تورط والد ترامب في أعمال شغب عنصرية عام 1927 يضعه في موقف حرج

المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة نفى صحة الواقعة بشدة

صورة لأحداث الشغب التي شارك فيها والد ترامب عام 1927 («واشنطن بوست»)
صورة لأحداث الشغب التي شارك فيها والد ترامب عام 1927 («واشنطن بوست»)
TT

تورط والد ترامب في أعمال شغب عنصرية عام 1927 يضعه في موقف حرج

صورة لأحداث الشغب التي شارك فيها والد ترامب عام 1927 («واشنطن بوست»)
صورة لأحداث الشغب التي شارك فيها والد ترامب عام 1927 («واشنطن بوست»)

عندما وجّه إليه سؤال في برنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي إن إن» الإخبارية يوم الأحد الماضي عن إشادة ديفيد ديوك الزعيم الكبير لحركة «كو كلوكس كلان» العنصرية به، رفض دونالد ترامب إدانة التعليقات. وقال ترامب: «لا أعرف أي شيء عن ديفيد ديوك. ولا أعرف أي شيء عما تتحدث عنه بالأساس حول تفوق البيض أو أنصار العنصرية البيضاء. لا أعرف.. هل أيّدني؟ ماذا يجري؟ أنا لا أعرف شيئا عن الرجل. ولا أعرف شيئا عن العنصريين البيض».
ولقد رفض ترامب في عام 2000، أن يخوض سباق الانتخابات الرئاسية عضوا عن حزب الإصلاح، وذلك لأن الحزب كان يضمّ آنذاك «رجل الحركة العنصرية ديوك، والنازي الجديد بوكانان، وفولاني الشيوعية». وأضاف ترامب وقتها: «لا أود الحفاظ على صداقتي بهؤلاء». كما تنصل من ديوك في مؤتمر صحافي عقد في وقت سابق من هذا الأسبوع، من خلال تغريدة على حسابه في «تويتر».
وأعادت هذه الأحداث إلى الأذهان تقريرا إخباريا آخر كشفت عنه في سبتمبر (أيلول) الماضي مدونة التكنولوجيا المعروفة باسم «بوينغ بوينغ»؛ ففي يوم الذكرى السنوية لعام 1927، اندلعت اشتباكات عنيفة في نيويورك من قبل المتعاطفين مع الحركة الفاشية الإيطالية وحركة «كو كلوكي كلان» العنصرية. وتعرض مواطنان إيطاليان للقتل في تلك المشاجرات، التي وقعت في حي برونكس، على أيدي معارضي الفاشية. وفي حي كوينز، خرجت مسيرة تضم ألفا من رجال حركة «العنصرية البيضاء» مرت من حي جامايكا، وأدت في نهاية المطاف إلى اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق ألقي القبض فيها على 7 رجال. وكان من بين أولئك الذين ألقي القبض عليهم، فريد ترامب الذي كان يقطن في شارع «175 - 24 - يفونشاير» في حي جامايكا. وكان ذلك الرجل هو والد دونالد ترامب. وكان لترامب شقيق يدعى فريد، ولكنه لم يولد إلا بعد مرور عقد كامل بعد ذلك. وكان فريد ترامب يعيش في حي جامايكا برفقة والدته، وفقا لتعداد عام 1930 السكاني.
وفي تصريح للحركة العنصرية أثناء المسيرة، وفقا لإحدى المنشورات الموزعة في مختلف شوارع حي جامايكا، كانت الحركة تقول إن «المواطنين الأميركيين البروتستانت المولودين في الولايات المتحدة قد تعرضوا للاعتداء على أيدي الشرطة الكاثوليكية في مدينة نيويورك». واستمر المنشور يقول: «لقد أهينت الحرية والديمقراطية في ذلك اليوم عندما تجرّأ المواطنون الأميركيون البروتستانت المولودون في البلاد على التجمع لحماية العلم، العلم الأميركي، والمدرسة العامة، واللغة الموحدة التي تربطنا، اللغة الإنجليزية». والدور الذي لعبه والد ترامب لم يكن واضحا في سياق المنشور، حيث اكتفت مادة إخبارية من صحيفة «ديلي نيوز» بالإشارة إلى أن فريد ترامب اعتقل بتهمة «رفض تفريق المسيرة عندما وجهت له الشرطة الأمر بذلك».
وتعليقا على هذه الأنباء، نفى دونالد ترامب صحة خبر إلقاء القبض على والده، وقال لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية: «لم يلقَ القبض عليه مطلقا. لم يكن يعنيه الأمر ألبتة. لم يحدث ذلك قط. هذا هراء وهذيان ولم يحدث قط. لم يحدث ذلك أو يقع قط. لم يقبض عليه، ولم توجه له الاتهامات، ولم يُدن. هذه أخبار خاطئة، يا لها من قصة سخيفة!! لم يكن هناك مطلقا. لم يحدث هذا الأمر مطلقا».
وباعتبار القيود السياسية والثقافية المعتمدة عام 1927، لم تكن إدانة الحركة العنصرية ضرورية، ولم يضطر السياسيون إلى إدانتها علانية. وتشير مقالة صحافية عن صحيفة «بروكلين ديلي إيغل» من شهر ديسمبر (كانون الأول) في السنة نفسها، إلى تمكن الحركة العنصرية في ذلك الوقت من الوقوف وبقوة في وجه المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية حاكم نيويورك آنذاك، آل سميث، باعتبار أنه كان كاثوليكيا ومن أبطال ودعاة (التغريب)».
يذكر كذلك أن تعليقات ترامب جاءت بعد يوم واحد آخر من اشتباكات الحركة العنصرية الأميركية، وهذه المرة في اناهايم بولاية كاليفورنيا. وقد ألقي القبض على 13 شخصا، وأصيب 3 آخرون بطعنات بعد اندلاع أعمال العنف في مسيرة الحركة. كما يجدر الانتباه كذلك إلى أن مزاعم ترامب بعدم معرفة أي شيء عن العنصريين البيض تعكس أصداء خطاب القرن الـ19 لجماعة «لا نعرف شيئا»، وهي مجموعة معادية للهجرة كانت تدعم التيار البروتستانتي وحده في الانتخابات العامة.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
TT

أورتيغا وزوجته يشددان قبضتهما على نيكاراغوا

دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)
دانيال أورتيغا يحيي أنصاره في الذكرى الـ43 للثورة الساندينستا في 19 يوليو الماضي (رويترز)

في إطار سعيهما لتعزيز قبضتهما على السلطة، يهاجم رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا ونائبته وزوجته روزاريو موريو الكنيسة الكاثوليكية، بعدما عملا على سجن أو نفي شخصيات معارضة.
بدأ المقاتل السابق في جبهة التحرير الوطني الساندينية، بدعم قوي من زوجته، بالتأسيس لاستمرارية في السلطة منذ عودته إليها في عام 2007. وسمحت تعديلات دستورية في العامين 2011 و2014 برفع الحظر المفروض على إعادة انتخاب الرئيس، الذي كان منصوصاً عليه سابقاً في الدستور، حسبما تقول عالمة الاجتماع إلفيرا كوادرا التي تعيش في المنفى في كوستاريكا.
وتشير كودارا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إلى أن أورتيغا (76 عاماً) «حوّل بذلك شكل الحكومة التي نصّ عليها الدستور» من أجل الانتقال إلى نظام «استبدادي» يضع «صنع القرار المطلق في أيدي الثنائي الرئاسي».
ومنذ القمع الدامي لاحتجاجات عام 2018 التي كانت تُطالب باستقالة الزوجيْن، تمرّ نيكاراغاوا بـ«أزمة مطوّلة لا يمكن تخطّيها» لأن أورتيغا وزوجته «أكّدا استمراريتهما في السلطة خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2021. ومن خلال مأسسة الدولة البوليسية».
وأُعيد انتخاب أورتيغا لولاية رابعة على التوالي خلال انتخابات غاب عنها جميع منافسيه الأقوياء المحتملين، بسبب اعتقالهم أو إرغامهم على العيش في المنفى.
ولطالما دان المجتمع الدولي أفعال النظام في نيكاراغوا. وطالبت منظمة الدول الأميركية، أول من أمس الجمعة، الحكومة في نيكاراغوا بوقف «المضايقات والقيود التعسّفية» بحق المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام والمنظمات الدينية والمعارضين. وطالبت أيضاً بـ«الإفراج الفوري عن السجناء السياسيين الذين يُقدّر عددهم بنحو 190».
ويعتبر المحلل والنائب السابق في نيكاراغوا إيليسيو نونييز، الذي يعيش هو أيضاً في المنفى، أن جبهة التحرير الوطني الساندينية «تنتقل من موقع الحزب المهيمن إلى موقع الحزب الواحد (...) مع خلق عبادة شخصية لا مثيل لها حالياً في أميركا اللاتينية».
ومنذ عام، تمّ اعتقال 46 معارضاً أو مجرد منتقد للحكومة وحُكم عليهم بالسجن لفترات تصل إلى 13 عاماً. وكان سبعة منهم يريدون الترشّح إلى الرئاسة.
- قمع الإعلام
وكانت وسائل الإعلام أيضاً من الأهداف الأولى للسلطة.
لم تعد صحيفة «لا برينسا» La Prensa، التي كانت تنشر نسخة ورقية، موجودة إلّا على الإنترنت، بعدما اختار صحافيوها المنفى خوفاً من الاعتقال، وذلك عقب مصادرة مقرّها وزجّ مديرها لورينزو هولمان بالسجن.
وأغلقت السلطات أيضاً المحطة التلفزيونية التابعة للكنيسة الكاثوليكية في نيكاراغوا، بالإضافة إلى عدة إذاعات في أبرشيات مختلفة، وعشرات وسائل الإعلام المستقلة.
في 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2020. أصدرت نيكاراغوا تشريعاً يستهدف الذين يتلقون أموالاً من الخارج ويفرض تسجيلهم لدى السلطات بصفة «عملاء أجانب». وأثار هذا القانون انتقادات المجتمع الدولي لما يشكله من خطر على الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان.
وبموجب هذا القانون، اعتبرت أكثر من ألف مؤسسة ومنظمة غير حكومية كان بعضها يكرّس عمله للدفاع عن حقوق الإنسان، غير قانونية. وأغلقت جامعات خاصة ومنظمات ثقافية بين عشية وضحاها.
في يوليو (تموز) اضطرت راهبات مجمّع الإرساليات الخيرية الذي أسسته الأم تيريزا، إلى الرحيل من نيكاراغوا، وطُردن كأنّهن «منبوذات»، حسبما قال مركز نيكاراغوا للدفاع عن حقوق الإنسان.
- «كنيسة صامتة»
وتُظهر الكنيسة الكاثوليكية نفسها على أنها آخر معقل يحمي من الإجراءات التعسّفية. لكن الموالين للحكومة يعتبرون الكهنة والأساقفة الذين ينتقدون النظام «أنبياء مزيّفين».
ومنعت الشرطة أسقف ماتاغالبا (شمال شرق) المونسنيور رولاندو ألفاريز من التنقّل، منذ 4 أغسطس (آب)، مما يعكس ذروة الأزمة مع نظام يسعى إلى إسكات رجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية المحلية لقمع أصوات المعارضة.
وقال ألفاريز في إحدى عظاته: «لطالما أرادت الحكومة كنيسة صامتة، لا تريدنا أن نتكلّم وأن نندّد بالظلم».