بارزاني: رغبة الأكراد في الاستقلال سلمية ونأمل أن يتفهمها الجيران

رئيس إقليم كردستان أكد في رسالة بمناسبة عيد نوروز أنها ليست «تهديدًا لأحد»

مسعود بارزاني
مسعود بارزاني
TT

بارزاني: رغبة الأكراد في الاستقلال سلمية ونأمل أن يتفهمها الجيران

مسعود بارزاني
مسعود بارزاني

كما في السنوات السابقة يعود موضوع استقلال إقليم كردستان العراق إلى الواجهة في عيد نوروز، رأس السنة الكردية الجديدة، التي يحتفل بها الأكراد اليوم. وفي هذا السياق أكد رئيس الإقليم مسعود بارزاني في رسالة تهنئة إلى شعبه بهذه المناسبة أمس أن الرغبة في الاستقلال هي رغبة سلمية، معربا عن أمله في أن تتفهم دول الجوار ذلك.
وأضاف بارزاني في رسالته أن «شعبنا لن يتحمل الكوارث والمآسي ويجب أن يعيش في سلام ويجب أن يتفهم جيراننا المعاناة والمطالب العادلة لشعب كردستان»، مشددا على أن «رغبة شعبنا في الاستقلال هي رغبة سلمية وهي ليست تهديدا لأي طرف». وأضاف: «نحن نرغب في التوصل إلى نتيجة مع بغداد بهذا الشأن بالتفاهم وبعيدا عن العنف». وقال: إن «إقليم كردستان سيجري حوارًا جديًا وصادقًا مع بغداد قبل إجراء الاستفتاء (على الاستقلال) من أجل معالجة المشاكل والعلاقات بين الطرفين».
وتناول بارزاني أيضا في رسالته المشاكل الداخلية في الإقليم وفي مقدمتها أزمة رئاسة الإقليم، وقال: «أؤكد على موقفي ذاته، باتفاق الأطراف على أحد الخيارات الثلاثة إما بانتخاب رئيس أو تعيين شخص
لتسلم منصب رئيس الإقليم أو بإقرار بقاء الوضع على ما هو عليه لحين الانتخابات المقبلة وإنهاء هذه القضية». يذكر أن ولاية بارزاني الحالية انتهت في أغسطس (آب) الماضي وترفض أحزاب المعارضة مقترح حزبه بإجراء انتخابات رئاسية بالاقتراع الشعبي المباشر كما في الانتخابات السابقة وتريد بدلا من ذلك أن ينتخب البرلمان الرئيس.
والمشكلة الأخرى التي يواجهها الإقليم تتمثل بالأزمة المالية التي قال عنها بارزاني إنها «مؤقتة وبإذن الله سيتخطى شعبنا الأزمة»، محذرا الذين يقفون ضد عملية الإصلاح بالقول: «الذين يحاولون جعل المواطنين يفقدون الأمل سيلقون في النهاية نتيجة ذلك». وأضاف أن «شعبنا مصر أكثر من أي وقت على الوصول إلى الكرامة والحرية وأن يكون صاحب مصيره».
وحول العلاقات بين الإقليم وبغداد، قال رئيس إقليم كردستان «بعد 2003. قطع الذين كانوا جاثمين على شعب كردستان في السلطة العراقية الخبز عن مواطني كردستان، ولم يتضح بعد كيف أنهم أعطوا لأنفسهم الحق في قطع خبز مواطني كردستان؟ وكيف أداروا ظهورهم للتعهدات والقرارات والاتفاقيات؟»، موضحا «دعونا لا نخدع أنفسنا، أمامنا طريقان، إما برفع أيدينا عن كل شيء ونسيان نضالات وتضحيات شعبنا في السنوات المائة الأخيرة، أو بتغيير الوضع وطبيعة العلاقات مع بغداد».
وجه رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، رسالة تهنئة إلى الأمة الكردية وشعوب المنطقة بمناسبة حلول عيد نوروز، وجاء فيها «آمل أن تجلس جميع أطراف كردستان معا، وأن تحل كل المشاكل عن طريق الحوار، لأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى وحدة الصف».
من جهته، وفي رسالة مماثلة، قال رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني: «للأسف أثرت الحرب مع داعش والأزمة المالية، بشكل سلبي على وضع إقليم كردستان بشكل عام، لكننا نطمئن جميع شعب كردستان بأننا سنتجاوز هذه الأزمة أيضا، وسنحطم الإرهاب، وستستمر كردستان في التقدم». وحول المشاكل العالقة بين الأطراف السياسية في الإقليم، قال نيجيرفان بارزاني «آمل في أن تجلس جميع الجهات في كردستان معا، وأن تحل كل المشاكل العالقة عن طريق الحوار، لأن المرحلة المقبلة تحتاج إلى الكثير من وحدة الصف، لننجح بالكامل، ونحمي كردستان ونحقق إنجازات أكثر لشعبنا».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.