«الاستئناف» يغرم «توتال» 750 ألف يورو في قضية «النفط مقابل الغذاء»

تم تغريم مجموعة «فيتول» السويسرية 300 ألف

«الاستئناف» يغرم «توتال» 750 ألف يورو في قضية «النفط مقابل الغذاء»
TT

«الاستئناف» يغرم «توتال» 750 ألف يورو في قضية «النفط مقابل الغذاء»

«الاستئناف» يغرم «توتال» 750 ألف يورو في قضية «النفط مقابل الغذاء»

بعد تبرئتها في محاكمة أولى، حكم على مجموعة «توتال» النفطية الفرنسية بدفع غرامة قدرها 750 ألف يورو لفساد مرتبط بمال عام أجنبي في إطار قضية عمليات الاختلاس المتعلقة ببرنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي طبقته الأمم المتحدة في العراق بين 1996 و2003.
وجاء حكم محكمة استئناف في باريس مطابقا لطلب المدعي العام وللعقوبة القصوى السارية في تلك الفترة.
وحكم على مجموعة «فيتول» السويسرية أيضا بدفع غرامة قدرها 300 ألف يورو. وكان القضاء الأميركي حكم على هذه المجموعة أيضا بدفع 17.5 مليون دولار.
وقال جان فيل، محامي «توتال»، إن هذا القرار «خيب أمله». وأضاف أن «الطعن ممكن، لكنه يتطلب أن نعرف سبب الحكم القضائي لمحكمة الاستئناف» التي لم تكن دوافعها معروفة الجمعة.
وتمت تبرئة أحد المتهمين، بينما حكم على 11 متهما آخرين بدفع غرامات تتراوح قيمتها بين خمسة آلاف ومائة ألف يورو.
وبين هؤلاء السفير الفرنسي الأسبق في الأمم المتحدة جان برنار ميريميه، والدبلوماسي السابق سيرج بوادوفي، اللذين حكم عليهما بدفع خمسين ألف يورو و75 ألفا على التوالي.
وبعد ثمانية أشهر من التحقيق وشهر من المحاكمة برأت محكمة الجنح في باريس كل المتهمين في قرار شكل مفاجأة كبرى في الثامن من يوليو (تموز) 2013.
لكن النيابة استأنفت الحكم ضد غالبيتهم، واستثنت منهم الوزير الفرنسي السابق شارل باسكوا، والرئيس السابق لمجلس إدارة «توتال» كريستوف دو مارجوري، الذي كان مديرا للشرق الأوسط لفرع الاستكشاف والإنتاج. وقد توفي كلاهما منذ ذلك الحين.
وكان برنامج «النفط مقابل الغذاء» الذي طبق من 1996 إلى 2003 يهدف إلى التخفيف من معاناة العراقيين من حظر صارم فرضته الأمم المتحدة على العراق منذ غزوه الكويت في 1990.
وكان يسمح لنظام صدام حسين ببيع كميات محدودة من النفط تحت إشراف الأمم المتحدة مقابل مواد إنسانية واستهلاكية. لكن بغداد تمكنت من الالتفاف على البرنامج عن طريق عمليات بيع موازية وتضخيم فواتير وتوزيع ملايين البراميل النفطية على شخصيات «صديقة» أو عبر تسلم عائدات البيع.
ورأت محكمة الجنح في حكمها الأول أنه لم تلاحظ أي مخالفات «فساد مرتبط بأموال عامة أجنبية» أو «استغلال نفوذ» أو «استغلال ممتلكات اجتماعية» ضد المتهمين العشرين.
واعترضت نيابة باريس على هذا التحليل، واستأنفت الحكم خصوصا ضد المجموعتين النفطيتين الفرنسية «توتال» والسويسرية «فيتول».
وانتهى شق ثان من هذه القضية في 18 يونيو (حزيران) إلى الإفراج عن 14 شركة بينها «رينو تراكس» و«لوغران» و«شنايدر إلكتريك». وهنا أيضا استأنفت النيابة الحكم ويفترض أن تُجرى المحاكمة في هذا الشق الثاني في نهاية السنة الحالية.
وكانت المحكمة رأت أن نظام دفع رسم نسبته 10 في المائة على كل عقد «فرضته السلطات العليا العراقية»، وأن الأموال التي نجمت عنه دخلت إلى خزينة البنك المركزي العراقي.
وأضافت أنه لم يثبت وجود تدخل من «عملاء أجانب» تمكنوا من الإثراء شخصيا. وهذا بالتحديد هو تعريف جنحة الفساد التي خضعت من أجلها الشركات للمحاكمة، لأن جنحة انتهاك الحظر لا وجود لها في القانون الفرنسي.
من جهة أخرى، رأت المحكمة حينذاك أيضا أنه لا يمكن ملاحقة أربع شركات، لأنها قامت بإبرام اتفاقات مع وزارة العدل الأميركية، وقبلت بعقوبات من قبل سلطات البورصة الأميركية تنص على ملايين الدولارات.
ويفيد تقرير نشر في 2005 بأن نحو 2200 شركة من نحو ستين بلدا شاركت على ما يبدو في الالتفاف على برنامج «النفط مقابل الغذاء» عبر دفع رشى للنظام العراقي.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».