«ريميكس أو إس».. نظام تشغيل محمول يسرع عمل الكومبيوترات القديمة

يضع «آندرويد» على الكومبيوترات الشخصية

«ريميكس أو إس».. نظام تشغيل محمول يسرع عمل الكومبيوترات القديمة
TT

«ريميكس أو إس».. نظام تشغيل محمول يسرع عمل الكومبيوترات القديمة

«ريميكس أو إس».. نظام تشغيل محمول يسرع عمل الكومبيوترات القديمة

هل لديك كومبيوتر مكتبي أو محمول قديم لا يستطيع تحمل متطلبات نظم التشغيل والبرامج الجديدة؟ أصبح بإمكانك الآن استخدام ذلك الجهاز والعمل عليه بسرعات عالية، كما لو كان جهازا بمواصفات عمرها عام واحد أو اثنان فقط، وذلك باستخدام نظام التشغيل «ريميكس أو إس» Remix OS الذي يقدم نظام التشغيل «آندرويد» مخصصا للعمل على الكومبيوترات الشخصية بكفاءة عالية.
ويمكن تحميل الإصدار التجريبي من النظام مجانا من موقع «جايد» Jide الذي صممه مبرمجون سابقون في «غوغل»، وخصصوا وظائفه ووضعوه على وحدة «يو إس بي» محمولة تتصل بالكومبيوتر لتعمل بسلاسة. ويقدم هذا الإصدار من «آندرويد» قدرات سطح المكتب القياسي للنظام، ويدعم لوحة المفاتيح والفأرة الخارجية، مع تطوير واجهة استخدام تعمل على شكل نوافذ لتسهيل التعامل مع عدة تطبيقات في آن واحد، وتقديم نظام متقدم لإدارة الملفات وشريط أسفل الشاشة توضع البرامج فيه لفترة مؤقتة للعودة إليها في وقت لاحق. ونظرا لأن نظام التشغيل هو «آندرويد»، فسيستطيع المستخدم تشغيل جميع تطبيقات «آندرويد» وألعابه، كما لو كان على هاتف جوال أو جهاز لوحي. ويعمل النظام المجاني حاليا بإصدار «آندرويد لولي بوب»، مع تطوير إصدار جديد يعمل بالإصدار الأحدث «مارشميلو».
* مزايا النظام
ويدعم هذا الإصدار معماريتي 32 و64 – بت، وبدء العمل إلى جوار نظام تشغيل آخر لدى بدء عمل الكومبيوتر، وتحديث ملفات النظام بشكل فوري من دون حذف الملفات الشخصية الخاصة بالمستخدم بعد التحديث. وتجدر الإشارة إلى أن الإصدار التجريبي الحالي لا يقدم أيقونة الدخول إلى متجر التطبيقات «غوغل بلاي»، ولكن يمكن إضافة هذه الميزة بشكل يدوي للحصول على التجربة الكاملة. ويستطيع المستخدم تثبيت النظام على وحدة «يو إس بي» محمولة أو على القرص الصلب الداخلي للكومبيوتر من داخل «ويندوز» أو «ماك أو إس».
ويستطيع المستخدم تغيير أبعاد النافذة التي يعمل عليها، والتنقل بين وحدات التخزين الداخلية ووحدات التخزين عبر الشبكات، مع تقديم سلة محذوفات ومجلدات مخصصة لعروض الفيديو والموسيقى والصور والوثائق والملفات التي تم تحميلها من الإنترنت، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع المجلدات وتشغيل الملفات المختلفة بالضغط عليها ليتم تشغيل التطبيق المناسب لها بشكل آلي.
ويمكن بهذه الطريقة تشغيل «آندرويد» على أي جهاز محمول يدعم بدء نظام التشغيل من وحدة «يو إس بي» المحمولة، مع القدرة على وصل الجهاز بتلفزيون كبير ليتحول التلفزيون إلى جهاز ذكي يمكن التفاعل معه بسهولة عبر لوحة المفاتيح والفأرة اللاسلكية. ويدعم النظام الاتصال اللاسلكي بالأجهزة المحيطة به باستخدام تقنية «واي فاي» و«بلوتوث»، وقراءة التنبيهات المهمة من طرف الشاشة، والتقاط صور للشاشة الحالية ومشاركتها مع الآخرين عبر البريد الإلكتروني أو الشبكات الاجتماعية أو نقلها عبر وحدات «يو إس بي» المحمولة بكل سهولة.
ويستطيع المستخدم تحميل مجموعة «أوفيس» المكتبية لأداء الأعمال الاعتيادية واستخدام المتصفحات المختلفة لزيارة المواقع المفضلة، واستخدام تطبيقات تحرير عروض الفيديو والصور واللعب بالألعاب الإلكترونية، وغيرها من التطبيقات المختلفة، ليتحول الجهاز القديم إلى كومبيوتر متكامل وسريع بفضل نظام التشغيل وتطبيقاته المريحة.
* أجهزة مصغرة
هذا، وتقدم الشركة المطورة وحدة «ريميكس ميني» Remix Mini التي تعتبر كومبيوترا مصغرا يمكن حمله بالجيب ووصله بأي شاشة بكل سهولة، مع دعمه لمعمارية 64 - بت التي تقدم أداء أعلى بنسبة 20 إلى 30 في المائة مقارنة بمعمارية 32 - بت، والعمل بكفاءة عالية تبلغ 10 واط مقارنة بـ65 إلى 250 واط في الكومبيوترات الشخصية بفضل استخدام تقنيات توفير الطاقة الموجودة في الأجهزة المحمولة مقارنة بالكومبيوترات الشخصية. ويدعم هذا الجهاز الاتصال بالأجهزة المحيطة والشبكات المختلفة عبر «واي فاي» و«بلوتوث 4.0»، ومنفذ «يو إس بي»، ومنفذ آخر للشبكات السلكية. وتحتوي هذه الوحدة الترفيهية المنزلية على 1 غيغا بايت من الذاكرة، و8 غيغا بايت من السعة التخزينية المدمجة، مع تقديم إصدار خاص بضعف السعات المذكورة. وتبلغ سرعة المعالج رباعي النواة 1.2 غيغا هرتز، ويمكن وصلها بالشاشات عبر منفذ «إتش دي إم آي»، وتقديم منفذ للسماعات أو لأجهزة تجسيم الصوتيات، بالإضافة إلى وجود منفذ «مايكرو إس دي» لرفع السعة التخزينية من خلال بطاقات الذاكرة الإضافية.
وتقدم الشركة كذلك جهازا لوحيا كبيرا يعمل بنظام التشغيل المذكور يبلغ قطر شاشته 11.6 بوصة يمكن تعديل زاوية ميلانه بفضل مفصل خاص موجود في القسم الخلفي له، مع توفير لوحة مفاتيح تلتصق به مغناطيسيا. ويحتوي الجهاز على سماعات متقدمة، ويستخدم بطارية كبيرة تبلغ قدرتها 8100 ملي أمبير تستطيع العمل لنحو 8 ساعات من الاستخدام العادي، والتي يمكن شحنها بالكامل في نحو 3 ساعات، مع القدرة على تحويلها إلى بطارية محمولة لشحن الأجهزة الأخرى. ويستخدم الجهاز معالجا يعمل بسرعة 1.81 غيغا هرتز وذاكرة بسعة 2 غيغا بايت وسعة تخزينية مدمجة تبلغ 64 غيغا بايت يمكن رفعها بـ128 غيغا بايت إضافية من خلال بطاقات الذاكرة المحمولة «مايكرو إس دي». ويقدم الجهاز كاميرا خلفية وأخرى أمامية بدقة 5 ميغا بكسل، مع توفير مايكروفونين مدمجين لأغراض المكالمات المرئية.
* آفاق جديدة
ومن شأن هذا النظام توسيع رقعة عمل «غوغل»، بحيث تغطي الكومبيوترات الشخصية إلى جانب الأجهزة اللوحية والهواتف الجوالة والأجهزة الذكية والسيارات الذكية ونظم التشغيل السحابية للمستخدمين. وعلى الرغم من أن هذا الإصدار لا يعتبر رسميا من «غوغل»، فإنه قد يدفع بالشركة إلى التفكير بتطوير إصدارها الرسمي للكومبيوترات الشخصية لتقديم بيئة عمل موحدة للمستخدمين بغض النظر عن جهازهم.
وسيسجل هذا الأمر تفوقا ملحوظا لـ«غوغل» على «آبل» في هذا القطاع، ويضعها في منافسة مباشرة مع «مايكروسوفت» التي تعمل على إيجاد بيئة عمل موحدة لجميع الأجهزة التي تعمل بنظم تشغيلها بعد إطلاق «ويندوز 10» على الكومبيوترات الشخصية والأجهزة المحمولة وجهاز الألعاب «إكس بوكس وان». وسيساعد هذا النظام كذلك في نشر المعرفة التقنية وتطوير تجربة التعليم في الدول النامية التي تستخدم كومبيوترات غير الحديثة، مع تسهيل حمل نظام التشغيل وبيئة العمل والملفات الشخصية مع المستخدم في وحدة «يو إس بي» تتصل بأي كومبيوتر بسهولة.



هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»