برزت في الأيام القليلة الماضية أكثر من عملية اندماج لفصائل عسكرية مقاتلة في ريف درعا تزامنت مع عمليات مماثلة شهدتها محافظة حلب، وقد ربطت مصادر معنية هذه المستجدات بانطلاق الدورة الثانية من مفاوضات «جنيف3» التي تعقد لأول مرة على وقع هدنة هشة مستمرة في سوريا منذ 12 يومًا.
وأفيد يوم أمس باندماج 15 فصيلا مقاتلا في ريف درعا تحت مسمى «ألوية الجنوب»، وأعلن قائد عسكري معارض في شريط فيديو عن اندماج الفصائل التي سمّاها «اندماجًا كاملاً وعلى كل المستويات»، داعيًا الفصائل والتشكيلات الأخرى لـ«التوحد ورص الصفوف».
ونهاية الأسبوع الماضي أعلنت فصائل، «لواء توحيد كتائب حوران» و«فرقة شهداء الحرية» و«لواء الرعد» عن اندماجها وتشكيل جسم جديد باسم «تجمع توحيد حوران» بقيادة المقدم زياد جدعان، في ريف درعا الشرقي. كما اندمج في الريف الغربي من درعا، «لواء صقور الجنوب»، و«لواء نور الإسلام»، تحت مسمى «ألوية نور الإسلام»، بقيادة العقيد ممدوح الرفاعي.
وكانت عدة فصائل تنشط في أرياف اللاذقية وحماة وحلب أعلنت نهاية الشهر الماضي اندماجها الكامل تحت مسمى «جيش التحرير». ويتكون جيش التحرير من «جبهة الشام» المشكلة من اتحاد 12 فصيلاً عسكريًا والفرقة 46 والفرقة 312 واللواء التاسع وسرايا الحق 314 وفصائل أخرى. وتنتشر عناصر هذا الجيش على جبهات جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية وسهل الغاب في ريف حماة بالإضافة إلى مدينة حلب وريفيها الشمالي والجنوبي.
ورد فضل عبد الغني، مدير (الشبكة السورية لحقوق الإنسان) عمليات الاندماج هذه «لتوصل القيمين على هذه الفصائل إلى قناعة مفادها، بأن الفرقة تؤدي لاستنزاف الصفوف فيما الوحدة تسمح بأن يكون للمجموعات المندمجة ثقلا وكلمة مؤثرة في المفاوضات المرتقبة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عمليات الاندماج وقيام قيادة عسكرية موحدة للمجموعات المقاتلة من شأنها أن تضع حدا للاحتكاكات والنزاعات القائمة فيما بينها، كما تسمح بتوجيه البوصلة صوب العدو الأساسي، مما ينعكس إيجابا في العمليات القتالية».
ويأتي انكباب فصائل الجنوب على توحيد الصفوف على خلفية تراجع الأعمال القتالية بعد 12 يوما على انطلاق الهدنة. فبحسب عبد الغني، محافظة درعا هي الأهدأ نسبيا باعتبار أنّه تم فيها تسجيل أقل عدد من الخروقات، وردّ ذلك لعدم وجود تنظيمي داعش وجبهة النصرة بأعداد كبيرة فيها. وأضاف: «ريف دمشق وحلب وإدلب هي المحافظات التي شهدت العدد الأكبر من الخروقات»، لافتًا إلى أن 85 قتيلا في صفوف المدنيين، هو حصيلة خروقات الهدنة التي تخطت عتبة الـ418، «علما أن هذا العدد من المدنيين كان يسقط كل 3 أيام».
وتحدثت الشبكة في تقرير لها عن 79 خرقا للهدنة في يومها الـ11 (الثلاثاء)، محذرة من انهيار وقف إطلاق النار إذا ما استمرت الخروقات دون رادع، وفق تعبيرها.
وسجلت الشبكة 52 خرقا عبر عمليات قتالية، و27 عبر عمليات اعتقال، وبذلك يصبح مجموع الخروقات 418 منذ بداية الهدنة. وحثّت الولايات المتحدة الأميركية، باعتبارها راعيا أساسيا لهذه الهدنة، على بذل جهد أكبر لإقناع الطرف الروسي بوقف خروقه، والضغط على حليفه النظام السوري لوقفها أيضًا.
ميدانيًا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم أمس بارتفاع عدد الضربات الجوية، التي نفذتها طائرات حربية على مناطق في مدينة تدمر ومحيطها بريف حمص الشرقي والتي يسيطر عليها تنظيم داعش إلى نحو 40، متحدثا عن استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر التنظيم من جهة أخرى، في محيط بلدة مهين وقرية المحسة بريف حمص الجنوبي الشرقي وأطراف حقل شاعر بريف حمص الشرقي.
وفي محافظة حلب، استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى في محيط بلدة خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي، وأشار المرصد إلى تقدم جديد حققته قوات النظام التي سيطرت على قرى أم ميال والعطشانة وجب علي وشريمة والخريبة وسرياح ورسم العسكر ومنطقة السيريتل بالأطراف الشرقية من بلدة خناصر.
اندماج بالجملة لفصائل بريف درعا عشية انطلاق محادثات جنيف
79 خرقًا حصيلة خروقات الهدنة المستمرة منذ 12 يومًا
اندماج بالجملة لفصائل بريف درعا عشية انطلاق محادثات جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة