230 فنانًا من 9 محافظات يشاركون في مهرجان الفن العراقي المعاصر

أكبر تظاهرة فنية تشهدها بغداد بعد انقطاع 4 سنوات

وزير الثقافة العراقي فرياد رواندوزي أثناء تجوله في المعرض و عمل تراكيبي للفنان زياد جسام
وزير الثقافة العراقي فرياد رواندوزي أثناء تجوله في المعرض و عمل تراكيبي للفنان زياد جسام
TT

230 فنانًا من 9 محافظات يشاركون في مهرجان الفن العراقي المعاصر

وزير الثقافة العراقي فرياد رواندوزي أثناء تجوله في المعرض و عمل تراكيبي للفنان زياد جسام
وزير الثقافة العراقي فرياد رواندوزي أثناء تجوله في المعرض و عمل تراكيبي للفنان زياد جسام

ربما هي المرة الأولى بعد انقطاع دام سنوات، تشهد قاعات العرض الفنية في وزارة الثقافة العراقية عرضًا ضخمًا لأعمال تنتمي إلى الفن المعاصر، شارك به نحو مائتين وثلاثين فنانًا وفنانة من بغداد وتسع محافظات أخرى، توزعت أعمالهم بين النحت والخزف واللوحات الفنية والأعمال التراكيبية المعاصرة، وكسرت القاعدة التي سارت عليها المعارض السابقة بقلة عدد مرتاديها، وخفضت الأضواء، وتحول العرض إلى عرس فني مزدان بالأضواء والجمال والتحف الفنية الجديدة والمفاجآت، كما وصفها الجمهور.
يقول حسين موحي، مدير المعارض في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض كان ينظم سنويًا منذ ثمانينات القرن الماضي، ويضم مشاركات لفنانين من مختلف البلاد، ويهدف إلى تبادل الخبرات وعرض إبداعات الفنانين، لكنه انقطع عن التواصل منذ عام 2012 لأسباب كثيرة، من بينها عدم توافر الإمكانيات المادية لذلك، لكن اليوم استطعنا توجيه جهودنا لأجل إعادة ديمومته وإطلاقه من جديد، وكان عدد الأعمال أكثر من مائتين وستين عملاً فنيًا بعضها ينتمي إلى أسلوب الغرائبية في العرض.
وأضاف موحي: «هناك مشاركات لعدد كبير من الفنانين من المحافظات من ضمنها مشاركة من محافظة الأنبار التي عانت من تحديات إرهابية كبيرة، وهذا يدل على أن أضواء الفن في العراق لا يمكن أن تنطفئ رغم كل الظروف».
وشهد المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة والسياحة والآثار، فرياد رواندزي، ويتواصل على مدى أسبوع، عددًا كبيرًا من المعروضات، تنوعت بين الرسم والنحت والخزف والخط العربي والتراثيات والأزياء أيضا، ومعظم تلك الأعمال تعرض لأول مرة، إضافة إلى مشاركة نسوية متميزة، أضفت بهجتها على المكان.
تقول الفنانة الرائدة، ندى عسكر، والقادمة من محافظة كركوك: «لأننا في حروب مستمرة ووطننا يترصده الأعداء والطامعون على مر الأزمنة، فقد حملت لوحتي عنوان (كان لي وطن)، وقد وصفت فيها الإله الأكادي (كوديا) وملكه الذي ازدهرت في عصره مملكته، عنصرا أساسيا في اللوحة، فيما الجرة التي يحملها تعبر أو ترمز إلى الرافدين الخالدين دجلة والفرات».
بينما أكد الفنان التشكيلي، إياد فيصل، أنه شارك بلوحة حملت عنوان «فنان تشكيلي»، عبر فيها عن غرائبية الفنان التشكيلي عامة باختياره لملابسه الخاصة التي اتسمت بتعدد ألوانها، في إشارة منه إلى اللونية المختلفة في الفن التشكيلي بخلفية كانت عبارة عن مكتبة مرصوفة فيها عدد من الكتب ترمز إلى الثقافة ووعي الفنان التشكيلي فضلاً عن خلطه للألوان.. اللوحة تنتمي إلى التعبيرية فضلا عن انطباعيتها في رسم شخصية الفنان التشكيلي.
أما الفنانة التشكيلية نادية فليح فقد شاركت في عمل حمل اسم «جذوع خاوية»، وهو عمل تراكيبي استخدمت فيه عناصر البيئة من كرب النخيل وثمارها وأليافها في إنشاء نحتي ترافقه لوحتان جداريتان من المواد المستخرجة نفسها من النخيل، مع مزاوجة العمل بقصيدة للشاعر علي الهاشمي في عملية «كولاج» لبعض مسودات القصيدة ومقاطعها على أجزاء العمل، للإيحاء بفكرة تجدها ضرورية، وقد استوقف عملها كثيرا من النقاد وجمهور المعرض.
تقول نادية: «المهرجان اليوم تظاهرة فنية نفتقدها منذ زمن، ونتمنى تواصلها، خصوصا في أروقة وزارة الثقافة التي عرفت باحتضانها لكل الفنانين والمعارض والنشاطات الفنية».
الدكتور شفيق المهدي، مدير عام دائرة الفنون التشكيلية، أبدى إعجابه وفرحه الكبيرين بهذه التظاهرة الفنية، مشيدًا بالفنانين المشاركين وأعمالهم، خصوصا فناني المحافظات الذين كسر بعضهم قطيعة طويلة مع وزارة الثقافة، وكانت أعمالهم علامة مميزة على ديمومة وأصالة الفن في العراق، مرحبا بكل المشاركات خصوصا المشاركة النسوية المميزة في المعرض، وقال: «اليوم عاد الفن العراقي يحكي أجمل قصصه والكل ينصت له».
معرض الفن العراقي المعاصر، المقام على أروقة دائرة الفنون التشكيلية، ضم معروضات كثيرة ومتنوعة، لكن منها ما كان بحق مثيرا للاهتمام والانتباه في حداثة أسلوبه وخاماته وفكرته واعتماده على عناصر من البيئة مثل عمل الفنان زياد جسام الذي ينتمي إلى أسلوب الفن المفاهيمي، حيث جسد المعرفة المتمثلة في مجموعة كتب، ليحولها إلى أريكة برمزية فنية وثقافية، أي أنه يعيد تشكيل المعرفة فنيا، فتبدو الفكرة غير منعزلة عن حركة الفن الحديث.
وكذلك مشاركة الفنانة عفراء خالد التي جعلت فراشاتها الجميلة تحط على الأسلاك الشائكة التي طالما سببت لنا المشكلات النفسية والإزعاجات لأهالي بغداد، محولة هذه الأسلاك الجامدة والقبيحة إلى ملعب للفراشات الملونة. وعن عملها تقول: «حاولت توظيف فكرة الجمال حتى في أكثر الأشياء استفزازا للناس، والأسلاك الشائكة التي ملأت شوارعنا سنتغلب عليها بالفن ومواصلة الحياة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.