حكمت محكمة الجزاء الدولية أمس على الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش بالسجن 40 عاما بعد إدانته بارتكاب إبادة جماعية، وبتسع جرائم أخرى ضد الإنسانية، وبجرائم حرب خلال حرب البوسنة.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الإدانة والحكم «يوما تاريخيا للعدالة الدولية»، وقال: إن «هذا الحكم يوجه إشارة قوية إلى كل الذين يتولون مناصب مسؤولية بأنهم سيحاسبون على أعمالهم، ويبرهن أن الفارين (من العدالة) لا يمكن أن يفلتوا من عزيمة المجتمع الدولي الجماعية الحريص على إحالتهم للعدالة بموجب القانون».
وأعلن بيتر روبنسون، محامي رادوفان كرادجيتش أمام صحافيين أن موكله «تفاجأ وخاب أمله»، وأنه سيستأنف الحكم. لكن ما شكل خيبة أمل لآلاف من الضحايا هو إعلان المحكمة أنه ليس لديها ما يكفي من الأدلة لإثبات ارتكاب إبادة «على وجه اليقين» في سبع بلدات بوسنية قبل 20 عاما.
وبإعلان هذا الحكم تنتهي أهم محاكمة تاريخية أمام محكمة الجزاء الدولية لأكبر مسؤول تحاكمه هذه المحكمة لجرائم وقعت خلال حرب البوسنة، بعد وفاة الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش خلال محاكمته في 2006.
واستمع كرادجيتش، البالغ 70 عاما، دون أي تعبير على وجهه للقاضي وهو يقول إنه «يتحمل بشكل جلي مسؤولية جنائية» في قتل وخطف عناصر من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وتابع القاضي موضحا أن كرادجيتش كان «على رأس هيكلية سياسية وحكومية وعسكرية» في القيادة الصربية في البوسنة: «وكان في منصب قيادي يتيح له تعزيز عقائدها والترويج لها».
وكان كرادجيتش الذي تولى خلال المحاكمة الدفاع عن نفسه، زعيم جمهورية صرب البوسنة. ويفيد محضر الاتهام أنه كان يريد تقسيم البوسنة «وطرد المسلمين والكروات نهائيا من أراض يطالب بها صرب البوسنة».
من جهته، أشاد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين بالحكم، معتبرا أنه ينطوي على «دلالة كبيرة لأنه يدحض كل الادعاءات بأنه كان يتولى التحريض السياسي ليس أكثر، ويكشفه على حقيقته: مهندس دمار وقتل على نطاق واسع». وتابع الحسين في بيان «أدين كرادجيتش بعد 21 عاما، والحكم تعبير قوي على التزام الأسرة الدولية بالمحاسبة».
وبالمثل رحب مدعي جرائم الحرب لدى الأمم المتحدة سيرج براميرتز بالحكم قائلا: «لقد تم إحقاق العدالة».
وعقدت الجلسة، التي حضرها أكثر من مائتي صحافي ونحو مائة دبلوماسي ومراقب، وسط إجراءات أمنية مشددة، واتهم كرادجيتش الذي درس الطب النفسي، خصوصا بالإبادة بعد مجزرة سربرينيتسا التي قتل فيها نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم في يوليو (تموز) 1995. وذلك في أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
السجن 40 عامًا لرادوفان كرادجيتش بعد إدانته بارتكاب إبادة في البوسنة
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: الحكم تعبير قوي على التزام الأسرة الدولية بالمحاسبة
السجن 40 عامًا لرادوفان كرادجيتش بعد إدانته بارتكاب إبادة في البوسنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة