تونس: حركة النهضة تبدأ التحضير لمؤتمرها العاشر الاستثنائي

الأوساط السياسية تتوقع أن يشهد تغيير اسم الحزب وأطره

تونس: حركة النهضة تبدأ التحضير لمؤتمرها العاشر الاستثنائي
TT

تونس: حركة النهضة تبدأ التحضير لمؤتمرها العاشر الاستثنائي

تونس: حركة النهضة تبدأ التحضير لمؤتمرها العاشر الاستثنائي

أعلن عبد الرؤوف النجار، رئيس لجنة إعداد المؤتمر العاشر لحركة النهضة، في لقاء إعلامي نظمه أمس بمنطقة العقبة في ولاية (محافظة) منوبة القريبة من العاصمة، انطلاق سلسلة مؤتمراتها في الجهات استعدادا لعقد مؤتمرها العاشر، إذ ينتظر عقد 48 مؤتمرًا، بينها 24 مؤتمرًا في المحافظات، إضافة إلى مؤتمر يضمّ العاملين بالمكاتب المركزية، و5 مؤتمرات لأطر الحركة، و10 مؤتمرات لمنخرطي الحركة في الخارج.
وقال النجار إن هذه المؤتمرات تعد الحزب لمرحلة رابعة في مسيرتها، إذ انطلقت في البداية على شكل جماعة، قبل أن تتحول إلى حركة الاتجاه الإسلامي، ثم تغير اسمها إلى حركة النهضة. وستعقد هذه المؤتمرات على ثلاث دفعات، وقد بدأت الدفعة الأولى مساء أمس، في حين تعقد الدفعة الثانية والثالثة يومي 6 و13 من شهر مارس (آذار) المقبل.
وأوضح النجار أن أسئلة كثيرة ستطرح خلال المؤتمرات المنعقدة في الجهات، وستخلف وراءها «تساؤلات حول مستقبل التيار الإسلامي بما يتجاوز تونس، ليطال المنطقة والعالم بأسره»، على حد تعبيره. مضيفًا أنه «بعد مغادرة حركة النهضة للحكم، وفرت السنتان الماضيتان لنا فرصًا للتفكير بهدوء بعيدا عن الإكراهات السابقة، التي صاحبت تجربة الحكم. ومن المنتظر حسم عدة قضايا من بينها تسمية الحركة ومختلف هياكلها».
وأنهت حركة النهضة قبل يومين عقد 297 مؤتمرا محليا، انطلقت في منذ بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. ويعد المؤتمر العاشر المزمع عقده خلال شهر أبريل (نيسان) المقبل، الثاني من نوعه الذي يعقد في العلن، علما بأنه قبل الثورة تمكنت من عقد ثمانية مؤتمرات، لكن بصفة سرية.
وتتوقع كل الأوساط السياسية في تونس أن يكون هذا المؤتمر حاسمًا واستثنائيًا، للملفات الكبرى التي سيطرحها، على غرار الفصل بين العمل السياسي والعمل الدعوي، وتغيير تسمية حركة النهضة، وكذلك تسمية مجلس الشورى.
وفي هذا السياق، قال عضو مجلس الشورى لحركة النهضة إن مؤتمر الحركة سينعقد خلال شهر أبريل المقبل، بعد أن كان مقررا في شهر مارس المقبل، غير أنه لم يحدد موعدا له بصفة نهائية، مضيفا أن مشاريع لوائح المؤتمر العاشر لحركة النهضة قد جمعت في كتيب وزع مسبقا على المؤتمرين للاطلاع عليها، واستيعاب الأفكار الرئيسية الواردة فيها.
على صعيد آخر، أكدت رئاسة الحكومة تقدمها بشكوى لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة، قصد فتح متابعة ضدّ مسيّري النقابة التونسية لقوات الأمن الداخلي، بعد أن اتهمتهم باقتحام مقر رئاسة الحكومة بالقصبة، وترديد شعارات سياسية، والتهديد بالعصيان والتلفظ بعبارات غير أخلاقية تمسّ من هيبة الدولة ومن مؤسساتها، إلى جانب إلحاق ضرر بالسير العادي لمصالح الدولة، والحث على البلبلة والإخلال بالأمن العام، وبمقتضيات حالة الطوارئ.
من ناحية أخرى، أكد كمال بربوش، المتحدث باسم النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس، إمكانية تنقل قاضي التحقيق بالمكتب القضائي لمكافحة الإرهاب إلى ليبيا المجاورة، رفقة فريق مختص، قصد الاطلاع على الأبحاث والتحقيقات مع الموقوفين وجرحى القصف الأميركي على مدينة صبراتة الليبية، إضافة إلى متابعة ملف الكشف عن هوية التونسيين المنتمين لما يسمى تنظيم داعش المتطرف الذين تعرض للقصف خلال العملية.
وكانت الغارة الأميركية على مدينة صبراتة الليبية قد خلفت نحو 50 قتيلا، أغلبهم من التونسيين، وكان من بين القتلى التونسي نور الدين شوشان، المتهم بتدبير الهجومين الإرهابيين خلال السنة الماضية على متحف باردو، والمنتجع السياحي بمدينة سوسة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.