محطات في مسيرة «القاعدة»

محطات في مسيرة «القاعدة»
TT

محطات في مسيرة «القاعدة»

محطات في مسيرة «القاعدة»

«القاعدة»، أو «قاعدة الجهاد»، أو تنظيم القاعدة، منظمة متعدد الجنسيات سنّية ذات توجهات متشددة، أُسست خلال الفترة بين أغسطس (آب) 1988 وأواخر 1989 ومطلع 1990.
هاجمت «القاعدة» أهدافًا مدنية وعسكرية في مختلف الدول، أبرزها بلا شك هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، التي أدت إلى إعلان إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الابن «الحرب على الإرهاب» التي أدت إلى احتلال أفغانستان، ثم غزو العراق وإطاحة نظام وتسليم السلطة خلال سنوات قليلة لأحزاب وتنظيمات حليفة لإيران. مع ملاحظة أن إيران التي ادعت دائمًا عداءها للولايات المتحدة لم تعترض ولم تقاوم الاحتلال الأميركي في الدوليتين المتاخمتين لها شرقًا وغربًا (أي أفغانستان والعراق). وفيما يلي بعض المحطات في مسيرة «القاعدة»:
- 1988 انسحاب الجيش السوفياتي من أفغانستان، وتأسيس أسامة بن لادن وعدد من المقاتلين العرب مع فصائل «المجاهدين» الأفغان تنظيمًا عرف بـ«القاعدة» أو «قاعدة الجهاد».
1991 - انتقال أسامة بن لادن إلى اليمن حيث أسس معسكرات تدريب، وصارت السودان لبعض الوقت مركزًا لعمليات «القاعدة» وتحضيراتها وتخطيطها لعدد من العمليات. ومكث بن لادن في السودان خمس سنوات.
1993 – مقتل 18 عسكريًا أميركيًا في الصومال بإسقاط ميليشيا محلية يعتقد أن «القاعدة» دربتها طائرتيهما العموديتين من طراز «بلاك هوك».
-1996 أسامة بن لادن يغادر السودان عائدًا إلى أفغانستان. تفجير الخبر بالمملكة العربية السعودية (اتهم به «القاعدة» و«حزب الله» اللبناني) - بن لادن يدعو لحرب على القوات الأميركية و«الكفار» في شبه الجزيرة العربية.
- 1998 تفجيرا نيروبي ودار السلام في كينيا وتنزانيا اللذان استهدفا سفارتي الولايات المتحدة، ومقتل أكثر من 220 شخصًا. واشنطن ترد بقصف مراكز تدريب لـ«القاعدة» في أفغانستان ومصنع أدوية في السودان.
- 2000 مهاجمة المدمرة الأميركية «يو إس إس كول» في ميناء عدن بجنوب اليمن بعملية انتحارية، ومقتل 17 بحريًا أميركيًا.
2001 - يوم 11 سبتمبر شهد أسوأ عملية إرهابية تشهدها الولايات المتحدة في تاريخها، عبر تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بطائرتين مخطوفتين، ومبنى البنتاغون بضواحي العاصمة واشنطن، بجانب عملية رابعة فوق ولاية بنسلفانيا. عدد ضحايا العمليات التي شنت بطائرات ركاب مدنية بلغ نحو 3 آلاف قتيل. بعدها بست أسابيع بدأ استهداف مراكز «القاعدة» وبالتالي «البان» في أفغانستان. الفرنسي المغربي الأصل زكريا موساوي يصبح أول شخص يتهم بالمشاركة مع بن لادن في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر. اعتقال البريطاني ريتشارد ريد بتهمة محاولة تفجير طائرة مدنية في رحلة بين باريس وميامي والحكم عليه لاحقًا بالسجن مدى الحياة.
- 2002 اعتقال مزيد من المشتبه بهم بالتورط في عمليات «القاعدة» بينهم «أبو زبيدة» ورمزي بن الشيبة. تفجيرات في جزيرة جربة بجنوب تونس (19 قتيلاً) وجزيرة بالي الإندونيسية (202 قتيل) ومومباسا بكينيا (16 قتيلاً). واتهمت «الجماعة الإسلامية» التي تتهم بأن علاقات بـ«القاعدة» بعملية بالي.
- 2003 اعتقال خالد شيخ محمد الذي يتهم بأنه «العقل المخطط والمدبر» لهجمات 11 سبتمبر، وذلك في عملية أمنية - استخباراتية باكستانية - أميركية قرب العاصمة الباكستانية إسلام آباد. تفجيرات مجمع الرياض في العاصمة السعودية (34 قتيلاً) والدار البيضاء بالمغرب (45 قتيلاً) وإسطنبول بتركيا (50 قتيلاً في عمليتين متتاليتين)، بجانب استهداف مقر بعثة الأمم المتحدة في العاصمة العراقية ومقتل 22 بينهم الموفد الدولي البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميلو، واتهم جماعة «أبو مصعب الزرقاوي» بالعملية.
-2004 تفجير عشر قنابل بأربع قطارات في العاصمة الإسبانية مدريد، وسقوط 191 قتيلاً وما لا يقل عن 1800 جريح واتهما جماعة على صلة بـ«القاعدة» بالتورط في العملية. اغتيال عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم العراقي في بغداد. هجوم على مجمع في الخبر بالسعودية انتهى بمقتل 22. اعتقال أحمد خلفان الغيلاني ومقتل أمجد فاروقي في باكستان، وكان الأول متهمًا بعمليتي نيروبي ودار السلام، والثاني بقتل الصحافي الأميركي دانيال بيرل ومحاولة قتل الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف.
- 2005 مقتل 52 وجرح 700 في هجمات منسقة استهدفت وسائل النقل العام في العاصمة البريطانية يوم 7 يوليو (تموز) . اعتقال «أبو فرج الليبي» في باكستان.
2006 – مقتل «أبو مصعب الزرقاوي» في غارة أميركية بالعراق.
2007 – اتهام «القاعدة» بأنها على صلة باغتيال رئيسة وزراء باكستان السابق بي نظير بوتو في تفجير كبير بمدينة روالبندي، حيث سقط في العملية أكثر من 150 قتيلاً. «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تعلن مسؤوليتها عن تفجيري سيارتين مفخختين في العاصمة الجزائرية الجزائر (أكثر من 40 قتيلاً)، وتنفذ عمليتين أخريين في باتنة (19 قتيلاً) ودليس (30 قتيلاً).
- 2008 مقتل القيادي «أبو الليث الليبي» في أفغانستان.



موزمبيق و«فريليمو»... لمحة تاريخية وجيو ـــ سياسية

لقطة للعاصمة الموزمبيقية مابوتو (رويترز)
لقطة للعاصمة الموزمبيقية مابوتو (رويترز)
TT

موزمبيق و«فريليمو»... لمحة تاريخية وجيو ـــ سياسية

لقطة للعاصمة الموزمبيقية مابوتو (رويترز)
لقطة للعاصمة الموزمبيقية مابوتو (رويترز)

منذ ما يقرب من خمسين سنة يتربع حزب «فريليمو»، أو «جبهة تحرير موزمبيق»، على سدة الحكم في موزمبيق، مرسّخاً نظام الحزب الواحد، مع أن دستور البلاد المعدل عام 1992 ينص على تعددية حزبية.

تقع جمهورية موزمبيق المطلّة على المحيط الهندي في جنوب شرقي أفريقيا. وكان قد وصل إليها المستكشف البرتغالي فاسكو دا غاما عام 1497، وفي عام 1507 أرسلت البرتغال حملة احتلت بموجبها موزمبيق، واستقرت فيها واستغلت ثرواتها. أصبحت موزمبيق ولاية تابعة للبرتغال عام 1951. غير أن الاستعمار البرتغالي جُوبه بمعارضة تحركات وطنية، وتشكلت ثلاثة أحزاب خارج البلاد، هي «حزب الاتحاد الوطني لموزمبيق»، و«حزب اتحاد موزمبيق الوطني الأفريقي»، و«حزب الاتحاد الأفريقي لموزمبيق المستقلة». ومن ثم، تجمعت الأحزاب الثلاثة مشكّلة جبهة تحرير موزمبيق «فريليمو» اليسارية عام 1962 في دار السلام العاصمة السابقة لتنزانيا.

قادت «جبهة تحرير موزمبيق» حرب الاستقلال في الفترة بين 1964 و1974، وانتصرت فيها، وتسلمت السلطة عام 1975 مع إعلان الاستقلال. إلا أن الجمهورية الوليدة تحت قيادتها اليسارية أثارت قلق النظامين العنصريين في «جارتيها» روديسيا الجنوبية (زيمبابوي اليوم) وجنوب أفريقيا السابقة إبان نظام «الأبارتيد». وبالفعل، رعى النظامان العنصريان تأسيس حركة يمينية مناهضة لـ«فريليمو» هي «رينامو» – أو «المقاومة الوطنية في موزمبيق» – التي زجت البلاد في حرب أهلية طوال الفترة من 1977 وحتى 1992. وبينما دعم الاتحاد السوفياتي السابق وكوبا حكومة «فريليمو» رعت القوى الغربية، وبالطبع جنوب افريقيا وروديسيا الجنوبية «رينامو» بحجة مقاومة الشيوعية، وراح ضحية تلك الحرب وما تبعها من مجاعات أكثر من مليون شخص.

عام 1990 جرى تعديل الدستور للسماح بنظام التعددية الحزبية، وعٌقد اتفاق سلام بواسطة الأمم المتحدة أنهى القتال بين «فريليمو» و«رينامو»، وأُجريت أول انتخابات تعددية في 1994، بعد كابوس طال 30 سنة... من حرب الاستقلال ضد الاستعمار البرتغالي إلى الحرب الأهلية؛ ما زاد من معاناة البلاد اقتصادياً وتأثر سكانها لعقود طويلة بذكريات من العنف والدماء.

وعلى أمل المصالحة، جرى التوقيع على اتفاقيات سلام وقوانين عفو متتالية بموافقة «فريليمو» و«رينامو»، في الأعوام 1992 و2014 و2019. لكن حزب «فريليمو» حافظ على سيطرته عبر الانتخابات المتعاقبة، ضامناً قبضته على السلطة.

اليوم، وسط الصراع السياسي، تواجه موزمبيق خطراً داخلياً جديداً، ظهر في 5 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017، باحتلال مجموعة من المتمردين بلدة وميناء موسيمبوا دا برايا بشمال البلاد، التي تقع على بعد 60 كيلومتراً جنوب قاعدة تطوير الغاز الرئيسة في بالما. وهكذا اندلع القتال في المنطقة وفقدت الحكومة المركزية السيطرة على 3 مناطق مدار عقود مضت. ومع أن الأوضاع الأمنية تحسنت نسبياً في المناطق الشمالية، لا تزال الجماعات «الإرهابية» نشطة هناك. كذلك، على الرغم من أن موزمبيق دولة غنية بالغاز الطبيعي فإنها تعد ثامن أفقر دولة في العالم بعدما عطل الإرهاب معدلات النمو، إضافة إلى مشاكل البطالة، خصوصاً بين الشباب، وفق تقرير نشره مركز الإمارات للسياسات في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.