عملية بن قردان: العثور على 3 مخازن أسلحة وعناصر غير تونسية بين الإرهابيين

الصيد أكد أن منفذي العملية أكثر من 50.. انطلقوا من مسجد محاذ لثكنة عسكرية

وزير الدفاع التونسي فرحات حرشاني أثناء وصوله لحضور اجتماع حكومي لبحث ومناقشة الهجوم الإرهابي على بن قردان (أ.ف.ب)
وزير الدفاع التونسي فرحات حرشاني أثناء وصوله لحضور اجتماع حكومي لبحث ومناقشة الهجوم الإرهابي على بن قردان (أ.ف.ب)
TT

عملية بن قردان: العثور على 3 مخازن أسلحة وعناصر غير تونسية بين الإرهابيين

وزير الدفاع التونسي فرحات حرشاني أثناء وصوله لحضور اجتماع حكومي لبحث ومناقشة الهجوم الإرهابي على بن قردان (أ.ف.ب)
وزير الدفاع التونسي فرحات حرشاني أثناء وصوله لحضور اجتماع حكومي لبحث ومناقشة الهجوم الإرهابي على بن قردان (أ.ف.ب)

تتواصل حالة الاستنفار القصوى في كل المدن التونسية بعد 24 ساعة من «أخطر هجوم مسلح» يستهدف تونس من جهة حدودها مع ليبيا، التي تعيش تحت وقع حروب مدمرة ومعقدة منذ 5 أعوام.
وكشف رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد في مؤتمر صحافي أمس، عن حصيلة جديدة للمواجهات التي وقعت بين قوات الجيش والأمن التونسيين في مدينة بن قردان الحدودية، أول من أمس، قائلا إن 36 إرهابيا تم قتلهم من أصل أكثر من 50 نفذوا الهجوم، معظمهم من التونسيين، مرجحا وجود عناصر أخرى من جنسيات أخرى. وقال إن الإرهابيين كانوا يخططون لإنشاء «إمارة داعشية» في المدينة، كنواة أولى.
وقال رئيس الحكومة التونسية إن «التحقيقات الأولية مع الإرهابيين السبعة الموقوفين»، مكنت السلطات التونسية «من الحصول على معلومات مهمّة»، ومن بينها تأكيدات أن مسلحي «داعش» كانوا يعتزمون تأسيس إمارة لهم في المدينة الحدودية تكون منطلقا لهجماتهم على مواقع أخرى. لكن هذه الخطة فشلت لأن قوات الجيش والأمن «لم تهرب ولم تترك ثكنات الجيش والأمن ومخازن الذخيرة للإرهابيين» على غرار ما حصل من قبل في بعض المدن العراقية والسورية والليبية بدءا من معركة الموصل أوساط 2014.
وأضاف: العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة بن قردان انطلقت من المسجد المحاذي للثكنة العسكرية بالمنطقة. وأكد الصيد إثر اجتماع وزاري خصص للهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان، أن عملية استنطاق العناصر الإرهابية كشفت عن 3 مخازن للأسلحة في المدينة إضافة إلى حجز شاحنة محملة بالأسلحة المتطورة والهامة. وحسب التحقيقات الأمنية الأولية، رجح الصيد أن عدد منفذي الهجمات الإرهابية على مدينة بن قردان، في حدود 50 إرهابيا على الأقل، وقال، أمام حشد كبير من وسئل الإعلام المحلية والدولية، إن أغلبهم يحملون الجنسية التونسية. وأكد القضاء على 36 منهم خلال العملية، إضافة إلى القضاء على 31 من أخطر العناصر الإرهابية خلال فبراير (شباط) الماضي.
وفيما يتعلق بهوية العناصر الإرهابية، قال الصيد إن الأجهزة المختصة تمكنت من التعرّف على جثث 4 إرهابيين من بين الـ36 الذين تم القضاء عليهم. وأضاف الصيد أن العمل جار للتعرف على بقية الجثث، ورجّح إمكانية وجود جنسيات أخرى من غير التونسيين من بين القتلى. وأكد مقتل 12 عنصرا من قوات الأمن والجيش إلى جانب 7 من المدنيين و17 جريحا 14 منهم من الجيش والأمن و3 مدنيين.
وعلى مستوى ساحة المواجهات التي تواصلت يوم أمس، نفى المقدم بلحسن الوسلاتي المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية ما تم تداوله بخصوص حصول عملية انتحارية بواسطة حزام ناسف، وحصول انفجار قوي وسط بن قردان، وأكد في تصريح إعلامي أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة من مخلفات الهجوم الإرهابي على بن قردان. وفي السياق ذاته، خصص البرلمان التونسي يوم أمس جلسته الصباحية لعملية بن قردان، ودعا محمد الناصر رئيس البرلمان التونسيين وسكان الجنوب التونسي إلى مزيد من الالتفاف حول الدولة ومؤسساتها لصد الهجمات الإرهابية التي تستهدف أمن تونس واستقرارها. واعتبر ما حدث في بن قردان «حلقة» في معركة مصيرية ضد تيار عابر للقارات هدفه ضرب التجربة الديمقراطية في تونس.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.