عسيري لـ «الشرق الأوسط»: التهدئة لا تزال مستمرة.. والعمليات العسكرية الحدودية توقفت

قال إن قوات التحالف العربي ملتزمة في عملية الإسناد في المجال الجوي

العميد أحمد عسيري (أ.ف.ب)
العميد أحمد عسيري (أ.ف.ب)
TT

عسيري لـ «الشرق الأوسط»: التهدئة لا تزال مستمرة.. والعمليات العسكرية الحدودية توقفت

العميد أحمد عسيري (أ.ف.ب)
العميد أحمد عسيري (أ.ف.ب)

أكدت قوات التحالف العربي لإنقاذ الشرعية اليمنية أن التهدئة على الحدود السعودية اليمنية لا تزال مستمرة ومشوبة بالحذر، وأن قوات التحالف بقيادة السعودية، ملتزمة حتى الآن في الإسناد الجوي القريب على الأجواء اليمنية، وأن حال مدينة تعز اليمنية يتحسن يومًا عن يوم، والاشتباكات تقع في محيط المدينة الخارجي.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يجري حاليًا تهدئة، وهي لا تزال في قرى المحافظات على الشريط الحدودي مع السعودية، وهي مشوبة بالحذر»، مشيرًا إلى أنه لم يتغير الموقف الذي أعلنت عنه قوات التحالف في البيان الأخير، حينما سعت شخصيات قبلية واجتماعية يمنية لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للسعودية، لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، التي استجابت لها قوات التحالف عبر منفذ علب الحدودي.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف في اتصال هاتفي، أمس: «إننا نتمنى أن تنسحب الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع علي عبد الله صالح، الذين تمردوا على الشرعية اليمنية، عن بقية المحافظات والمدن الرئيسية، كما هو الوضع الآن على الحدود السعودية».
وأشار المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي إلى أن «قوات التحالف اليوم ترحب بالتهدئة والتوافقات مع القبائل التي أثمرت التهدئة، التي تمكننا من دخول المعونات الإغاثية إلى داخل المدن والمحافظات اليمنية، من جهة، وهدوءًا على الحدود السعودية من جهة أخرى، وهذا عمل إيجابي يجب علينا أن نشجعه».
وأكد العميد عسيري أن «قوات التحالف العربي، بقيادة السعودية، لا تزال حتى الآن في فترة التهدئة، وهي ملتزمة مع الحكومة الشرعية في عملية الإسناد الجوي، والسيطرة على المجال الجوي اليمني، إذ إن التهدئة على الحدود السعودية، وبالتالي لن يكون هناك أي عمليات عسكرية على الحدود، كي نتمكن من إدخال قوافل الإغاثة إلى المحافظات، وتوزيع المعونات على اليمنيين الذين ليس لهم أي علاقة بالحوثيين وأتباع صالح الذين تمردوا على الشرعية اليمنية».
وحول الأوضاع العسكرية في مدينة تعز اليمنية، قال المتحدث باسم قوات التحالف إن «مدينة تعز تتحسن كل يوم عن اليوم السابق، وفي الوقت نفسه، دخلت قوافل الإغاثة إلى المدينة، ولكن العمليات العسكرية، ووجود الميليشيات الحوثية المتمردة، لا تزال في محيط المدينة الخارجي».
وأضاف: «لا نستطيع أن نحدد وقتًا لإنهاء العمل العسكري، لأن أي معطيات جديدة على الأرض من الممكن أن تغير الصورة، ومدينة تعز صبرت فترة طويلة وهي محاصرة من الميليشيات المتمردة، وتحررت في أيام، وأي وقت يحدد لإنهاء العمل العسكري سيضع ضغطًا على المواطنين، وإذا لم يتحقق لا سمح الله، فسينعكس عليهم بشكل سلبي». وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن الألغام العشوائية الذي انتشرت في المدن اليمنية قضية كبرى سببها فوضى الميليشيات و«هذه القضية طويلة الأمد ولن يتم حلها في يوم وليلة، وهي إحدى الجرائم التي عملها الحوثيون ضد الإنسانية والمجتمع اليمني».
يذكر أن قوات التحالف لدعم الشرعية اليمنية، أكدت لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، أنه «لا مسار في إنهاء الأزمة السياسية في اليمن بعد انقلاب المتمردين على الشرعية، غير مسار الأمم المتحدة، والحكومة الشرعية، والقرار الأممي 2216»، مشيرة إلى أنه لا يوجد هناك مفاوضات ولا هدنة، مع شخصيات قبلية واجتماعية يمنية، وإنما تلك الشخصيات سعت إلى إيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للسعودية، لإفساح المجال لإدخال المواد الغذائية.
وقال العميد أحمد عسيري: «نرحب بأي خطوة إيجابية تسعى لإيجاد الحل باليمن».
وأعلنت قيادة قوات التحالف العربي أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للسعودية، لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، وقد استجابت قوات التحالف لذلك عبر منفذ علب الحدودي.
وأضافت: «استجبنا لتلك الخطوات، ونشجع مثلها، وإذا كان مثل هذه الطرق سوف تأتي بالحل السياسي والنهائي، الذي يعيد الأمن والاستقرار إلى اليمن، فمرحبًا بمثل هذا النوع من الخطوات الإيجابية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.