وزراء خارجية دول الخليج يقررون إجراءات جديدة للتصدي لحزب الله

الجبير: إيران يجب أن تكون خارج اليمن.. ورحيل الأسد مسألة وقت

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في الرياض أمس لوزير الخارجية السعودي والدكتور عبد اللطيف الزياني (تصوير: سعد الدوسري)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في الرياض أمس لوزير الخارجية السعودي والدكتور عبد اللطيف الزياني (تصوير: سعد الدوسري)
TT

وزراء خارجية دول الخليج يقررون إجراءات جديدة للتصدي لحزب الله

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في الرياض أمس لوزير الخارجية السعودي والدكتور عبد اللطيف الزياني (تصوير: سعد الدوسري)
جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في الرياض أمس لوزير الخارجية السعودي والدكتور عبد اللطيف الزياني (تصوير: سعد الدوسري)

عقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، ثلاثة اجتماعات مشتركة، كلٌّ على حدة، فالأول مع وزراء خارجية الأردن والمغرب، وآخر مشترك مع اليمن، والأخير خليجي مشترك، لبحث القضايا في المنطقة والأحداث المتسارعة، وقال عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، خلال مؤتمر صحافي، أمس، إن رحيل الأسد هو «مسألة وقت»، وإن «حزب الله» بات يسيطر على القرار في لبنان، وإن بلاده لا تمانع في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع إيران «إذا غيرت أسلوبها وسياساتها» وعدم «التدخل» في شؤون الآخرين.
وأوضح الجبير، أن السعودية لن تتخلى عن شعب سوريا الصامد أمام النظام السوري الذي استعان بميليشيات إيران التي فشلت في تحقيق تقدم للنظام السوري، مبينًا أن طهران استعانت بميليشيات شيعية من «حزب الله»، سواء أكانت في باكستان أو أفغانستان أو العراق، وهزمت تلك الميليشيات أمام المعارضة السورية، ثم أعقب ذلك تدخل روسيا الذي فشل هو الآخر في تحقيق نصر لنظام بشار الأسد.
وبيّن، خلال مؤتمر صحافي جمعه مع الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس في الرياض بعد انعقاد المجلس الوزاري في دورته الـ138، أن المنطق يقول إنه لا بد من رحيل بشار الأسد، كونه مسؤولا عن قتل 400 ألف من الشعب السوري، وتشريد 12 مليون منهم، وتدمير بلاده، مشددًا على أنه لا مستقبل له في سوريا، كما أن الشعب السوري رافض لبقائه في سلطة الحكم، والخياران أمامه؛ إما أن يترك عبر حل سياسي وهو الحل الأسرع، وهو أمل للسعودية ودول مجموعة الاتصال في فيينا، وإما استمرار الشعب السوري في القتال، إلى أن يتم إبعاده عن سلطة الحكم.
اليمن
وفي الشأن اليمني أوضح الجبير، أن هناك أهمية لإدخال المعونات الطبية لمساعدة اليمنيين، وتدير السعودية مستشفى كبيرا في صعدة، وهناك أهمية لوقف إطلاق النار يفتح المجال أمام وصول الأدوية والمعدات الطبية إلى اليمن، كما تم تبادل بعض الأسرى بين السعودية ومن قبل بعض اليمنيين، مجددًا التزام الرياض بإيجاد حل سياسي في اليمن، وأن يكون مبنيا على المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وعلى قرار مجلس الأمن «2216» مع دعم السعودية جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ونؤمن أن الحل السياسي يكون «يمنيا - يمنيا»، للوصول إلى توافق في اليمن، مع الحرص على تحسين أوضاع اليمنيين.
إيران
وشدد وزير الخارجية السعودي، على أن إيران يجب أن تكون خارج اليمن، وردا على دعوات طهران بشأن إرسال إيران قوات إلى اليمن، قال الجبير، إيران لم تبن مدرسة واحدة في اليمن، ولا مستشفى واحدا، ولم تهتم باليمن ولم تعبّد طريقًا في اليمن، وأن طهران تستغل اليمن لزعزعة الاستقرار في البلاد، وفي شبة الجزيرة العربية بوضوح، والنظام الإيراني أخفق وسيستمر في الإخفاق بالمنطقة.
وأكد أن قطع العلاقات السعودية الدبلوماسية مع إيران أتى بعد تصرفات إيران وتدخلها في شؤون المملكة، ودول المنطقة، والعلاقات متدهورة بسبب التصرفات العدائية ودعم إيران للإرهاب وزرع خلايا إرهابية ودعمها للأسلحة وزعزعتها لأمن المنطقة، مشيرًا إلى أنه «إذا غيرت إيران من سياساتها في المنطقة يمكن أن يتم فتح صفحة جديدة معها وبناء أفضل العلاقات مبنية على حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وعدم إثارة الفتنة الطائفية في العالم الإسلامي».
وبيّن وزير الخارجية السعودي أن المملكة لم تقم بأي عمل عدواني تجاه إيران، ولم تغتل دبلوماسيين إيرانيين، ولم تفجر سفارات إيرانية، ولم تهرب أسلحة، ولم تزرع خلايا إرهابية، ولا تسعى لزعزعة الداخل الإيراني.
وأضاف، إذن المنطق يقول بأن إيران إذا أرادت أن تكون لها علاقات جيدة من دول المنطقة فعليها أن تتبنى مبدأ حسن الجوار، ولا نحتاج إلى واسطة من قبل أي دولة، وفي نهاية الأمر إيران دولة إسلامية مجاورة، والشعب الإيراني صديق، إلا أن السياسة التي يتبناها النظام الإيراني بعد ثورة الخميني هي سياسات عدوانية.
لبنان وحزب الله
وأشار الجبير، إلى أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون أقروا بالبدء في الدخول بإجراءات التي ستتخذ للتصدي لحزب الله، مضيفا أن هناك إجراءات خليجية سوف تتخذ لمنع حزب الله من الاستفادة في التعامل مع أي دولة خليجية بأي مجال.
وأضاف: «المزعج أن ميليشيات مصنفة باعتبارها منظمة إرهابية باتت تسيطر على القرار في لبنان، وجعله يصوت ضد انتهاك طهران للسفارة السعودية في إيران، في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما أن إطلاق ميشال سماحة من قبل المحكمة العسكرية لا يبعث بمؤشر إيجابي فيما يتعلق باستقلال الجيش من نفوذ حزب الله في لبنان»، مبينًا أن ما يطالب به الاتحاد الأوروبي من وحدة واستقلال لبنان تطالب به السعودية ودول المنطقة.
البيان الختامي
وصدر عن المجلس الوزاري الخليجي بيانا مشتركا، أمس، حمّل المجلس فيه الحكومة العراقية مسؤولية ضمان سلامة المخطوفين القطريين، مطالبًا بإطلاق سراحهم.
مكافحة الإرهاب
جدد المجلس التأكيدات على أن تدريبات «رعد الشمال» نموذج للتضامن والتعاون المشترك لدرء المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة، ويؤكد تضامنها وتكاتفها، مع تأكيد مواقف الدول الثابتة في مكافحة الإرهاب والتطرف، مع الترحيب بخطوة السعودية والإمارات، للمساهمة بريًا في الحرب ضد «داعش» في إطار التحالف الدولي الذي تقوده أميركا، مع تأكيد قرار مجلس التعاون باعتبار ميليشيات حزب الله بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها منظمة إرهابية.
العلاقة مع إيران
أكد المجلس أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «2231» بشأن الاتفاق النووي بما في ذلك الصواريخ البالستية والأسلحة الأخرى، معبرًا عن قلقة بشأن استمرار إطلاق إيران تلك الصواريخ القادرة على حمل سلاح نووي.
سوريا
شدد المجلس الوزاري التزام دول المجلس الراسخ باستمرار الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق الذي تأثرت حياته بشكل عميق جَرّاء الحرب المدمرة التي يشنها النظام السوري وأعوانه، وطالب بسرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن «2165» بشأن إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى عموم سوريا بشكل فوري ودون عراقيل.
وبين المجلس أن التكثيف المفاجئ للقصف الجوي الروسي والنشاط العسكري المدمر من قبل النظام السوري قوضا محادثات السلام في مؤتمر جنيف المنعقد في 3 يناير (كانون الثاني) 2016، وأن السعي إلى حل عسكري بدلاً من إتاحة المجال أمام التوصل إلى حل سياسي أدى إلى إعلان توقف المحادثات بشأن الأزمة السورية وتأجيلها.
اليمن
وشدد المجلس على أن فشل مشاورات سويسرا التي عقدت في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي وفشل الأمم المتحدة في عقد جولة مفاوضات كان من المقرر لها أواخر يناير بين الحكومة اليمنية وميليشيات الحوثيين وصالح، يرجع إلى عدم وجود رغبة صادقة من جانب الحوثيين وأتباع صالح في حل النزاع، وفقًا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل ومؤتمر الرياض وقرار مجلس الأمن رقم «2216». وطالب المجلس الوزاري المجتمع الدولي بممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين وصالح، والدفع نحو تطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم «2216».
وحدة العراق
جدد المجلس الوزاري حرصه على وحدة العراق وسيادته وسلامته الإقليمية والتمسك بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحسن الجوار والرغبة في تعزيز العلاقات مع جواره العربي، بعيدًا عن سياسات المحاور والتدخلات الإقليمية.
حزب الله
أعرب المجلس الوزاري عن تأييده قرار السعودية بإجراء مراجعة شاملة لعلاقاتها مع اللبنانية ووقف مساعداتها بتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، على خلفية المواقف الرسمية اللبنانية - التي تخرج عن الإجماع العربي - في المحافل العربية والإقليمية، وآخرها عدم إدانة الاعتداء الإيراني على سفارة وقنصلية السعودية في إيران.

اجتماع خليجي مع الأردن والمغرب
وعلى هامش الاجتماع تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن، رغبةً منهما في تطوير التعاون في المجال الثقافي والحضاري المشترك.
وأكد البيان الصادر عنهم وجود تطابق في وجهات النظر بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعبر الوزراء عن مواقفهم الثابتة والراسخة حيال قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وحول ما يتعلق بالإرهاب، أكد الوزراء مواقفهم الثابتة لنبذ الإرهاب والتطرف، بكل أشكاله وصوره، ومهما كانت دوافعه ومبرراته، وأيًا كان مصدره، وضرورة تجفيف مصادر تمويله. وأكدوا التزامهم بمحاربة الفكر المنحرف المتطرف الذي تقوم عليه الجماعات الإرهابية وتتغذى منه، بهدف تشويه الدين الإسلامي البريء منه. كما أكدوا أن التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب من أسس سياسة دول المجلس والأردن والمغرب، الداخلية والخارجية، مشددين على وقوفهم ضد التهديدات الإرهابية التي تواجه المنطقة والعالم، واستمرار المشاركة الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة ما يسمى تنظيم داعش الإرهابي.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)