء في «تجمع الساحل والصحراء».
وفي كلمته، قال صبحي إن ما تشهده القارة الأفريقية حاليا يطرح كثيرا من التحديات ويعرقل خطط التنمية، مضيفا أن الإرهاب والتطرف لم يعد دخيلا على «تجمع الساحل والصحراء» بعد أن «باتت مسرحا لكثير من العمليات، وتزداد تعقيدات التهديد مع الجريمة المنظمة العابرة للحدود وتهريب البشر والاختطاف، والعمليات في الفضاء الإلكتروني والعابرة للحدود بالترويج لأفكار متطرفة، للتغلب على الإجراءات الأمنية لتنفيذ العمليات»، مشددا على أن مصر أدانت كل العمليات التي استهدفت الدول الصديقة. وتابع: «من منطلق القناعة بضرورة تضافر كل الجهود لتصب في استراتيجية واحدة تكون قادرة على مجابهة الإرهاب والتطرف، لا نستثنى أيا من التنظيمات، وتشمل أيضا نواحي التنمية البشرية وتجديد الخطاب الديني».
وأدان وزير الدفاع العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في دول التجمع، وكذلك العمليات الإرهابية التي وقعت في بروكسل قبل أيام، وطلب من الحضور الوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الإرهاب في العالم.
وأشار وزير الدفاع إلى أنه في السنوات الأخيرة لم يصبح الإرهاب والتطرف ظاهرة دخيلة على القارة الأفريقية، وبصفة خاصة فضاء الساحل والصحراء، بعد أن صارت دول وشعوب المنطقة تعاني من حدة العمليات الإرهابية، وباتت مسرحا لأنشطة كثير من الجماعات الإرهابية يمتد من شمال وشرق القارة إلى غرب ووسط القارة، مبينا أن تعقيدات هذا التهديد تزداد مع ارتباطه بالصور الأخرى للجريمة المنظمة عابرة الحدود، مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة وتهريب البشر والاختطاف، التي تشكل في مجموعها مصادر للتمويل والتسليح للجماعات الإرهابية.
وأعرب وزير الدفاع عن استعداد مصر لتقديم خبراتها للتعاون وتقديم ما لديها من خبرات وإمكانات لدعم مصالح الأمن القومي استنادا إلى الدعم القوى من القيادة السياسية بالانفتاح على القارة، خصوصا دول «تجمع الساحل والصحراء (س - ص)» من أجل «تحقيق الاستقرار والتنمية لشعوبنا ودولنا».
في السياق ذاته، انفجرت عبوة ناسفة في مدرعة شرطة بمدينة العريش شمال سيناء المصرية، دون وقوع إصابات. في حين نجحت قوات الجيش المصري في ضبط مخزن أسلحة ومتفجرات. وتسود شمال سيناء حالة من التوتر بسبب هجمات تشنها جماعات متشددة مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، ازدادت منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013. وقتل 15 شرطيا بينهم 12 مجندا مساء يوم السبت الماضي، إثر استهداف قذيفة مورتر لكمين بمدينة العريش.
وقال مسؤول الإعلام بوزارة الداخلية أمس إن عبوة ناسفة انفجرت في مدرعة شرطة في مدينة العريش بشمال سيناء، دون وقوع إصابات. وأوضح المسؤول، في بيان نشر على صفحة وزارة الداخلية على «فيسبوك»، أنه «أثناء مرور إحدى المدرعات بالطريق الساحلي، دائرة قسم شرطة ثالث العريش، مساء الأربعاء، وقع انفجار على جانب الطريق أسفر عن حدوث تلفيات محدودة بالإطار الخلفي للمدرعة».
وأضاف أن الانفجار لم يسفر عن وقوع قتلى أو مصابين من أفراد الشرطة، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية تقوم بتمشيط المنطقة في محيط الانفجار.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير إن قوات الجيش الثالث الميداني تمكنت بناء على معلومات استخباراتية من ضبط مخزن للمتفجرات بمنطقة «المحاجر» شمال جبل الحلال، ضمن جهود القوات المسلحة في أعمال التمشيط والمداهمة لمناطق النشاط الإرهابي.
وأوضح المتحدث أن «قوات الجيش عثرت بداخل المخزن على عدد (4) جوال من مادة (TNT) شديدة الانفجار، بإجمالي وزن 200 كيلوجرام (كلغم)، وعدد (3) جوال من مادة (C4) شديدة الانفجار بإجمالي وزن 90 كجم، وعدد (2) جوال من مادة نيترات الكلوريد بإجمالي وزن 60 كجم، وجوال من مادة نيترات الصوديوم زنة (20) كجم، وجوال بارود سلطاني زنة 10 كجم، وعدد (3) أسطوانة حديدية تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة، ودراجة نارية دون لوحات معدنية خاصة بالعناصر الإرهابية». وتابع: «تمت إحالة الواقعة وتسليم المضبوطات إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم