الانقلابيون منقسمون.. والمبعوث الأممي تحدث عن «لقاءات مثمرة» بصنعاء

مستشار هادي لـ«الشرق الأوسط»: المفاوضات المقبلة ستنعقد مطلع أبريل * أنباء عن استضافة الكويت للجولة المقبلة

الرئيس هادي لدى ترؤسه أمس في الرياض اجتماعًا للفريق السياسي وفريق المفاوضات الحكومي (سبأ)
الرئيس هادي لدى ترؤسه أمس في الرياض اجتماعًا للفريق السياسي وفريق المفاوضات الحكومي (سبأ)
TT

الانقلابيون منقسمون.. والمبعوث الأممي تحدث عن «لقاءات مثمرة» بصنعاء

الرئيس هادي لدى ترؤسه أمس في الرياض اجتماعًا للفريق السياسي وفريق المفاوضات الحكومي (سبأ)
الرئيس هادي لدى ترؤسه أمس في الرياض اجتماعًا للفريق السياسي وفريق المفاوضات الحكومي (سبأ)

أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تحقيق تقدم في مباحثاته في صنعاء مع المتمردين الحوثيين وأنصار المخلوع علي عبد الله صالح، وبحسب ما رشح من معلومات، فإن الحوثيين أبلغوا ولد الشيخ موافقتهم على المشاركة في جولة مشاورات جديدة برعاية الأمم المتحدة.
وقال المبعوث الأممي إن لقاءاته في صنعاء مثمرة، مؤكدا أن هناك «مؤشرات تدل على توافق يمني - يمني على أن تكون الكويت وجهة المفاوضات المقبلة»، وذلك بحسب مصادر مطلعة.
وكان ولد الشيخ أشار إلى أن هناك «تباشير مهمة تلوح في الأفق السياسي، هذه المرة»، وإلى أن هذه التباشير «معززة بمباركات الداخل والخارج»، ودعا «الجميع إلى المساهمة في الدفع بالأوضاع نحو الحلحلة السريعة وهذه هي رغبة المجتمع الدولي ككل».
وأعلن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس أن الفرقاء اليمنيين وافقوا على عقد محادثات بينهم في الكويت، وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بأن «مؤشرات تدل على توافق يمني يمني على أن تكون الكويت وجهة المفاوضات القادمة». وكان وكيل وزارة الخارجية الكويتي، خالد الجار الله ذكر أن الكويت أعربت عن استعدادها لاحتضان محادثات سلام يمنية، كي «نسهم في تحقيق السلام وحقن الدم بين الأشقاء».
ونقلت مصادر إعلامية عن وكيل وزارة الخارجية الكويتي قوله، بأن بلاده أبدت استعدادها لاستضافة محادثات السلام الخاصة باليمن من أجل وضع حد للحرب في هذا البلد. وقال الجار الله، إن الكويت «سبق أن أبدت استعدادها لاستقبال محادثات السلام اليمنية، وما زالت عند موقفها بهذا الشأن». ونقلت صحيفة «البيان» الإماراتية عن الجار الله قوله «إنه تم إبلاغ الأمم المتحدة بذلك»، مضيفًا: «إنه سيكون هناك تشاور بين الجانبين الكويتي واليمني حول آخر التطورات والجهود الهادفة إلى الوصول لحل سلمي ومخرجات الحوار وقرارات مجلس الأمن». وقال الجار الله للصحيفة الإماراتية: «الكويت مستعدة حاليًا على عادتها لاستضافة تلك المحادثات والمساهمة في الوصول إلى حل سلمي باليمن»، مشيرًا إلى أن الكويت أبدت استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية وأبلغنا الأمم المتحدة والأطراف المعنية بذلك، وذلك ضمن الجهود التي تقوم بها الكويت على كافة الأصعدة وبما يحفظ لليمن استقراره. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي زار الكويت، منتصف الشهر الجاري، والتقى الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسبق الرئيس اليمني، زيارة قام بها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ووصفت زيارة الرئيس اليمني للكويت بأنها جاءت للتشاور والتنسيق معه ضمن إطار دعم الكويت للشرعية في اليمن. ونقل عن الجار الله قوله: «الزيارة جاءت بعد أيام من استقبالنا المبعوث الدولي إلى اليمن، وتحدثنا معه بشكل معمق عن جهود السلام وتطورها».
من جانبها، أكدت الرئاسة اليمنية أن لا مشكلة لديها في مكان انعقاد جولة المشاورات المقبلة، لكنها جددت التأكيد على أن المباحثات قد تجرى في دولة الكويت، وقال مصدر رئاسي لـ«الشرق الأوسط»، رفض ذكر اسمه، إن «المشكلة ليست في المكان، لكن المشكلة تكمن في مدى التزام الميليشيات بتنفيذ القرار الدولي 2216 والبدء بتنفيذ أسس بناء الثقة منها إطلاق سراح المعتقلين السياسيين».
وأشار المصدر إلى أن «الميليشيات الانقلابية مهزومة داخليا والشقاق بين صالح والحوثي واضح وكل طرف منهم يقدم تنازلات»، مدللا على ذلك بـ«الهجوم الحاد من قبل أتباع صالح على الحوثيين من خلال صفحات التواصل الاجتماعي»، مشيرا إلى أن التصعيد الذي يجري في تعز، جزء من الانقسامات الحاصلة في أوساط الانقلابيين، بقوله إن «صالح يحاول إرسال رسالة للحوثيين أنه موجود وهي أيضا رسالة للمبعوث الأممي حيث تزامن التصعيد (في تعز) فور وصوله إلى صنعاء».
وتأتي زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء، في ظل تصاعد حدة ووتيرة المواجهات المسلحة في الجبهات اليمنية مع اقتراب ذهاب الأطراف اليمنية إلى جولة مباحثات جديدة، وأعرب مصدر قيادي في المقاومة اليمنية، مقرب من قوات التحالف، عن اعتقاده بأن التصعيد في الميدان في جبهات شرق البلاد، «نتاج لتنفيذ لخطة المرحلة النهائية من عملية تحرير الجبهات الهامة التي ما زالت في أيدي المتمردين». وأشار المصدر، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «عملية إعادة الأمل عملية مزدوجة عسكرية وسياسية وكل خيار يمضي لإسناد الآخر لصناعة سلام مستدام يقوم على استعادة هيبة الدولة ليس لحزب ولا قبيلة ولا جماعة بل الدولة هي التي ستعيد الأمور إلى نصابها»، مؤكدا أن «لا سلام من دون تقدم على الأرض، لأنه لن يكون جديا في ظل تعنت الميليشيات ومراوغتها».
في غضون ذلك عقد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اجتماعا مع مستشاريه، لعرض الملف الذي يحمله، ولد الشيخ، في استئناف المفاوضات بين طرفي الشرعية اليمنية، مع الانقلابيين من الميليشيات الحوثية، وأتباع المخلوع علي عبد الله صالح، خلال الأسبوعين المقبلين، حيث من المقرر أن يعود ولد الشيخ من صنعاء، وهو يحمل رؤية الانقلابيين حول تطبيق القرار مجلس الأمن 2216.
وأوضح الدكتور محمد العامري، مستشاري الرئيس هادي لـ«الشرق الأوسط»، أن إسماعيل ولد الشيخ، اجتمع مع الرئيس اليمني، بطلب استئناف المفاوضات بين الشرعية اليمنية، مع وفد الانقلابيين، برعاية أممية.
وقال الدكتور العامري في اتصال هاتفي، أمس، إن الرئيس اليمني خلال الاجتماع أكد أن الحكومة الشرعية، تريد السلام في اليمن، وهي مع استمرار المفاوضات تحت مظلة القرار الأممي 2216، وكذلك المبادرة الخليجية، واتفاق السلم والشراكة، مشيرًا إلى أن إسماعيل ولد الشيخ، غادر إلى صنعاء، للحصول على رؤية وفد الانقلابيين من الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح، لتطبيق القرار 2216، بعد موافقتهم.
ولفت مستشار الرئيس هادي إلى أن المبعوث الأممي، سيلتقي في العاصمة الرياض، مع الرئيس اليمني، لعرضه عليه الرؤية الانقلابيون في تطبيق القرار، والاطلاع كذلك على رؤية الشرعية اليمنية، ثم سيتحدد موعد وغالبًا، سيكون في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل.
وذكر الدكتور العامري، أن وفد الانقلابيين من الحوثيين، لم يرضخ حتى الآن لتطبيق القرار الأممي 2216، بعد موافقة 14 دولة عليه، إلا إذا عجز المتمردون على الشرعية في الميدان عسكريًا، ولم يكن لهم أي خيار غير الاستسلام.
وأضاف «وفد الشرعية في المفاوضات المقبلة، لم يتغير وسيكون بنفس الأعضاء والمستشارين، بقيادة عبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخارجية، وأن النقاط الأساسية الذي تتضمن في المفاوضات من جانب طرف الشرعية اليمنية، هي الانسحاب من المدن والمؤسسات الحكومية، وتسليم المعسكرات، وإخراج السجناء السياسيين، والسماح بفتح المساعدات الإنسانية وفك الحصار وعدم قطع الطرقات».
وأكد مستشار الرئيس هادي، أن المخلوع علي عبد الله صالح، يحاول البحث عن عدة طرف ووسائل، لإخراج نفسه من المستنقع الذي أوقع نفسه فيه، حيث يبحث مع السفارات الغربية، وسيلة خروج آمن، من اليمن، مشيرًا إلى أنه لا يريد أن يفتح الأبواب الرسمية، مثل الأمم المتحدة، لمخاطبتهم.
وكان الرئيس عبد ربه منصور هادي، ترأس اجتماعا دوريا للفريق السياسي وفريق محادثات جنيف بحضور الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وضع هادي الجميع أمام مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية بشقيها السياسي والميداني، مشيدا بالانتصارات التي سطرها أبناء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز ومأرب وبيحان والجوف والبيضاء وغيرها من المناطق لمواجهة اعتداءات ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.
وقال هادي: «كنّا وما زلنا وسنظل دعاة سلام ووئام من منطلق مسؤولياتنا تجاه أبناء شعبنا الذي يعاني على مدار عام كامل من تبعات الانقلابين الذين دمروا المدن وشردوا الأهالي وقتلوا الأبرياء من الأطفال والنساء والعزل».
وأضاف أن «مرتكزات السلام واضحة وقرارات الشرعية الدولية هي المرجعية التي ينبغي على الانقلابيين الانصياع لها وهذا ما ننشده ويؤكد عليه الإجماع الدولي تجاه اليمن منذ إعلان الانقلابيين تمردهم على الدولة وشرعيتها الدستورية».
وأكد الرئيس اليمني، أن النجاحات على الأرض تتوالى في ملحمة الصمود والدفاع عن الأرض والعرض والوجود التي يناضل ويقدم من أجلها التضحيات جموع أبناء الوطن للانتصار لقضاياهم العادلة في إطار يمن اتحادي آمن ومستقر مبني على العدالة والمساواة والحكم الرشيد وترجمة لمخرجات الحوار الوطني وإجماع وتوافق الشعب اليمني».
وناقش الاجتماع عددا من التقارير وبرامج العمل المقدمة من المعنيين فيما يتصل بالملف الخارجي والعلاقات الدولية وقضايا الأعلام وحقوق الإنسان ومخرجات الحوار، فضلا عن أنشطة المستشارين ولقاءاتهم خلال الفترة المنصرمة لتقييم النتائج وبلورة الأفكار والطموحات والوقوف أمام التحديات، كما تطرق الاجتماع إلى عدد من القضايا والملفات الهامة المتصلة بالخدمات وموضوع الجرحى وغيرها واتخاذ ما يلزم بشأنها.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.