وفاة طفلة وإصابة المئات إثر استهداف «داعش» بلدة «تازة» بغازات قاتلة

مدير البلدة «المنكوبة» يستنكر الصمت الدولي

وفاة طفلة وإصابة المئات إثر استهداف «داعش» بلدة «تازة» بغازات قاتلة
TT

وفاة طفلة وإصابة المئات إثر استهداف «داعش» بلدة «تازة» بغازات قاتلة

وفاة طفلة وإصابة المئات إثر استهداف «داعش» بلدة «تازة» بغازات قاتلة

تباينت أمس أعداد المصابين بالأسلحة الكيماوية في ناحية تازة (17 كيلومترا جنوب محافظة كركوك) التي تعرضت قبل ثلاثة أيام لقصف كيماوي من قبل تنظيم داعش، ما بين 200 مصاب و700 مصاب حسب إحصائيات إدارة الناحية ومديرية صحة كركوك وشهود عيان، بينما توفي أمس أحد الأطفال متأثر بجراحه، وفي الوقت ذاته ذكرت إدارة الناحية أن نحو 15 ألف شخص من سكانها نزحوا باتجاه مدينة كركوك ومحافظات العراق الأخرى خوفا من تكرار القصف مرة أخرى.
وقال مدير بلدة تازة خورماتو، حسين عادل، لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تعرض البلدة للقصف بالغازات السامة من قبل مسلحي (داعش) قبل نحو ثلاثة أيام، استعجلنا بطلب الخبراء والمختصين من الجهات المعنية كمديرية الدفاع المدني وصحة كركوك وجامعتها».
وبعد فحص عينات من المنطقة المتعرضة للقصف، اتضح لنا إن التنظيم قصف الناحية بصواريخ كاتيوشا تحمل قسم منها غاز الخردل والقسم الآخر غاز الكلور، ووصلت أعداد المصابين حتى الآن جراء هذا القصف إلى أكثر من 450 شخصا، نُقل منهم أربعة إلى بغداد لخطورة إصاباتهم لافتا بالقول: «الأوضاع غير مستقرة في البلدة حاليا، والمواطنون يعيشون حالة من الذعر والخوف، بينما نزح 15 ألف شخص من سكانها باتجاه مدينة كركوك والمحافظات الأخرى في العراق، لأسباب منها توجيهات الخبراء الذي أبلغوا الأهالي بضرورة الابتعاد عن موقع القصف لمسافة تصل إلى نحو 100 متر مربع».
وتابع: «أخذت فرق أميركية وألمانية ضمن التحالف الدولي عينات من مواقع القصف واتضح أن الصواريخ كانت تحمل خليط من الغازات السامة، وبحسب الخبراء الغاز المستخدم في القصف هو غاز الخردل لكن لم تحدد نسبته بعد».
وكشف حسين عادل «إن البلدة تعرضت إلى قصف كيماوي من قبل تنظيم داعش بأكثر من 35 صاروخا أطلقها التنظيم عليها من بلدة البشير الخاضعة له، وإن أكثر من 12 صاروخا منها وقعت على بيوت المواطنين». وانتقد عادل الصمت الدولي اتجاه ما تتعرض له ناحية تازة من إبادة جماعية على يد «داعش»، داعيا الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم والمجتمع الدولي إلى نجدة الناحية وتوفير الحماية لها، مضيفا إن «داعش» قصف أمس جبهات قتال قوات البيشمركة والقوات العراقية الأخرى في ناحية تازة بالأسلحة الكيماوية، دون أن يشير إلى الإصابات التي وقعت جراء القصف. مؤكدا أن هناك خشية من تكرار هذا القصف لمركز الناحية مرة أخرى.
في غضون ذلك قال الدكتور برهان عمر رشيد، أحد الأطباء في مديرية صحة كركوك، لـ«الشرق الأوسط»العلامات الظاهرة على المصابين في القصف تشير إلى أن الغاز الذي استخدمه «داعش» في القصف هو غاز الخردل، وأعداد المصابين كانت هائلة جدا، فأكثر من 200 مصاب أُدخلوا إلى المركز الصحي في الناحية، ونُقل نحو 15 منهم إلى مستشفى كركوك العام لأن إصاباتهم كانت بالغة.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.