أجهزة الاستخبارات التابعة للشرعية تكشف عن شبكة إرهابية وراء الاغتيالات

محافظ الضالع السابق ينفي لـ«الشرق الأوسط» عمله محافظًا مواليًا للانقلابيين

أجهزة الاستخبارات التابعة للشرعية تكشف عن شبكة إرهابية وراء الاغتيالات
TT

أجهزة الاستخبارات التابعة للشرعية تكشف عن شبكة إرهابية وراء الاغتيالات

أجهزة الاستخبارات التابعة للشرعية تكشف عن شبكة إرهابية وراء الاغتيالات

نفى محافظ الضالع الأسبق، اللواء علي قاسم طالب، أنه ترك السلطة مطلع أبريل (نيسان) الماضي، للعمل محافظا مواليا للرئيس الأسبق صالح وجماعة الحوثي. وقال إنه ترك الوظيفة بعد نحو أسبوع من اندلاع المواجهات المسلحة بين الميليشيات التابعة للحوثي وصالح ورجال المقاومة المسنودين بطيران دول التحالف. ونفى المحافظ، لـ«الشرق الأوسط»، تلك المزاعم القائلة بمغادرته مقر إقامته في قريته غول صميد، شمال غربي مدينة الضالع، إلى محافظة ذمار أو مدينة دمت التي تقع 60 كيلومترا شمال شرقي مركز المحافظة جنوبي البلاد. وأضاف: «تركت قيادة السلطة المحلية وبكامل قناعتي ورضاي، تاركا المسألة للتاريخ ومؤرخيه، لكتابة ما هو إيجابي أو سلبي، كما ولم يجبرني أحد بمغادرة السلطة، بقدر ما ارتأيت أن قيادة محافظة وفي ظرف مثل تلك الحالة التي تخلت القوة المسؤولة عن حفظ مجمع المحافظة والممتلكات العامة، وتركها لمصيرها الفوضوي والعنيف، ليس فيه ما يغري ويستدعي بكرسي محافظ».
وكانت ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» في العاصمة اليمنية صنعاء وجهت بسرعة فتح مكتب لمحافظ الضالع السابق اللواء علي قاسم طالب وتوفير السكن في مدينة ذمار، في محاولة منها لاستمرار الوضع السابق، وسريان حالة الانقلاب وعدم الاعتراف بالمحافظ الجديد، فضل الجعدي، المعين من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحيلولة دون توقيع الأمين العام للمجلس المحلي على شيكات رواتب الموظفين وغيرها من الإجراءات المالية للمحافظة.
وأشار اللواء علي قاسم طالب إلى أنه ومنذ مغادرته مبنى المحافظة إلى قريته ومنزله مطلع أبريل، وعلى إثر مقتل نجله الأكبر محمد الذي قتل برصاص الميليشيات يوم 1 أبريل المنصرم، لم يغادر مسكنه إلى أي جهة، كما وليس مستعدا للذهاب إلى ذمار أو دمت، منوها بوجود قيادات شابة وأخرى مجربة، ومن هو أفضل منه لقيادة المرحلة، متسائلا: «كيف أقبل بقيادة محافظة من محافظة ذمار أو من مدينة دمت وبعيد أن تركت قيادة المحافظة طوعا وبمحض إرادتي؟».
وفي مذكرة رسمية حررتها الميليشيات الانقلابية، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، وجه القائم بأعمال مدير مكتب رئيس الوزراء القائم بأعمال وزير الإدارة المحلية بناء على ما وصفه بتوجيهات عضو اللجنة الثورية العليا القائم بأعمال رئيس الوزراء: «يتم توفير الاعتمادات التشغيلية الضرورية لفتح مكتب لمحافظ الضالع، وتجهيز السكن للمحافظ اللواء الركن علي قاسم طالب في مدينة ذمار، وذلك كي يتمكن من القيام بمهمته تجاه المحافظة، نظرا للأوضاع التي تمر بها المحافظة».
يذكر أن محافظة الضالع تعد أول محافظة تحررت من الميليشيات يوم 25 مايو (أيار) الماضي، ووجود الميليشيات مقتصر في مدينة دمت، ستين كيلومترا شمال شرقي مركز المحافظة.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر أمنية في محافظة عدن جنوب البلاد، إن التحقيقات الأولية مع منفذي عملية اغتيال الشيخ عبد الرحمن بن مرعي العدني، الأحد قبل الماضي، اعترفوا باغتيال عدد من القيادات الجنوبية في مدينة عدن خلال الأشهر المنصرمة.
وأوضحت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن الأشخاص الذين تم القبض عليهم وتسليمهم إلى معسكر قوات التحالف، وبعد استجوابهم اعترفوا بانتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أيضا اعترافهم بعمليات اغتيال طالت كلا من الشهيد أحمد الإدريسي أحد أبرز قيادات المقاومة الجنوبية في عدن، واثنين من مرافقيه يوم 30 ديسمبر (كانون الأول) 2015م، وكذا العقيد علي صالح الناخبي، المدير السابق للأمن السياسي بمدينة خور مكسر يوم 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، وعلي محمود السعدي، عضو المجلس المحلي بمدينة الشيخ عثمان يوم 5 يناير أحد الناشطين المعروفين في محافظة عدن. إلى جانب اغتيالهم عضو الهلال الأحمر الإماراتي أمام سوق بندة في مدينة المنصورة يوم 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2015م.
إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، عن تمكن أجهزة الاستخبارات التابعة لقوات الشرعية من تفكيك أكبر شبكة إرهابية وتخريبية تابعة للميليشيات الانقلابية. وأضافت، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشبكة التي تم ضبطها كانت مكلفة للقيام بعمليات إرهابية وتخريبية واغتيالات، ونشر الفوضى في مأرب على غرار ما يحصل في المحافظات المحررة مثل عدن ولحج وأبين».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.