تنديد أممي بتحول مخيمات المهاجرين في اليونان إلى «مراكز احتجاز»

اعتراض 127 مهاجرًا قبالة شواطئ ليسبوس اليونانية

تنديد أممي بتحول مخيمات المهاجرين في اليونان إلى «مراكز احتجاز»
TT

تنديد أممي بتحول مخيمات المهاجرين في اليونان إلى «مراكز احتجاز»

تنديد أممي بتحول مخيمات المهاجرين في اليونان إلى «مراكز احتجاز»

نددت مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أمس بتحول مراكز استقبال المهاجرين في اليونان إلى «مراكز احتجاز»، بموجب الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وقامت بتعليق بعض نشاطاتها في هذا البلد.
وصرحت المفوضية في بيان: «كنا حتى الآن ندعم السلطات في الجزر اليونانية، حيث يتم استقبال وتسجيل ومساعدة المهاجرين واللاجئين». وتابعت: «لكن، وبموجب الاتفاق الجديد، تحولت هذه المواقع إلى مراكز احتجاز»، مضيفة: «بناء عليه وعملا بسياستنا المعارضة للتوقيف الإلزامي، قمنا بتعليق نشاطاتنا في كل المراكز المغلقة في الجزر» اليونانية.
كما قررت المفوضية تعليق نقل المهاجرين إلى هذه المراكز، إلا أنها ستبقي على نشاطاتها الإعلامية و«المراقبة» لضمان احترام حقوق اللاجئين. كما سيواصل عاملو المفوضية انتشارهم على السواحل وفي المرافئ اليونانية لمساعدة المهاجرين ولنقلهم إلى المستشفيات إذا كانوا بحاجة إلى ذلك.
وأعربت المفوضية عن «القلق» إزاء البدء بتطبيق الاتفاق الموقع بين تركيا والاتحاد الأوروبي، قبل «توفر الضمانات الضرورية في اليونان». وتابعت أن «اليونان في الوقت الحالي ليست لديها قدرة استيعاب كافية في الجزر من أجل تقييم طلبات اللجوء بشكل صحيح»، ولا «تأمين الظروف المواتية لاستقبال الوافدين بشكل لائق» بانتظار دراسة ملفاتهم.
وينص الاتفاق الموقع الجمعة الماضي في بروكسل على إعادة كل الوافدين إلى اليونان بعد 20 مارس (آذار) الحالي الذين رفضت طلبات اللجوء التي تقدموا بها. ومقابل كل سوري يعاد إلى تركيا، يتعهد الاتحاد الأوروبي بـ«إعادة توطين» سوري آخر، على ألا يتجاوز عددهم 72 ألفا.
من جهة أخرى، أعلن مصدر في الشرطة البحرية اليونانية أن 127 مهاجرا، معظمهم من الباكستانيين، اعتقلوا أمس قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية في بحر إيجه بعد وصولهم من الشواطئ التركية القريبة.
وعلى الرغم من الاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في بروكسل، فإنه ما زال يصل مهاجرون ولاجئون عبر بحر إيجه. وقال مسؤول في الشرطة البحرية في ليسبوس لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الشرطة البحرية رصدت 127 شخصا معظمهم من الباكستانيين، وكذلك عشرة أفغان، وبعض السوريين، والكونغوليين، على متن زورق قبالة ليسبوس، وتم اقتياد الزورق إلى مرفأ ميتيلان» كبرى مدن الجزيرة.
وحسب هذا المسؤول، فان المهاجرين اعتقلوا، وسوف ينقلون إلى مركز تسجيل مغلق في موريا، على بعد 13 كيلومترا من مرفأ ميتيلان في وسط الجزيرة. وقال سائق الزورق، وهو سوري يبلغ من العمر 25 عاما، إن «خفر السواحل الأتراك اعترضوا زورقنا في البدء في المياه الإقليمية التركية، ولكن عندما رأيناهم، أسرعنا لأننا نريد الوصول إلى الجهة الجيدة، الجهة اليونانية». وأضاف أنه «عندما وصلنا إلى المياه الإقليمية اليونانية، اعتقلنا خفر السواحل اليوناني». وتابع: «لم يعد لي أي شخص في سوريا، لأن كل أفراد عائلتي أصبحوا في ألمانيا.. إذن ليس لي أي خيار آخر سوى محاولة الانضمام إليهم».
ووصل ما مجموعه 181 شخصا إلى ليسبوس منذ صباح الاثنين الماضي، حسب أرقام رسمية نشرتها منسقية الهجرة التابعة للحكومة اليونانية.
من جهته، قال «أكبر»، وهو مترجم عربي يعمل في منظمة غير حكومية يونانية في ميتيلان، إن «معظم الواصلين الجدد لا يعرفون إلى أين يذهبون، ولا يحق لنا أن نبلغهم، خوفا من خلق الذعر وحركة احتجاج».
وارتفع عدد اللاجئين في اليونان حاليا إلى 52 ألف شخص، ربعهم تقريبا عالقون في إيدوميني على حدود اليونان الشمالية مع مقدونيا. وضاعفت الحكومة اليونانية من جهودها خلال الأيام الماضية لتوفير مستلزمات إعادة الواصلين الجدد، التي نص عليها الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وهو إجراء معقد ومثير للجدل يجب أن يبدأ العمل به خلال الأيام المقبلة. وفي إيدوميني، أصيب مهاجر بين العالقين في أحد المخيمات بحروق بسيطة ونقل إلى المستشفى أمس بعد أن حاول حرق نفسه أمام خيمته، وفق الشرطة التي لم تكشف عن جنسيته. وأفادت مصادر إعلامية أن الرجل سكب البنزين على نفسه أمام خيمته، فاشتعلت النار بسرعة بملابسه، لكن مهاجرين سارعوا لإنقاذه، ثم نقلته سيارة إسعاف موجودة على مدخل المخيم إلى مستشفى كلكيس القريبة من إيدوميني. وقالت الشرطة إنه أصيب بحروق طفيفة. وجاء ذلك بعد أن هدد مهاجر آخر، أول من أمس، بسكب البنزين على نفسه، لكن جيرانه أقنعوه بالعدول عن ذلك. ويتظاهر المهاجرون، الذي يبلغ عددهم نحو 13 ألفا، في إيدوميني كل يوم تقريبا على خطوط السكك الحديد الحدودية، مطالبين بفتح الحدود.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.