مظاهرة يقودها 3 ملايين مغربي في الرباط منددين بتصريحات بان كي مون

ابن كيران لـ «الشرق الأوسط»: المسيرة تعكس منسوب ثقة الشعب في الملك ومشروعية قضيته

مظاهرة يقودها 3 ملايين مغربي في الرباط منددين بتصريحات بان كي مون
TT

مظاهرة يقودها 3 ملايين مغربي في الرباط منددين بتصريحات بان كي مون

مظاهرة يقودها 3 ملايين مغربي في الرباط منددين بتصريحات بان كي مون

شارك أكثر من ثلاثة ملايين شخص أمس في الرباط في المسيرة الشعبية التي أطلق عليها «نداء الوطن»، ودعت إليها الأحزاب السياسية والنقابات وهيئات المجتمع المدني للتنديد بالانزلاقات اللفظية للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي وصف الصحراء بـ«المحتلة» رافعين شعارات منددة بـ«غياب الحياد»، ومؤكدة على «مغربية» الصحراء.
وأعادت مسيرة الرباط الحاشدة أمس إلى الأذهان الأجواء الوطنية الصادقة التي سادت المغرب خلال المسيرة الخضراء عام 1975. والتي استرجع بواسطتها الصحراء المستعمرة من طرف إسبانيا. وهبّت حشود المواطنين المشاركين في المسيرة بكثافة بحيث إنها انطلقت بشكل تلقائي قبل الموعد المحدد لها وهو الساعة العاشرة صباحا.
وقال عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب العدالة والتنمية لـ«الشرق الأوسط» بأن المسيرة الحاشدة التي عرفتها شوارع العاصمة، والتي تجاوز عدد المشاركين فيها بحسب معطيات رسمية ثلاثة ملايين شخص: «تعكس ارتفاع منسوب ثقة الشعب المغربي في الملك محمد السادس وفي مشروعية وعدالة قضية وحدة بلادنا الترابية». وأوضح ابن كيران أن المسيرة الشعبية «فاقت كل التصورات، خصوصا أن الإعداد لها لم يتجاوز يومين كاملين». وأضاف ابن كيران «أن المغاربة لا يبحثون عن مشاكل مع الأمين العام للأمم المتحدة، لكنهم غير مستعدين للتنازل عن حقوقهم التاريخية والدينية والدستورية». وأكد ابن كيران أن «المغاربة بإمكانهم قبول التنازلات الدبلوماسية التي قدمها المغرب طيلة أربعين سنة لإيجاد مخرج لهذا النزاع المفتعل، بيد أنهم لن يقبلوا أن توصف بلدهم بالدولة المحتلة، كما جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة». وعدّ ابن كيران ذلك «أمرا خطيرا»، وقال: إن «المغاربة شعب مسالم ومتفهم، لكنه حريص على عدم تجاوز سيادته الوطنية على ترابه باعتبارها خطوطا حمراء لا ينبغي تجاوزها».
من جهته، وعد صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، بالرد القوي على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة التي وصف فيها المغرب بـ«دولة احتلال» خلال جولته للجزائر ومخيمات جبهة البوليساريو في تندوف، مضيفا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في المسيرة أن الرد الدبلوماسي المغربي سيتم «في الوقت المناسب، وبالطريقة المناسبة». وأكد مزوار أن الأمين العام «لم يستوعب أنه بتصريحاته اللامسؤولة قد مسّ بشعور المغاربة ومقدسات البلد». وقدم المشاركون في مسيرة الرباط من مختلف أنحاء البلاد، حيث شكلوا أمواجا بشرية غمرت الشوارع الرئيسية لوسط العاصمة. وانطلقت المسيرة الشعبية الضخمة من ساحة باب شالة، وغصت الشوارع الرئيسية لوسط مدينة الرباط، على مدى ساعات، وصولا إلى ساحة باب الرواح. وشارك مواطنون من الأقاليم الجنوبية (الصحراء) جنبا إلى جنب مع مواطنين من باقي ربوع المملكة في إطار هذه المسيرة الحاشدة، للتأكيد مجددا، إن كان الأمر يحتاج إلى ذلك، عن مدى إجماع أمة بأكملها حول مغربية الصحراء. وردد المشاركون في المسيرة شعارات وطنية للتعبير عن مغربية الصحراء والتنديد بالتصريحات المغلوطة للأمين العام للأمم المتحدة. كما رددوا النشيد الوطني المغربي، والأغاني التي انتشرت خلال المسيرة الخضراء عام 1975 في أجواء حماسية مؤثرة، ورفعوا شعارات من قبيل «الصحراء صحراؤنا والملك ملكنا»، و«عاش الملك»، و«بان كي مون خطر»، و«الصحراء مغربية وستبقى مغربية». كما رفعوا لافتات وصور الملك محمد السادس ولافتات كتبت عليها عبارات وشعارات من قبيل «لا للوساطة المنحازة»، و«كلنا فداء صحرائنا»، و«بان كي مون يهدد المسار الأممي»، و«الشرعية الدولية لا تباع ولا تشترى»، و«المغاربة جنود مجندون وراء موحد البلاد».
وكان بان كي مون قد قال خلال زيارته السبت الماضي مخيمات جبهة البوليساريو في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، أنه يتفهم «غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار احتلال أراضيه».
بدورها، حملت الحكومة المغربية الثلاثاء بشدة على كي مون، متهمة إياه بـ«التخلي عن حياده وموضوعيته» والوقوع في «انزلاقات لفظية»، مؤكدة أن «هذه التصريحات غير ملائمة سياسيا، وغير مسبوقة في تاريخ أسلافه ومخالفة لقرارات مجلس الأمن».
من جانبه، رد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة على الاتهامات المغربية، وقال الأربعاء بأن «الأمين العام يعتبر أنه والأمم المتحدة شريكان حياديان» في ملف الصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر. وتأتي مسيرة «نداء الوطن» بعد يوم من مناقشة البرلمان المغربي بغرفتيه كيفية الرد على بان كي مون.
وقال رئيس الحكومة المغربية مساء أول من أمس مخاطبا نواب ومستشاري الأمة بأنه كان من الأجدر بالأمين العام للأمم المتحدة أن يقدر مخاطر الإرهاب وعدم الاستقرار التي تحف بالمنطقة، وأن يعترف، كما الدول العظمى، بالنموذج الديمقراطي والفريد الذي يشكله المغرب، والذي يشكل مثالا يحتذى في المنطقة، بما يحققه من تزاوج بين تحقيق الأمن والاستقرار، وترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان، عوض تشجيع الكيانات الوهمية ومنطق التجزيء الذي لا يمكن أن يؤدي إلا لمزيد من عدم الاستقرار، وذلك في إشارة إلى «الجمهورية الصحراوية»، التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد عام 1976 بدعم من ليبيا والجزائر. وذكر ابن كيران أن كي مون إمعانا في انحيازه المفضوح، تغاضى عن إثارة قضية الخروقات المكثفة لحقوق الإنسان وحقوق المحتجزين (اللاجئين) التي ارتكبت في مخيمات تندوف بالجزائر.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.