داعش يهاجم محطة مياه شرق ليبيا «بالخطأ».. واستمرار المعارك في بنغازي

الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على ليبيين

داعش يهاجم محطة مياه شرق ليبيا «بالخطأ».. واستمرار المعارك في بنغازي
TT

داعش يهاجم محطة مياه شرق ليبيا «بالخطأ».. واستمرار المعارك في بنغازي

داعش يهاجم محطة مياه شرق ليبيا «بالخطأ».. واستمرار المعارك في بنغازي

هاجم تنظيم داعش في نسخته الليبية، في ساعة متأخرة مساء أول من أمس، محطة مياه في شرق ليبيا بالخطأ، معتقدا أنها حقل السرير الذي يعتبر أحد أكبر الحقول النفطية الليبية، بينما أعدم اثنين من جنود الجيش الليبي اختطفا مؤخرا من مدينة بنغازي شرق البلاد.
وقال حمد العريبي، مسؤول الإعلام بشركة الخليج العربي للنفط، التي يتبع لها الحقل، لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تردد عن هجوم داعش يخص تعرض مواقع لا تتبع الشركة وتبعد نحو 90 كيلومترا من حقولها النفطية». وأوضح أن لجنة الطوارئ بالشركة اجتمعت أمس بحضور رئيس وأعضاء لجنة الإدارة وتم الاتصال بالجهات المسؤولة لتشديد حماية حقول الشركة برًا وجوًا، لافتا إلى أن حقلي السرير ومسلة المتجاورين يعملان بصورة اعتيادية.
وهاجمت عناصر من تنظيم داعش البوابة الرئيسة لجهاز النهر الصناعي، وعبثت بغرفة التحكم قبل أن تحرق ثلاثة خزانات للديزل خاصة بمحطة الكهرباء. وقال المكتب الإعلامي للجهاز إنه أخلى الموقع أمس من الموظفين حفاظًا على أرواحهم، وخاطب السلطات المسؤولة لتوفير الأمن والحماية للموقع وغيره من المواقع المماثلة.
ووقع الهجوم في محطة لضخ المياه على بعد نحو 90 كيلومترا من حقل السرير النفطي الرئيسي في شرق ليبيا، علما بأن المحطة جزء من مشروع النهر الصناعي في ليبيا، وهو شبكة أنابيب مدت خلال عهد العقيد الراحل معمر القذافي لضخ المياه من آبار الصحراء إلى المدن الساحلية.
وهاجم نحو عشرين شخصيا على الأقل من داعش المحطة، وأجبروا موظفيها على ترديد هتافات مؤيدة للتنظيم المتطرف، بينما أوضح توفيق شويهدي المتحدث باسم الشركة التي تدير المنشأة أن المهاجمين استخدموا الصواريخ، مما ألحق أضرارا بالمكاتب والمركبات لكن الشبكات لم تتضرر.
واستغل متشددون موالون لداعش الفوضى السياسية وفراغا أمنيا لترسيخ موطئ قدم لهم في البلاد، إذ سيطروا على مدينة سرت منذ العام الماضي وأصبح لهم وجود في عدد من المدن والبلدات الأخرى.
وفي مدينة بنغازي، استمرت المواجهات العنيفة بين قوات الجيش والمتطرفين، حيث أعلن ناطق باسم القوات الخاصة أن معارك جرت أمس في محور مصنع الإسمنت في منطقة الهواري غرب بنغازي، مشيرا إلى أن الجيش قتل أربعة إرهابيين على الأقل ودمر بعض الآليات العسكرية التابعة لهم. وأعلن الجيش عن مقتل 3 عناصر، وإصابة 7 آخرين من الكتيبة الثانية في معارك جرت أول من أمس للسيطرة على منطقة أم مبروكة غرب بنغازي.
في المقابل، أعدم تنظيم داعش جنديين من قوات الجيش ووزع لقطات مصورة لهما لحظة إعدامهما تحت عنوان «رسائل إلى بنغازي»، حيث ظهر الجنديان بزي برتقالي على أحد شواطئ سرت.
إلى ذلك، قالت حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة إن روسيا أبلغتها أنها «على استعداد تام لتقديم الدعم اللازم لليبيا من أجل استقرارها أمنيا من خلال دعم المؤسسة العسكرية والأمنية في حربهما على الإرهاب، واقتصاديا من خلال المساهمة في تنفيذ البنى التحتية ورفع كفاءتها».
ونقل بيان للحكومة التي يترأسها فائز السراج عن السفير الروسي لدى ليبيا الذي التقاه أول من أمس في تونس، حرص بلاده على استقبال السراج في موسكو في أقرب فرصة وبدء الترتيبات اللازمة في هذا الخصوص.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أن «الجهود المبذولة لدعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا تتجه نحو التعزيز»، ولفت إلى أن مسألة إقرار العقوبات على الجهات الليبية المعرقلة للاتفاق السياسي تمضي بـ«التوازي»، وبناء على «المسارات المعتمدة من جانب المفوضية» الأوروبية، على حد قوله.
وأضاف في تصريحات صحافية على هامش انعقاد مجلس الشؤون الخارجية الأوروبي في بروكسل أن الاجتماع كان فرصة لاطلاع جميع دول الاتحاد الأوروبي بشأن العملية السياسية، التي جرت في تونس الأسبوع الماضي لدعم حكومة السراج ونقلها إلى العاصمة طرابلس، والدعم الذي أبداه المجتمع الدولي حيال ذلك.
بدورها، كشفت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، النقاب عن أن الاتحاد الأوروبي بدأ رسميا في دراسة فرض عقوبات على معرقلي مباشرة الحكومة الليبية الجديدة لعملها في طرابلس، حيث قالت: «بدأنا أيضًا عملنا الداخلي لفرض عقوبات على الأفراد الذين يعرقلون عملية السلام الليبية الداخلية». ولفتت إلى ما وصفته بحاجة ليبيا الشديدة إلى حكومة الوفاق الوطني في أقرب وقت ممكن، تكون قادرة على معالجة كل من الأمن والوضع الإنساني في البلاد. وأضافت غداة اجتماع بروكسل: «نحن في الاتحاد الأوروبي على استعداد مع بقية المجتمع الدولي لتشجيع ودعم الليبيين الذين يعملون في هذا المجال بجميع السبل الممكنة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.