بان كي مون لن يزور المغرب ضمن جولته بشمال أفريقيا

زيارته لـ«بئر الحلو» في المنطقة العازلة بالصحراء تثير تساؤلات بشأن أجندته

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
TT

بان كي مون لن يزور المغرب ضمن جولته بشمال أفريقيا

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

لن تشمل الجولة التي سيقوم بها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الأسبوع المقبل في شمال أفريقيا المملكة المغربية، حسب ما أعلنت الأمم المتحدة؛ إذ ستقتصر الجولة، التي ستخصص لنزاع الصحراء، فقط على موريتانيا والجزائر، في حين رجحت مصادر أن يزور كي مون المغرب في شهر يوليو (تموز) المقبل.
وهذه أول جولة يقوم بها كي مون للمنطقة منذ توليه الأمانة العامة للأمم المتحدة، وتأتي في نهاية ولايته، علما بأنه كان يعتزم زيارة مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، إضافة إلى العاصمة الرباط بهدف إحراز تقدم في تسوية نزاع الصحراء الذي طال أمده.
وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن كي مون لن يتوجه إلى الرباط لأن العاهل المغربي الملك محمد السادس لن يكون هناك، وذلك في إشارة إلى وجود الملك محمد السادس في فرنسا، حيث يوجد في زيارة خاصة عقب زيارة عمل وصداقة قام بها أخيرا إلى باريس، وأجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.
وأضاف دو جاريك موضحا: «بالتأكيد سيكون الأمين العام مسرورا بالذهاب إلى الرباط في أي وقت».
وأبدت الرباط رغبة في تأجيل زيارة كي مون للمغرب إلى شهر يوليو المقبل، لأن جولته في المنطقة تأتي قبيل أسابيع قليلة من تقديمه تقريره السنوي حول مستجدات نزاع الصحراء إلى مجلس الأمن الذي يعقد اجتماعات دورية سنوية في الأسبوع الأخير من شهر أبريل (نيسان)، وتجري فيها المصادقة على التقرير، وإصدار قرار تمديد مهام بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو).
وسيحل كي مون بموريتانيا في 4 مارس (آذار) المقبل، قادما من بوركينا فاسو، قبل أن ينتقل إلى الجزائر في 5 مارس للقاء كبار المسؤولين الجزائريين، وزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف، إلى جانب زيارته مكاتب بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) هناك.
وبينما التزمت الدوائر الرسمية المغربية الصمت، وتفادت الإدلاء بأي تصريح حول جولة كي مون في شمال أفريقيا، توقف المراقبون كثيرا عند قرار الأمين العام للأمم المتحدة زيارة منطقة «بئر الحلو»، التي توجد في المنطقة العازلة بين الصحراء والجزائر، وهي منطقة توجد خارج الجدار الأمني الذي شيده المغرب قبل أكثر من ثلاثة عقود لصد هجمات جبهة البوليساريو، وهو ما جعل المراقبين يطرحون كثيرا من التساؤلات حول أجندة كي مون في المنطقة.
في غضون ذلك، قال دو جاريك إن «من حق الأمين العام بالتأكيد أن يزور أي بعثة لحفظ السلام، لكن ينبغي على قوى الأمر الواقع في هذه المنطقة أن تأذن لطائرته بالهبوط فيها».
وكان الأمين العام السابق كوفي عنان قد زار الرباط والعيون في 1998. وتحاول الأمم المتحدة منذ عام 1992 إجراء استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء، التي يتنازع عليها المغرب وانفصاليو جبهة البوليساريو، المدعومون من الجزائر.
وتأتي الزيارة أيضا في وقت تستعد فيه جبهة البوليساريو لإحياء الذكرى الأربعين لإعلان «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» في مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غربي الجزائر)، وهي «الجمهورية» التي أعلنتها الجبهة عام 1976 من جانب واحد وبدعم من الجزائر. وبينما تقترح الرباط منح الصحراء حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، تطالب جبهة البوليساريو بتنظيم استفتاء حول تقرير المصير.
ومنطقة «بير لحلو» أو «بئر الحلو»، أي «المياه العذبة»، التي سيزورها كي مون، منطقة تنتشر فيها قوات أممية عسكرية حاليا، إلا أنها أيضا منطقة عسكرية لقوات البوليساريو، وتقع في الجانب الآخر للحاجز الأمني الرملي الذي بناه المغرب.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.