وزير خارجية العراق يتعهد بتسوية ملف الجزائريين في سجون العراق

تضارب حول عددهم.. وبعضهم يواجه تنفيذ عقوبة الإعدام

وزير خارجية العراق يتعهد بتسوية ملف الجزائريين في سجون العراق
TT

وزير خارجية العراق يتعهد بتسوية ملف الجزائريين في سجون العراق

وزير خارجية العراق يتعهد بتسوية ملف الجزائريين في سجون العراق

تلقت الحكومة الجزائرية تعهدًا من بغداد بإيجاد حل نهائي لـ«أزمة الجزائريين في سجون العراق»، وذلك خلال زيارة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري إلى الجزائر يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
وقال الجعفري في ختام لقاء جمعه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة: «لقد وعدت الرئيس بوتفليقة بأننا سنتابع هذا الملف ضمن ما هو مسموح به قانونًا، وسنعمل على إزالة العقبات ونتعاون معًا في هذا الشأن». وتملك سلطات الجزائر معلومات بوجود نحو 10 جزائريين مدانين بالإعدام يترقبون تنفيذ الحكم ضدهم بسبب تورطهم في أعمال مسلحة ضد أهداف حكومية بالعراق، وتم إعدام أحدهم في 2011، مما تسبب في إثارة سخط الخارجية الجزائرية التي نجحت في تجميد قرار تنفيذ العقوبة نفسها في بقية المدانين.
وفي أبريل (نيسان) الماضي استنكرت «الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان» إعدام ثلاثة جزائريين في سجن بجنوب العراق، كانوا، بحسبها، من بين 16 نزيلاً من جنسيات أخرى. وقال التنظيم الحقوقي إنه يحصي 12 سجينًا جزائريًا بالعراق، مرجحًا أن يكون عددهم أكبر. فيما أشارت تقارير صحافية إلى أن الثلاثة كانوا معتقلين بسجن الناصرية.
وذكر التنظيم الحقوقي الأبرز في البلاد أنه «في اتصال دائم مع المعتقلين وبعائلاتهم، كما نحاول إيصال كل انشغالاتهم للجهات المعنية بغية التوصل لحل نهائي، يضع حدًا لمعاناتهم». ووصف تصريحات المسؤولين الجزائريين بخصوص هذه الأزمة بـ«الموجهة للاستهلاك الإعلامي».
وهناك تضارب كبير بشأن عدد الجزائريين في سجون العراق، وقد أسست عائلاتهم تنظيمًا تتحدث باسمه مع السلطات الجزائرية. وغالبية المساجين غادروا الجزائر بعد الغزو الأميركي عام 2003 بدافع «الجهاد ضد الغرب الصليبي». وانضم معظمهم آنذاك إلى تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين، ودخلوا العراق برًا عن طريق سوريا. أما من عادوا فتم اعتقالهم واستجوابهم بالجزائر ووضعوا في السجن بتهمة «الانخراط في جماعة مسلحة تنشط بالخارج».
وذكر حسن عريبي، عضو «لجنة الدفاع» بالبرلمان الجزائري، في بيان، أمس، أنه التقى بالقائمة بالأعمال بالسفارة العراقية في الجزائر، في 18 من الشهر الحالي، وأنه بحث معها ملف المساجين، ونقل البرلماني عن الدبلوماسية العراقية أن عدد الجزائريين في سجون العراق لا يتعدى 8 أشخاص، وأنها تحدثت عن اختفاء واحد منهم. وبحسب عريبي، فالمختفي أربعيني يتحدر من الضاحية الجنوبية للعاصمة، ويدعى طارق ريف.
وأضاف البرلماني، الذي ينتمي للحزب الإسلامي «جبهة العدالة والتنمية»: «لقد قلت للقائمة بأعمال السفارة إن السجين الثامن قد يكون نُفذ فيه حكم الإعدام دون إبلاغ الدولة الجزائرية، وهذا عمل يمكن أن يلحق الضرر بالعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين، فطلبت مني التريث وعدم التسرع حتى تتأكد مرة ثانية، ثم قالت إنها أبلغتني بما لديها من معلومات حول السجناء الجزائريين، وفقا لوثيقة توصلت بها من طرف الخارجية العراقية، وأنها ستتابع الموضوع من جديد مع الجانب العراقي وتخبرنا بالتطورات».
وتابع عريبي أنه «أثناء اللقاء أطلعتني على مراسلة رسمية قالت إنها جاءت للتو من وزارة الخارجية الجزائرية، موضوعها استفسار عن المسجون الثامن وهو ريف طارق، وهذا دليل على أن السيد وزير خارجيتنا رمضان لعمامرة تحرك فعلا من خلال الرسالة الاستعجالية والسؤال الكتابي الموجهين إليه من طرفنا بشأن طارق».
وبعيدًا عن هذا الملف، نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الجعفري أن «العراق يسعى إلى تطوير وتعزيز علاقاته مع الجزائر في كل الميادين»، وتحدث عن «تطابق وجهة نظر البلدين في الكثير من المسائل، لا سيما منها ما يتعلق بمحاربة الإرهاب»، كما أبدى الجعفري «إعجابه بتحاليل الرئيس بوتفليقة وإلمامه بكل الملفات والقضايا».
وتضمنت محادثات الجعفري مع بوتفليقة أيضًا الوضع في ليبيا التي تواجه حربًا أهلية، و«مسألة التدخل التركي في العراق»، ونقل عن بوتفليقة أن «الجزائر أكدت على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول».
وذكر مكتب الجعفري في بيان أمس، نقلته «وكالة أنباء الإعلام العراقي»، أن التشاور مع لعمامرة «تناول الكثير من القضايا التي تهمُّ البلدين، وفي مُقدّمتها القضية الفلسطينية، إضافة إلى الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا». ونقل عن الجعفري قوله أيضًا إن «مواقفنا في الكثير المحافل الدوليّة متناغمة ومتطابقة، ونحن قادرون على تطوير تنسيقنا بشكل أكبر، والعمل على حلِّ بعض المعضلات في الساحة العربية، وتلبية جزء من طموحات شعبينا». وأضاف الجعفري أن العراق «ابتلي بمواجهة الإرهاب، وكان أمام محكّ أن يصمد أمام الإرهاب، وقد حققت القوات المسلحة، والحشد الشعبيّ، وأبناء العشائر، والبيشمركة انتصارات كبيرة»، مبينا أن «ما ينقل عن العراق في كثير من الجوانب ليس صحيحًا».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.