مصرع 3 انتحاريين خلال تجهيز قنبلة لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن

الخلية الإرهابية كانت تقيم في منزل قيادي موالٍ لصالح

مصرع 3 انتحاريين خلال تجهيز قنبلة لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن
TT

مصرع 3 انتحاريين خلال تجهيز قنبلة لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن

مصرع 3 انتحاريين خلال تجهيز قنبلة لتنفيذ عمليات إرهابية في عدن

كشف مصدر أمني رفيع لـ«الشرق الأوسط» عن قتل ثلاثة عناصر لخلية إرهابية في انفجار قنبلة كانت تجهزها للإعداد لعملية انتحارية بحزام ناسف ودراجة نارية. الخلية كانت تقوم بالتحضير للعمل الإرهابي في بيت علي كردي الصومالي، قيادي سابق موالٍ للمخلوع علي صالح، بدار سعد شمال عدن. وخلال عملية التجهيز حدث الانفجار الذي هز المنطقة، واتضح أن الخلية الإرهابية الممولة من صالح، كانت تستعد لتنفيذ عمليات إرهابية بعدن.
القيادي الأمني الكبير أكد وجود خلايا إرهابية داخل عدن تتلقى أوامرها من قيادات مؤتمرية موالية للمخلوع علي صالح، تهدف إلى تنفيذ اغتيالات للكوادر الجنوبية في الأمن والمقاومة بعدن من أجل زعزعة الأمن والاستقرار وإظهار أن عدن مدينة غير آمنة ومستقرة، موضحًا أن ما حدث في منزل القيادي الصومالي من انفجار لخلية إرهابية هي دليل واضح على أن أجهزة أمنية واستخباراتية تتبع المخلوع صالح هي وراء الاغتيالات والعمليات الإرهابية التي شهدتها عدن منذ تحريرها في يوليو (تموز) الماضي وحتى اليوم.
وتأتي تلك الواقعة بعد يوم من سيطرة القوات الأمنية بالاشتراك مع المقاومة الجنوبية وبإسناد قوات التحالف على مدينة المنصورة التي كانت الجماعات الإرهابية تتخذها مقرًا لها، وذلك بعد نجاح الخطة الأمنية التي شارك بها طيران التحالف لتطهير المدينة من جماعات القتل والإجرام.
تجدر الإشارة إلى أن القيادي علي كردي الصومالي عاد إلى عدن قبل أسابيع قادمًا إليها من صنعاء وتربطه علاقات وطيدة بالمخلوع صالح، وظل كردي متنقلاً بين صنعاء وعدن التي غادرها عقب دحر ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح من المدينة في يوليو الماضي، وكان الصومالي قد هدد قبل سنوات في تصريحات إعلامية بأنهم في الهيئة الوطنية الشعبية للدفاع عن الوحدة مستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية ضد الحراك السلمي الجنوبي.
مصدر بالمقاومة الجنوبية أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن ما حصل بدار سعد هو دليل على مدى تخبط تلك الجماعات الإرهابية التي تديرها أجهزة أمنية واستخباراتية تابعة للمخلوع صالح وتظهر مدى الضربات الموجعة التي تلقتها تلك الجماعات من القوات الأمنية بعدن. وأشار المصدر إلى أن المقاومة الجنوبية تعمل بالتنسيق مع قوات التحالف والقوات الأمنية وبإشراف محافظ عدن ومدير شرطة العاصمة على ملاحقة الجماعات الإرهابية وتقطيع أوصالها وتعقبها، مؤكدًا أن الحملة الأمنية مستمرة ولن تقتصر على المنصورة فقط حيث ستشمل البريقة والشيخ عثمان ودار سعد حتى يتم تطهير عدن بالكامل من جماعات التطرف والإرهاب.
وأوضح المصدر أن عدن والجنوب بيئة طاردة للإرهاب، وأن القاعدة يستخدمها المخلوع صالح كورقة ضغط لابتزاز الغرب.
مراقبون أكدوا في أحاديث متفرقة لـ«الشرق الأوسط»: «ما حدث اليوم بعدن وتحديدا في دار سعد يكشف من هو اللاعب الرئيسي خلف تهديد الأمن في عدن والاغتيالات التي شهدتها المدينة منذ تحرير المدينة في يوليو من العام الماضي»، مشيرين إلى أن الرئيس المخلوع علي صالح هو اللاعب الرئيسي في كل ما يحدث «ولم يعد هناك غطاء، فكل الأغطية انكشفت وكل الصور اتضحت، فانفجار الدراجة النارية في بيت مطلوب أمني، وإحدى أذرع عفاش في عدن هو سبب إضافي يؤكد ضلوع المخلوع في كل ما يجري بعدن».
المعلومات تشير إلى أنه وأثناء ثورة التغيير التي اندلعت في عام 2011 للمطالبة برحيل المخلوع صالح، أوكل المخلوع صالح إلى علي كردي الصومالي مهمة إسقاط عدن في الفوضى، وقام حينها القيادي المؤتمري بعدن عبد الكريم شائف بصرف 4 آلاف قطعة سلاح كلاشنيكوف من معسكرات الجيش، وتم تسليمها للكردي الذي بدوره وزعها على «بلاطجة» المخلوع وأعضاء الهيئة الوطنية الشعبية للدفاع عن الوحدة لخلق فتنة بين نشطاء الحراك وثورة التغيير حينها، وبهدف إغراق عدن في الفوضى. ونتيجة للتماسك بين قوى الحراك الجنوبي فقد فشل المخطط حينها ونجح الحراك في الحفاظ على أمن واستقرار عدن.
وكانت العاصمة عدن قد شهدت خلال الأشهر الماضية سلسلة اغتيالات شبه يومية وعمليات إرهابية راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من المجندين وبينهم ضحايا مدنيون، آخرها العملية الإرهابية التي استهدفت دار العجزة والمسنين ولم تتبنها أي جماعة إرهابية.
ويتهم المخلوع صالح بالوقوف خلفها، فيما تمكنت القوات الأمنية من إحباط عمليات إرهابية كثيرة وضبط معامل لتصنيع السيارات المتفجرة والعبوات الناسفة، في ظل جهود مستمرة لاستعادة الأمن والاستقرار للعاصمة المؤقتة للبلاد ووسط إشادة شعبية بقيادة عدن للإجراءات الأمنية المستمرة لتأمين المدينة وعودتها لوضعها الطبيعي.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.