مكان وزمان اجتماع تجميد إنتاج النفط ما زال غامضاً.. وموسكو تتوقع عقده نهاية الشهر

3 دول تعرض الاستضافة والأسعار تقترب من مستوى 40 دولارًا

منشآت نفطية في منطقة الزبير بجنوب العراق (إ.ب.أ)
منشآت نفطية في منطقة الزبير بجنوب العراق (إ.ب.أ)
TT

مكان وزمان اجتماع تجميد إنتاج النفط ما زال غامضاً.. وموسكو تتوقع عقده نهاية الشهر

منشآت نفطية في منطقة الزبير بجنوب العراق (إ.ب.أ)
منشآت نفطية في منطقة الزبير بجنوب العراق (إ.ب.أ)

ما زال مكان وزمان الاجتماع القادم لكبار منتجي النفط في العالم بخصوص تجميد مستويات الإنتاج غير محدد ولكن القائمة تقلصت إلى 3 مدن وفترة زمنية محددة، مع مواصلة أسعار النفط الاقتراب من مستوى 40 دولارًا للبرميل.
فبالأمس نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قوله، إن الاجتماع الذي سيضم دولاً من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكبار منتجي النفط من خارجها قد يُعقد في الفترة بين 20 مارس (آذار) والأول من أبريل (نيسان).
وقال نوفاك إن الاجتماع قد يعقد في روسيا أو فيينا أو الدوحة، مؤكدًا استعداد بلاده لاستضافة الاجتماع، وكانت وكالة بلومبيرغ قد ذكرت أن مصرف «أر بي سي» الكندي نقل عن مصادر لم يذكرها أن الاجتماع قد يكون في مدينة سان بطرسبرغ الروسية.
وتأتي تصريحات نوفاك بخصوص الدوحة متوافقة مع ما ذكره مصدر من إحدى الدول في أوبك لـ«الشرق الأوسط» أول من أمس، بأن الدوحة قد تكون هي المدينة التي تستضيف الاجتماع في السابع عشر من الشهر الجاري، بحكم أن قطر هي التي تترأس المجلس الوزاري لأوبك هذه السنة.
وتقترب أسعار النفط من مستوى 40 دولارًا للبرميل، الذي صار هدفًا سهلاً للمتعاملين، ويمكن الوصول إليه خلال تعاملات الأسبوع المقبل – بعد بيانات صينية منتظرة اليوم السبت - بدعم من بلوغ الخام إلى مستوى القاع فضلاً عن التحركات القوية لمنتجي النفط من داخل وخارج منظمة (أوبك).
ورغم ارتفاع مخزونات الخام الأميركية، إلى مستوى قياسي جديد الأسبوع الماضي، والتي تضغط على الأسعار وتمنعها من مواصلة مسيرتها الصعودية، التي بدأت الفترة الأخيرة منطلقة من نحو 26 دولارًا للبرميل، صعدت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة أمس الجمعة، معززة مكاسبها الأسبوعية، ومدعومة من بيانات رسمية أميركية عن معدل الوظائف، وتعدى خام برنت 37 دولارًا للبرميل، ويتجه بذلك لإنهاء الأسبوع على مكاسب تتخطى 5 في المائة. كما صعد الخام الأميركي في العقود الآجلة وتخطى 34 دولارًا للبرميل.
وكانت روسيا والسعودية وقطر وفنزويلا اتفقت الشهر الماضي على تجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير (كانون الثاني) وهي مستويات مرتفعة شبه قياسية لروسيا والسعودية، واشترطت الدول الأربع انضمام باقي المنتجين الكبار إليها حتى يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.
وبالأمس قال رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو في تصريحات على التلفزيون الرسمي إنه يتوقع حدوث الاجتماع «قريبًا» موضحًا أن الساعات القادمة ستحمل تفاصيل حول مكان وزمان الاجتماع، ولكن لم يتم الإعلان عن أي تفاصيل حتى ساعة كتابة الخبر.
وكان وزير النفط النيجيري إيمانويل إيبي كاتشيكو أول من أعلن أن بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تعتزم الاجتماع مع منتجين آخرين للنفط في روسيا يوم 20 مارس، لإجراء محادثات جديدة بشأن تجميد مستويات إنتاج النفط، في الوقت الذي لم تؤكد فيه موسكو هذا الأمر وتركته مفتوحًا.
ونقلت وكالة بلومبيرغ تصريحات عن الوزير في مؤتمر في أبوجا قال فيها: «بدأنا نشهد ارتفاعًا بطيئًا جدًا في سعر الخام. لكن إذا تم الاجتماع الذي نخطط له والمقرر أن ينعقد في روسيا بين منتجين من أوبك وخارجها في 20 مارس تقريبًا، سنرى بعض التحركات الحادة في الأسعار».
وما لبثت وزارة الطاقة الروسية حتى أعلنت على موقعها أول من أمس أن روسيا مستعدة للاشتراك في الاجتماع المزمع، ولكن مكان وتاريخ الاجتماع لا يزال غير محدد حتى الآن.
وأضاف كاتشيكو: «السعوديون والروس.. الجميع سيعودون إلى مائدة التفاوض... أعتقد أننا وصلنا حاليا لمرحلة نقبل فيها بسعر 50 دولارا للبرميل.. إذا حدث سنحتفل. هذا هو هدفنا».
وفي الأسبوع الماضي قال وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو إن بلاده تحدثت مع روسيا والسعودية وقطر للترتيب لاجتماع في منتصف الشهر الجاري بين منتجين من أوبك وخارجها. وقال الوزير لـ«رويترز»: «نتوقع انضمام أكثر من عشر دول من كبار المنتجين من أوبك وخارجها لهذا المقترح».
وأضاف أن موعد ومكان الاجتماع لا يزال قيد البحث، وفي مقابلة تلفزيونية قال ديل بينو «توصلنا بالفعل إلى اتفاق بين روسيا والسعودية وقطر لعقد اجتماع موسع في منتصف مارس في مدينة سيجري تحديدها».
وسبق أن أوضح مصدر في أوبك لـ«الشرق الأوسط» أول من أمس، أن فنزويلا ترغب في استضافة الاجتماع ولكنه لم يؤكد إذا ما كان الجميع سيوافق على السفر إلى فنزويلا نظرًا لبعدها، وعليه قد يتم اختيار مكان آخر.
وأوضح وزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك يوم الثلاثاء عقب اجتماع الشركات النفطية الروسية بالرئيس فلاديمير بوتين أن نحو 15 دولة أبدت تأييدها بشكل علني للاتفاق المبرم في الدوحة.
وقال نوفاك في تصريحاته، إن المحادثات بين المنتجين في أوبك والمنتجين خارجها ستستمر، إذ من المحتمل أن يلتقي الجميع في وقت ما هذا الشهر ولكنه لم يحدد التوقيت.
وسبق أن أوضح وزير الطاقة الروسي يوم الخميس الماضي إن اتفاق التجميد ينبغي أن يستمر عاما على الأقل، مضيفًا أنه من غير الواضح حاليًا هل سيكون تجميد الإنتاج المقترح اتفاقًا شفهيًا فقط أم وثيقة موقعة.
وقال: «لا نعرف بعد الصيغة التي ستأخذها الموافقات - هل ستكون اتفاقًا أم ستقتصر على بيانات ومراقبة للوضع على مدى بضعة أشهر». وأضاف قائلا: «نعتقد أنه ضروري لعام على الأقل».
ولكن دولاً أخرى في أوبك مثل إيران ترى أن هذا الاتفاق لا يصب في صالحها إذ أنها تريد زيادة إنتاجها وكذلك الحال بالنسبة إلى ليبيا التي تعاني من عدم قدرتها على رفع إنتاجها منذ ثلاث سنوات بسبب الصراعات الأهلية.
وتعتبر إيران أكبر عقبة أمام اتفاق لتجميد إنتاج الخام، فهي تخطط لزيادة إنتاجها النفطي بعد أن رُفعت العقوبات الغربية عنها وقالت: إن مقترح تجميد الإنتاج «مثير للضحك».



«المركزي الأوروبي» يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً اليوم

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يتجه لخفض أسعار الفائدة مجدداً اليوم

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

من المؤكد تقريباً أن البنك المركزي الأوروبي سيخفض أسعار الفائدة مجدداً يوم الخميس، مع الإشارة إلى مزيد من التيسير في عام 2025؛ حيث يقترب التضخم في منطقة اليورو من الهدف المعلن بينما يواجه الاقتصاد تعثراً ملحوظاً.

وكان البنك قد خفض الفائدة في ثلاثة من اجتماعاته الأربعة الأخيرة، لكن النقاش أصبح يدور حول مدى سرعة تطبيق التيسير لدعم اقتصاد يعاني من خطر الركود، ويواجه أيضاً تحديات من عدم الاستقرار السياسي الداخلي واحتمالية نشوب حرب تجارية جديدة مع الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

ومن المتوقع أن يهيمن هذا السؤال على اجتماع الخميس، لكن صقور السياسة النقدية، الذين لا يزالون يشكلون الأغلبية في مجلس الإدارة المكون من 26 عضواً، سيدعمون على الأرجح خفضاً طفيفاً بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل سعر الفائدة القياسي إلى 3 في المائة، حسبما أفاد معظم الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وفي إطار حل وسط مع صناع السياسات الأكثر حمائية، قد يترافق الخفض مع تعديلات على إرشادات البنك المركزي الأوروبي، توضح أنه سيكون هناك المزيد من التيسير بشرط عدم حدوث صدمات جديدة للتضخم، الذي من المتوقع أن يعود إلى هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة في النصف الأول من عام 2025.

وقال بيت هاينز كريستيانسن، الخبير الاقتصادي في بنك «دانسكه»، إن «الموقف التقييدي الحالي، وتدهور توقعات النمو، والتضخم الذي بلغ الهدف، يجب أن تدفع جميعها إلى خفض بمقدار 50 نقطة أساس». لكنه أضاف: «من منظور الاتصال، أعتقد أنه سيكون من الأسهل تقديم خفض بمقدار 25 نقطة أساس مع الاحتفاظ بالخيارات مفتوحة لتقديم خفض أكبر إذا لزم الأمر».

ومن المتوقع أن تظهر التوقعات الجديدة أن التضخم، الذي تجاوز الهدف لمدة ثلاث سنوات، سيعود إلى 2 في المائة في غضون أشهر قليلة، جزئياً بسبب النمو المحدود للاقتصادات في الدول العشرين التي تشترك في اليورو. ومع ذلك، فإن هذه التوقعات محفوفة بالمخاطر؛ حيث يعتقد بعض صناع السياسات أن البنك المركزي الأوروبي قد يواجه خطر الفشل في تحقيق هدفه للتضخم، كما حدث تقريباً طوال عقد من الزمان قبل الوباء، مما يتطلب تحركاً أسرع.

من جهة أخرى، يرى صقور السياسة أن التضخم لا يزال يشكل تهديداً بسبب النمو السريع للأجور وارتفاع تكاليف الخدمات، ما يجعل السياسة التدريجية أكثر مناسبة في الوقت الحالي. كما أن الحمائية الأميركية وعدم الاستقرار السياسي في فرنسا وألمانيا يسهمان في هذا الحذر.

وهناك أيضاً قلق بشأن السياسة الأميركية التي قد ينتهجها الرئيس المنتخب دونالد ترمب؛ حيث يجهل أعضاء مجلس الإدارة كيفية استجابة أوروبا لها أو تأثيراتها الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاضطرابات السياسية في فرنسا والانتخابات المقبلة في ألمانيا تزيد من حالة عدم اليقين، مما قد يتطلب تدخلاً من البنك المركزي الأوروبي.

وفيما يتعلق بالأسواق المالية، فإن الأسواق قد قامت بتسعير كامل لخفض بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، مع اقتراب احتمالات اتخاذ خطوة أكبر من الصفر، وهو تغيير كبير عن الأسابيع الماضية عندما كان يُنظر إلى خفض نصف نقطة مئوية بوصفه احتمالاً حقيقياً. ويتوقع المستثمرون خفضاً آخر في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران)، تليها خطوة أخرى على الأقل في النصف الثاني من عام 2025، مما سيرفع سعر الفائدة على الودائع إلى 1.75 في المائة على الأقل بحلول نهاية العام.

ومن المتوقع أن تكون أي تغييرات مستقبلية في توجيهات البنك المركزي الأوروبي هامشية، مع إمكانية إزالة إشارته إلى الحاجة إلى سياسة «تقييدية» لترويض التضخم، وهو ما يعني ضمناً ضرورة خفض الأسعار إلى مستوى محايد لا يحفز الاقتصاد ولا يبطئه.